القول في إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) تأويل قوله (
قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم ، وإن الله لا يغفر أن يشرك به فإن الله لا يغفر الشرك به والكفر ، ويغفر ما دون ذلك الشرك لمن يشاء من أهل الذنوب والآثام .
وإذ كان ذلك معنى الكلام فإن قوله أن يشرك به في موضع نصب بوقوع يغفر عليها ، وإن شئت بفقد الخافض الذي كان يخفضها لو كان ظاهرا وذلك أن يوجه معناه إلى إن الله لا يغفر أن يشرك به على تأويل الجزاء [ ص: 449 ] كأنه قيل إن الله لا يغفر ذنبا مع شرك أو عن شرك
وعلى هذا التأويل يتوجه أن تكون أن في موضع خفض في قول بعض أهل العربية .
وذكر أن هذه الآية نزلت في أقوام ارتابوا في أمر المشركين حين نزلت ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) [ سورة الزمر 53 ]
ذكر الخبر بذلك
9730 - حدثني المثنى قال حدثنا إسحاق قال حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع قال حدثني مجبر ، عن عبد الله بن عمر : أنه قال لما نزلت : ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ) الآية قام رجل فقال والشرك يا نبي الله فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم - فقال إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما [ ص: 450 ]
9731 - حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع في قوله إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال أخبرني مجبر ، عن عبد الله بن عمر أنه قال لما نزلت هذه الآية ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ) الآية قام رجل فقال والشرك يا نبي الله فكره ذلك النبي ، فقال إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "
9732 - حدثني محمد بن خلف العسقلاني قال حدثنا آدم قال حدثنا الهيثم بن جماز قال حدثنا عن بكر بن عبد الله المزني ابن عمر قال كنا معشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس وآكل مال اليتيم وشاهد الزور وقاطع الرحم حتى نزلت هذه الآية إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء : فأمسكنا عن الشهادة
وقد أبانت هذه الآية أن إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه عليه ما لم تكن كبيرة شركا بالله . كل صاحب كبيرة ففي مشيئة الله