[ ص: 167 ] القول في إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ( 103 ) ) تأويل قوله (
قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك .
فقال بعضهم : معناه : إن الصلاة كانت على المؤمنين فريضة مفروضة .
ذكر من قال ذلك :
10387 - حدثني أبو السائب قال : حدثنا ابن فضيل ، عن عن فضيل بن مرزوق ، عطية العوفي في قوله : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " ، قال : مفروضا .
10388 - حدثنا يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " ، قال : مفروضا "الموقوت" المفروض .
10389 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن قال : أما " السدي كتابا موقوتا " ، فمفروضا .
10390 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد : " كتابا موقوتا " ، قال : مفروضا . [ ص: 168 ]
وقال آخرون : معنى ذلك : إن الصلاة كانت على المؤمنين فرضا واجبا .
ذكر من قال ذلك :
10391 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا عن ابن علية ، أبي رجاء ، عن الحسن في قوله : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " ، قال : كتابا واجبا .
10392 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : " كتابا موقوتا " ، قال : واجبا .
10393 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .
10394 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن معمر بن سام ، عن أبي جعفر في قوله : " كتابا موقوتا " ، قال : موجبا . [ ص: 169 ]
10395 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " ، و "الموقوت" ، الواجب .
10396 - حدثني أحمد بن حازم قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا معمر بن يحيى قال : سمعت أبا جعفر يقول : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " ، قال : وجوبها .
وقال آخرون : معنى ذلك : إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ، منجما يؤدونها في أنجمها .
ذكر من قال ذلك :
10397 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " ، قال : قال ابن مسعود : إن للصلاة وقتا كوقت الحج .
10398 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن في قوله : " زيد بن أسلم إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " ، قال : منجما ، كلما مضى نجم جاء نجم آخر . يقول : كلما مضى وقت جاء وقت آخر .
10399 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن [ ص: 170 ] عن أبي جعفر الرازي ، بمثله . زيد بن أسلم ،
قال أبو جعفر : وهذه الأقوال قريب معنى بعضها من بعض . لأن ما كان مفروضا فواجب ، وما كان واجبا أداؤه في وقت بعد وقت فمنجم .
غير أن أولى المعاني بتأويل الكلمة ، قول من قال : "إن الصلاة كانت على المؤمنين فرضا منجما" ، لأن "الموقوت" إنما هو "مفعول" من قول القائل : "وقت الله عليك فرضه فهو يقته" ، ففرضه عليك "موقوت" ، إذا أخرته ، جعل له وقتا يجب عليك أداؤه . فكذلك معنى قوله : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " ، إنما هو : كانت على المؤمنين فرضا وقت لهم وقت وجوب أدائه ، فبين ذلك لهم .