الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 297 ] القول في تأويل قوله ( ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ( 132 ) )

قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : ولله ملك جميع ما حوته السموات والأرض ، وهو القيم بجميعه ، والحافظ لذلك كله ، لا يعزب عنه علم شيء منه ، ولا يئوده حفظه وتدبيره ، كما : -

10675 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا هشام ، عن عمرو ، عن سعيد ، عن قتادة : " وكفى بالله وكيلا " ، قال : حفيظا .

فإن قال قائل : وما وجه تكرار قوله : " ولله ما في السماوات وما في الأرض " في آيتين ، إحداهما في إثر الأخرى؟

قيل : كرر ذلك لاختلاف معنى الخبرين عما في السموات والأرض في الآيتين . وذلك أن الخبر عنه في إحدى الآيتين : ذكر حاجته إلى بارئه ، وغنى بارئه عنه - وفي الأخرى : حفظ بارئه إياه ، وعلمه به وبتدبيره .

فإن قال : أفلا قيل : "وكان الله غنيا حميداوكفى بالله وكيلا" ؟

قيل : إن الذي في الآية التي قال فيها : " وكان الله غنيا حميدا " ، مما صلح أن يختم ما ختم به من وصف الله بالغنى وأنه محمود ، ولم يذكر فيها ما يصلح أن يختم بوصفه معه بالحفظ والتدبير . فلذلك كرر قوله : " ولله ما في السماوات وما في الأرض " .

التالي السابق


الخدمات العلمية