[ ص: 163 ] القول في تأويل قوله تعالى ( ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا ( 102 ) )
قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : " ولا جناح عليكم " ، ولا حرج عليكم ولا إثم " إن كان بكم أذى من مطر " ، يقول : إن نالكم [ أذى ] من مطر تمطرونه وأنتم مواقفو عدوكم " أو كنتم مرضى " ، يقول : أو كنتم جرحى أو أعلاء " أن تضعوا أسلحتكم " ، إن ضعفتم عن حملها ، ولكن إن وضعتم أسلحتكم من أذى مطر أو مرض ، فخذوا من عدوكم حذركم يقول : احترسوا منهم أن يميلوا عليكم وأنتم عنهم غافلون غارون " إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا " ، يعني بذلك : أعد لهم عذابا مذلا يبقون فيه أبدا ، لا يخرجون منه . وذلك هو عذاب جهنم .
وقد ذكر أن قوله : " أو كنتم مرضى " نزل في عبد الرحمن بن عوف ، وكان جريحا . [ ص: 164 ]
ذكر من قال ذلك :
10379 - حدثنا عباس بن محمد قال : حدثنا حجاج قال : قال أخبرني ابن جريج ، يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : " إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى " ، عبد الرحمن بن عوف ، كان جريحا .