القول في تأويل قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل nindex.php?page=treesubj&link=28975_28803والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا ( 45 ) )
قال
أبو جعفر : يعني جل ثناؤه - بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44يشترون الضلالة nindex.php?page=treesubj&link=32423_32424_32428 : اليهود الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يختارون الضلالة وذلك الأخذ على غير طريق الحق وركوب غير سبيل الرشد والصواب مع العلم منهم بقصد السبيل ومنهج الحق وإنما عنى الله بوصفهم باشترائهم الضلالة مقامهم على التكذيب
بمحمد صلى الله عليه وسلم وتركهم الإيمان به وهم عالمون أن السبيل الحق الإيمان به
[ ص: 429 ] وتصديقه بما قد وجدوا من صفته في كتبهم التي عندهم .
وأما قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44ويريدون أن تضلوا السبيل : يعني بذلك تعالى ذكره ويريد هؤلاء
اليهود الذين وصفهم جل ثناؤه بأنهم أوتوا نصيبا من الكتاب " أن تضلوا أنتم يا معشر أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم المصدقين به " أن تضلوا السبيل يقول أن تزولوا عن قصد الطريق ومحجة الحق فتكذبوا
بمحمد وتكونوا ضلالا مثلهم
وهذا من الله تعالى ذكره تحذير منه عباده المؤمنين أن يستنصحوا أحدا من أعداء الإسلام في شيء من أمر دينهم أو أن يسمعوا شيئا من طعنهم في الحق .
ثم أخبر الله جل ثناؤه عن
nindex.php?page=treesubj&link=32427_32423_28802عداوة هؤلاء اليهود الذين نهى المؤمنين أن يستنصحوهم في دينهم إياهم فقال جل ثناؤه والله أعلم بأعدائكم يعني بذلك تعالى ذكره والله أعلم منكم بعداوة هؤلاء
اليهود لكم أيها المؤمنون . يقول فانتهوا إلى طاعتي فيما نهيتكم عنه من استنصاحهم في دينكم فإني أعلم بما هم عليه لكم من الغش والعداوة والحسد وأنهم إنما يبغونكم الغوائل ويطلبون أن تضلوا عن محجة الحق فتهلكوا .
وأما قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=45وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا : فإنه يقول فبالله أيها المؤمنون فثقوا وعليه فتوكلوا وإليه فارغبوا دون غيره يكفكم مهمكم وينصركم على أعدائكم وكفى بالله وليا " يقول وكفاكم وحسبكم بالله ربكم وليا يليكم ويلي أموركم بالحياطة لكم والحراسة من أن يستفزكم أعداؤكم عن دينكم أو يصدوكم
[ ص: 430 ] عن اتباع نبيكم
وكفى بالله نصيرا " يقول وحسبكم بالله ناصرا لكم على أعدائكم وأعداء دينكم وعلى من بغاكم الغوائل وبغى دينكم العوج .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ nindex.php?page=treesubj&link=28975_28803وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا ( 45 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ - بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ nindex.php?page=treesubj&link=32423_32424_32428 : الْيَهُودُ الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَخْتَارُونَ الضَّلَالَةَ وَذَلِكَ الْأَخْذُ عَلَى غَيْرِ طَرِيقِ الْحَقِّ وَرُكُوبُ غَيْرِ سَبِيلِ الرُّشْدِ وَالصَّوَابِ مَعَ الْعِلْمِ مِنْهُمْ بِقَصْدِ السَّبِيلِ وَمَنْهَجِ الْحَقِّ وَإِنَّمَا عَنَى اللَّهُ بِوَصْفِهِمْ بِاشْتِرَائِهِمُ الضَّلَالَةَ مَقَامَهُمْ عَلَى التَّكْذِيبِ
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرْكَهُمُ الْإِيمَانَ بِهِ وَهُمْ عَالِمُونَ أَنَّ السَّبِيلَ الْحَقَّ الْإِيمَانُ بِهِ
[ ص: 429 ] وَتَصْدِيقُهُ بِمَا قَدْ وَجَدُوا مِنْ صِفَتِهِ فِي كُتُبِهِمُ الَّتِي عِنْدَهُمْ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ : يَعْنِي بِذَلِكَ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَيُرِيدُ هَؤُلَاءِ
الْيَهُودُ الَّذِينَ وَصَفَهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِأَنَّهُمْ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ " أَنْ تَضِلُّوا أَنْتُمْ يَا مَعْشَرَ أَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُصَدِّقِينَ بِهِ " أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ يَقُولُ أَنْ تَزُولُوا عَنْ قَصْدِ الطَّرِيقِ وَمَحَجَّةِ الْحَقِّ فَتُكَذِّبُوا
بِمُحَمَّدٍ وَتَكُونُوا ضُلَّالًا مِثْلَهُمْ
وَهَذَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ تَحْذِيرٌ مِنْهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَسْتَنْصِحُوا أَحَدًا مِنْ أَعْدَاءِ الْإِسْلَامِ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ أَوْ أَنْ يَسْمَعُوا شَيْئًا مِنْ طَعْنِهِمْ فِي الْحَقِّ .
ثُمَّ أَخْبَرَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=32427_32423_28802عَدَاوَةِ هَؤُلَاءِ الْيَهُودِ الَّذِينَ نَهَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَسْتَنْصِحُوهُمْ فِي دِينِهِمْ إِيَّاهُمْ فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ يَعْنِي بِذَلِكَ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ مِنْكُمْ بِعَدَاوَةِ هَؤُلَاءِ
الْيَهُودِ لَكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ . يَقُولُ فَانْتَهَوْا إِلَى طَاعَتِي فِيمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ مِنِ اسْتِنْصَاحِهِمْ فِي دِينِكُمْ فَإِنِّي أَعْلَمُ بِمَا هُمْ عَلَيْهِ لَكُمْ مِنَ الْغِشِّ وَالْعَدَاوَةِ وَالْحَسَدِ وَأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَبْغُونَكُمُ الْغَوَائِلَ وَيَطْلُبُونَ أَنْ تَضِلُّوا عَنْ مَحَجَّةِ الْحَقِّ فَتَهْلَكُوا .
وَأَمَّا قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=45وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا : فَإِنَّهُ يَقُولُ فَبِاللَّهِ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ فَثِقُوا وَعَلَيْهِ فَتَوَكَّلُوا وَإِلَيْهِ فَارْغُبُوا دُونَ غَيْرِهِ يَكْفِكُمْ مَهَمَّكُمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَى أَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا " يَقُولُ وَكَفَاكُمْ وَحَسْبُكُمْ بِاللَّهِ رَبِّكُمْ وَلِيًّا يَلِيكُمْ وَيَلِي أُمُورَكُمْ بِالْحِيَاطَةِ لَكُمْ وَالْحِرَاسَةِ مِنْ أَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ أَعْدَاؤُكُمْ عَنْ دِينِكُمْ أَوْ يَصُدُّوكُمْ
[ ص: 430 ] عَنِ اتِّبَاعِ نَبِيِّكُمْ
وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا " يَقُولُ وَحَسْبُكُمْ بِاللَّهِ نَاصِرًا لَكُمْ عَلَى أَعْدَائِكُمْ وَأَعْدَاءِ دِينِكُمْ وَعَلَى مَنْ بَغَاكُمُ الْغَوَائِلَ وَبَغَى دِينَكُمُ الْعِوَجَ .