قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين nindex.php?page=treesubj&link=31942_28973قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها " ما " استفهام مبتدأة ، و " لونها " الخبر . ويجوز نصب " لونها ب " يبين " ، وتكون ما زائدة . واللون واحد الألوان وهو هيئة كالسواد والبياض والحمرة . واللون : النوع . وفلان متلون : إذا كان لا يثبت على خلاق واحد وحال واحد ، قال :
كل يوم تتلون غير هذا بك أجمل
ولون البسر تلوينا : إذا بدا فيه أثر النضج . واللون : الدقل ، وهو ضرب من النخل . قال
الأخفش هو جماعة ، واحدها لينة .
قوله : " صفراء " جمهور المفسرين أنها صفراء اللون ، من الصفرة المعروفة . قال
[ ص: 420 ] مكي عن بعضهم : حتى القرن والظلف . وقال
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير : كانت صفراء القرن والظلف فقط ، وعن
الحسن أيضا : صفراء معناه : سوداء ، قال الشاعر :
تلك خيلي منه وتلك ركابي هن صفر أولادها كالزبيب
قلت : والأول أصح ؛ لأنه الظاهر ، وهذا شاذ لا يستعمل مجازا إلا في الإبل ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=33كأنه جمالة صفر وذلك أن السود من الإبل سوادها صفرة . ولو أراد السواد لما أكده بالفقوع ، وذلك نعت مختص بالصفرة ، وليس يوصف السواد بذلك ، تقول العرب : أسود حالك وحلكوك وحلكوك ، ودجوجي وغربيب ، وأحمر قانئ ، وأبيض ناصع ولهق ولهاق ويقق ، وأخضر ناضر ، وأصفر فاقع ، هكذا نص نقلة اللغة عن العرب . قال
الكسائي : يقال فقع لونها يفقع فقوعا إذا خلصت صفرته . والإفقاع : سوء الحال . وفواقع الدهر بوائقه . وفقع بأصابعه إذا صوت ، ومنه حديث
ابن عباس :
نهى عن التفقيع في الصلاة ، وهي الفرقعة ، وهي غمز الأصابع حتى تنقض . ولم ينصرف " صفراء " في معرفة ولا نكرة ؛ لأن فيها ألف التأنيث وهي ملازمة فخالفت الهاء ؛ لأن ما فيه الهاء ينصرف في النكرة ، كفاطمة وعائشة .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69فاقع لونها يريد خالصا لونها لا لون فيها سوى لون جلدها .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69تسر الناظرين قال وهب : كأن شعاع الشمس يخرج من جلدها ، ولهذا قال
ابن عباس : الصفرة تسر النفس . وحض على لباس النعال الصفر ، حكاه عنه
النقاش . وقال
علي بن أبي طالب رضي الله عنه : من لبس نعلي جلد أصفر قل همه ، لأن الله تعالى يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69صفراء فاقع لونها تسر الناظرين حكاه عنه
الثعلبي . ونهى
ابن الزبير ومحمد بن أبي كثير عن لباس النعال السود ؛ لأنها تهم . ومعنى تسر : تعجب . وقال
أبو العالية : معناه في سمتها ومنظرها فهي ذات وصفين ، والله أعلم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=31942_28973قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا " مَا " اسْتِفْهَامٌ مُبْتَدَأَةٌ ، وَ " لَوْنُهَا " الْخَبَرُ . وَيَجُوزُ نَصْبُ " لَوْنُهَا بِ " يُبَيِّنُ " ، وَتَكُونُ مَا زَائِدَةٌ . وَاللَّوْنُ وَاحِدُ الْأَلْوَانِ وَهُوَ هَيْئَةٌ كَالسَّوَادِ وَالْبَيَاضِ وَالْحُمْرَةِ . وَاللَّوْنُ : النَّوْعُ . وَفُلَانٌ مُتَلَوِّنٌ : إِذَا كَانَ لَا يَثْبُتُ عَلَى خَلَاقٍ وَاحِدٍ وَحَالٍ وَاحِدٍ ، قَالَ :
كُلُّ يَوْمٍ تَتَلَوَّنُ غَيْرَ هَذَا بِكَ أَجْمَلُ
وَلَوَّنَ الْبُسْرُ تَلْوِينًا : إِذَا بَدَا فِيهِ أَثَرُ النُّضْجِ . وَاللَّوْنُ : الدَّقَلُ ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ . قَالَ
الْأَخْفَشُ هُوَ جَمَاعَةٌ ، وَاحِدُهَا لِينَةٌ .
