القول في تأويل قوله ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا )
قال أبو جعفر : وهذا قضاء من الله جل ثناؤه للإسلام وأهله بالفضل على سائر الملل غيره وأهلها ، يقول الله : " ومن أحسن دينا " أيها الناس ، وأصوب طريقا ، وأهدى سبيلا" ممن أسلم وجهه لله ، يقول : ممن استسلم وجهه لله فانقاد له بالطاعة ، مصدقا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من عند ربه وهو محسن يعني : وهو عامل بما أمره به ربه ، محرم حرامه ومحلل حلاله " واتبع ملة إبراهيم حنيفا " ، يعني بذلك : واتبع الدين الذي كان عليه إبراهيم خليل الرحمن ، وأمر به بنيه من بعده وأوصاهم به حنيفا يعني : مستقيما على منهاجه وسبيله .
وقد بينا اختلاف المختلفين فيما مضى قبل في معنى "الحنيف" والدليل على الصحيح من القول في ذلك بما أغنى عن إعادته . [ ص: 251 ]
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل :
وممن قال ذلك أيضا الضحاك .
10538 - حدثني يحيى بن أبي طالب قال : أخبرنا يزيد قال : أخبرنا جويبر ، عن الضحاك قال : فضل الله الإسلام على كل دين فقال : " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن " إلى قوله : " واتخذ الله إبراهيم خليلا " ، وليس يقبل فيه عمل غير الإسلام ، وهي الحنيفية .