قَوْلُهُ : " صَفْرَاءُ " جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّهَا صَفْرَاءُ اللَّوْنِ ، مِنَ الصُّفْرَةِ الْمَعْرُوفَةِ . قَالَ
[ ص: 420 ] مَكِّيٌّ عَنْ بَعْضِهِمْ : حَتَّى الْقَرْنُ وَالظَّلْفُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ : كَانَتْ صَفْرَاءَ الْقَرْنِ وَالظَّلْفِ فَقَطْ ، وَعَنِ
الْحَسَنِ أَيْضًا : صَفْرَاءُ مَعْنَاهُ : سَوْدَاءُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
تِلْكَ خَيْلِي مِنْهُ وَتِلْكَ رِكَابِي هُنَّ صُفْرٌ أَوْلَادُهَا كَالزَّبِيبِ
قُلْتُ : وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ ؛ لِأَنَّهُ الظَّاهِرُ ، وَهَذَا شَاذٌّ لَا يُسْتَعْمَلُ مَجَازًا إِلَّا فِي الْإِبِلِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=33كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ وَذَلِكَ أَنَّ السُّودَ مِنَ الْإِبِلِ سَوَادُهَا صُفْرَةٌ . وَلَوْ أَرَادَ السَّوَادَ لَمَا أَكَّدَهُ بِالْفُقُوعِ ، وَذَلِكَ نَعْتٌ مُخْتَصٌّ بِالصُّفْرَةِ ، وَلَيْسَ يُوصَفُ السَّوَادُ بِذَلِكَ ، تَقُولُ الْعَرَبُ : أَسْوَدُ حَالِكٌ وَحَلَكُوكٌ وَحُلْكُوكٌ ، وَدَجُوجِيٌّ وَغِرْبِيبٌ ، وَأَحْمَرُ قَانِئٌ ، وَأَبْيَضُ نَاصِعٌ وَلَهِقٌ وَلِهَاقٌ وَيَقَقٌ ، وَأَخْضَرُ نَاضِرٌ ، وَأَصْفَرُ فَاقِعٌ ، هَكَذَا نَصَّ نَقَلَةُ اللُّغَةِ عَنِ الْعَرَبِ . قَالَ
الْكِسَائِيُّ : يُقَالُ فَقَعَ لَوْنُهَا يَفْقَعُ فُقُوعًا إِذَا خَلَصَتْ صُفْرَتُهُ . وَالْإِفْقَاعُ : سُوءُ الْحَالِ . وَفَوَاقِعُ الدَّهْرِ بَوَائِقُهُ . وَفَقَّعَ بِأَصَابِعِهِ إِذَا صَوَّتَ ، وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ :
نَهَى عَنِ التَّفْقِيعِ فِي الصَّلَاةِ ، وَهِيَ الْفَرْقَعَةُ ، وَهِيَ غَمْزُ الْأَصَابِعِ حَتَّى تُنْقِضَ . وَلَمْ يَنْصَرِفْ " صَفْرَاءُ " فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ ؛ لِأَنَّ فِيهَا أَلِفَ التَّأْنِيثِ وَهِيَ مُلَازَمَةٌ فَخَالَفَتِ الْهَاءَ ؛ لِأَنَّ مَا فِيهِ الْهَاءُ يَنْصَرِفُ فِي النَّكِرَةِ ، كَفَاطِمَةَ وَعَائِشَةَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69فَاقِعٌ لَوْنُهَا يُرِيدُ خَالِصًا لَوْنُهَا لَا لَوْنَ فِيهَا سِوَى لَوْنِ جِلْدِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69تَسُرُّ النَّاظِرِينَ قَالَ وَهْبٌ : كَأَنَّ شُعَاعَ الشَّمْسِ يَخْرُجُ مِنْ جِلْدِهَا ، وَلِهَذَا قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : الصُّفْرَةُ تَسُرُّ النَّفْسَ . وَحَضَّ عَلَى لِبَاسِ النِّعَالِ الصُّفْرِ ، حَكَاهُ عَنْهُ
النَّقَّاشُ . وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَنْ لَبِسَ نَعْلَيْ جِلْدٍ أَصْفَرَ قَلَّ هَمُّهُ ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ حَكَاهُ عَنْهُ
الثَّعْلَبِيُّ . وَنَهَى
ابْنُ الزُّبَيْرِ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ لِبَاسِ النِّعَالِ السُّودِ ؛ لِأَنَّهَا تُهِمُّ . وَمَعْنَى تَسُرُّ : تُعْجِبُ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : مَعْنَاهُ فِي سَمْتِهَا وَمَنْظَرِهَا فَهِيَ ذَاتُ وَصْفَيْنِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .