[ ص: 320 ] القول في تأويل قوله (
nindex.php?page=treesubj&link=28975_30564nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ( 140 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : "بشر المنافقين"
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وقد نزل عليكم في الكتاب " ، يقول : أخبر من اتخذ من هؤلاء المنافقين الكفار أنصارا وأولياء بعد ما نزل عليهم من القرآن ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره " ، يعني : بعد ما علموا نهي الله عن مجالسة الكفار الذين يكفرون بحجج الله وآي كتابه ويستهزئون بها"
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140حتى يخوضوا في حديث غيره " ، يعني بقوله : "يخوضوا" ، يتحدثوا حديثا غيره"بأن لهم عذابا أليما" .
وقوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140إنكم إذا مثلهم " ، يعني : وقد نزل عليكم أنكم إن جالستم من يكفر بآيات الله ويستهزئ بها وأنتم تسمعون ، فأنتم مثله يعني : فأنتم إن لم تقوموا عنهم في تلك الحال ، مثلهم في فعلهم ، لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها ، كما عصوه باستهزائهم بآيات الله . فقد أتيتم من معصية الله نحو الذي أتوه منها ، فأنتم إذا مثلهم في ركوبكم معصية الله ، وإتيانكم ما نهاكم الله عنه .
[ ص: 321 ]
وفي هذه الآية ، الدلالة الواضحة على
nindex.php?page=treesubj&link=20462_28263النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع ، من المبتدعة والفسقة ، عند خوضهم في باطلهم .
وبنحو ذلك كان جماعة من الأئمة الماضين يقولون ، تأولا منهم هذه الآية أنه مراد بها النهي عن مشاهدة كل باطل عند خوض أهله فيه .
ذكر من قال ذلك :
10708 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، عن
العوام بن حوشب ، عن
إبراهيم التيمي ، عن
أبي وائل ، قال : إن الرجل ليتكلم بالكلمة في المجلس من الكذب ليضحك بها جلساءه ، فيسخط الله عليهم . قال : فذكرت ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=12354لإبراهيم النخعي ، فقال : صدق
أبو وائل ، أو ليس ذلك في كتاب الله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم " ؟
10709 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
عبد الله بن إدريس ، عن
العلاء بن المنهال ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة قال : أخذ
عمر بن عبد العزيز قوما على شراب فضربهم ، وفيهم صائم ، فقالوا : إن هذا صائم! فتلا"
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم " .
10710 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
عبد الله بن صالح قال : حدثني
معاوية ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها " ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ، [ سورة الأنعام : 153 ] ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) [ سورة الشورى : 13 ] ، ونحو هذا من القرآن . قال : أمر الله المؤمنين بالجماعة ، ونهاهم عن الاختلاف
[ ص: 322 ] والفرقة ، وأخبرهم : إنما هلك من كان قبلكم بالمراء والخصومات في دين الله .
وقوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا " ، يقول : إن الله جامع الفريقين من أهل الكفر والنفاق في القيامة في النار ، فموفق بينهم في عقابه في جهنم وأليم عذابه ، كما اتفقوا في الدنيا فاجتمعوا على عداوة المؤمنين ، وتوازروا على التخذيل عن دين الله وعن الذي ارتضاه وأمر به وأهله .
واختلفت القرأة في قراءة قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وقد نزل عليكم في الكتاب " .
فقرأ ذلك عامة القرأة بضم "النون" وتثقيل"الزاي" وتشديدها ، على وجه ما لم يسم فاعله .
وقرأ بعض الكوفيين بفتح"النون" وتشديد"الزاي" ، على معنى : وقد نزل الله عليكم .
وقرأ بعض المكيين : ( وقد نزل عليكم ) بفتح "النون" ، وتخفيف"الزاي" ، بمعنى : وقد جاءكم من الله أن إذا سمعتم .
قال
أبو جعفر : وليس في هذه القراءات الثلاث وجه يبعد معناه مما يحتمله الكلام . غير أن الذي أختار القراءة به ، قراءة من قرأ : ( وقد نزل ) بضم "النون" وتشديد "الزاي" ، على وجه ما لم يسم فاعله . لأن معنى الكلام فيه التقديم على ما وصفت قبل ، على معنى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ""
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها " إلى قوله : "حديث غيره" "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139أيبتغون عندهم العزة " . فقوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139فإن العزة لله جميعا " ، يعني التأخير ،
[ ص: 323 ] فلذلك كان ضم "النون" من قوله : "نزل" أصوب عندنا في هذا الموضع .
وكذلك اختلفوا في قراءة قوله "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل " .
فقرأه بفتح ( نزل ) و ( أنزل ) أكثر القرأة ، بمعنى : والكتاب الذي نزل الله على رسوله ، والكتاب الذي أنزل من قبل .
وقرأ ذلك بعض قرأة
البصرة بضمه في الحرفين كليهما ، بمعنى ما لم يسم فاعله .
وهما متقاربتا المعنى . غير أن الفتح في ذلك أعجب إلي من الضم ، لأن ذكر الله قد جرى قبل ذلك في قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136آمنوا بالله ورسوله " .
[ ص: 320 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=treesubj&link=28975_30564nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ( 140 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : "بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ"
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ " ، يَقُولُ : أَخْبِرْ مَنِ اتَّخَذَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ الْكُفَّارَ أَنْصَارًا وَأَوْلِيَاءَ بَعْدَ مَا نَزَلَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ " ، يَعْنِي : بَعْدَ مَا عَلِمُوا نَهْيَ اللَّهِ عَنْ مُجَالَسَةِ الْكُفَّارِ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِحُجَجِ اللَّهِ وَآيِ كِتَابِهِ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهَا"
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثِ غَيْرِهِ " ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ : "يَخُوضُوا" ، يَتَحَدَّثُوا حَدِيثًا غَيْرَهُ"بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا" .
وَقَوْلُهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ " ، يَعْنِي : وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ إِنْ جَالَسْتُمْ مَنْ يَكْفُرُ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَسْتَهْزِئُ بِهَا وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ، فَأَنْتُمْ مِثْلُهُ يَعْنِي : فَأَنْتُمْ إِنْ لَمْ تَقُومُوا عَنْهُمْ فِي تِلْكَ الْحَالِ ، مِثْلُهُمْ فِي فِعْلِهِمْ ، لِأَنَّكُمْ قَدْ عَصَيْتُمُ اللَّهَ بِجُلُوسِكُمْ مَعَهُمْ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا ، كَمَا عَصَوْهُ بِاسْتِهْزَائِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ . فَقَدْ أَتَيْتُمْ مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ نَحْوَ الَّذِي أَتَوْهُ مِنْهَا ، فَأَنْتُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ فِي رُكُوبِكُمْ مَعْصِيَةَ اللَّهِ ، وَإِتْيَانِكُمْ مَا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ .
[ ص: 321 ]
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ ، الدَّلَالَةُ الْوَاضِحَةُ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=20462_28263النَّهْيِ عَنْ مُجَالَسَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ ، مِنَ الْمُبْتَدَعَةِ وَالْفَسَقَةِ ، عِنْدَ خَوْضِهِمْ فِي بَاطِلِهِمْ .
وَبِنَحْوِ ذَلِكَ كَانَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمَاضِينَ يَقُولُونَ ، تَأَوُّلًا مِنْهُمْ هَذِهِ الْآيَةَ أَنَّهُ مُرَادٌ بِهَا النَّهْيَ عَنْ مُشَاهَدَةِ كُلِّ بَاطِلٍ عِنْدَ خَوْضِ أَهْلِهِ فِيهِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
10708 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ
الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لِيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فِي الْمَجْلِسِ مِنَ الْكَذِبِ لِيُضْحِكَ بِهَا جُلَسَاءَهُ ، فَيَسْخَطُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ . قَالَ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=12354لِإِبْرَاهِيمَ النَّخْعِيِّ ، فَقَالَ : صَدَقَ
أَبُو وَائِلٍ ، أَوْ لَيْسَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ " ؟
10709 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ
الْعَلَاءِ بْنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17245هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ : أَخَذَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَوْمًا عَلَى شَرَابٍ فَضَرَبَهُمْ ، وَفِيهِمْ صَائِمٌ ، فَقَالُوا : إِنَّ هَذَا صَائِمٌ! فَتَلَا"
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ " .
10710 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا " ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) ، [ سُورَةُ الْأَنْعَامِ : 153 ] ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) [ سُورَةُ الشُّورَى : 13 ] ، وَنَحْوَ هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ . قَالَ : أَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْجَمَاعَةِ ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الِاخْتِلَافِ
[ ص: 322 ] وَالْفُرْقَةِ ، وَأَخْبَرَهُمْ : إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْمِرَاءِ وَالْخُصُومَاتِ فِي دِينِ اللَّهِ .
وَقَوْلُهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا " ، يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْفَرِيقَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ فِي الْقِيَامَةِ فِي النَّارِ ، فَمُوَفِّقٌ بَيْنَهُمْ فِي عِقَابِهِ فِي جَهَنَّمَ وَأَلِيمِ عَذَابِهِ ، كَمَا اتَّفَقُوا فِي الدُّنْيَا فَاجْتَمَعُوا عَلَى عَدَاوَةِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَتَوَازَرُوا عَلَى التَّخْذِيلِ عَنْ دِينِ اللَّهِ وَعَنِ الَّذِي ارْتَضَاهُ وَأَمَرَ بِهِ وَأَهْلِهِ .
وَاخْتَلَفَتِ الْقَرَأَةُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ " .
فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ الْقَرَأَةِ بِضَمِّ "النُّونِ" وَتَثْقِيلِ"الزَّايِ" وَتَشْدِيدِهَا ، عَلَى وَجْهِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ .
وَقَرَأَ بَعْضُ الْكُوفِيِّينَ بِفَتْحِ"النُّونِ" وَتَشْدِيدِ"الزَّايِ" ، عَلَى مَعْنَى : وَقَدْ نَزَّلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ .
وَقَرَأَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ : ( وَقَدْ نَزَلَ عَلَيْكُمْ ) بِفَتْحِ "النُّونِ" ، وَتَخْفِيفِ"الزَّايِ" ، بِمَعْنَى : وَقَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ .
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَلَيْسَ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ الثَّلَاثِ وَجْهٌ يَبْعُدُ مَعْنَاهُ مِمَّا يَحْتَمِلُهُ الْكَلَامُ . غَيْرَ أَنَّ الَّذِي أَخْتَارُ الْقِرَاءَةَ بِهِ ، قِرَاءَةَ مَنْ قَرَأَ : ( وَقَدْ نُزِّلَ ) بِضَمِّ "النُّونِ" وَتَشْدِيدِ "الزَّايِ" ، عَلَى وَجْهِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ . لِأَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ فِيهِ التَّقْدِيمُ عَلَى مَا وَصَفَتُ قَبْلُ ، عَلَى مَعْنَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ""
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وَقَدْ نُزِّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يَكْفُرُ بِهَا " إِلَى قَوْلِهِ : "حَدِيثٍ غَيْرِهِ" "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ " . فَقَوْلُهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا " ، يَعْنِي التَّأْخِيرَ ،
[ ص: 323 ] فَلِذَلِكَ كَانَ ضَمُّ "النُّونِ" مِنْ قَوْلِهِ : "نُزِّلَ" أَصْوَبَ عِنْدَنَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ .
وَكَذَلِكَ اخْتَلَفُوا فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ " .
فَقَرَأَهُ بِفَتْحِ ( نَزَلَ ) وَ ( أَنْزَلَ ) أَكْثَرُ الْقَرَأَةِ ، بِمَعْنَى : وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ، وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ .
وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قَرَأَةِ
الْبَصْرَةِ بِضَمِّهِ فِي الْحَرْفَيْنِ كِلَيْهِمَا ، بِمَعْنَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ .
وَهُمَا مُتَقَارِبَتَا الْمَعْنَى . غَيْرَ أَنَّ الْفَتْحَ فِي ذَلِكَ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنَ الضَّمِّ ، لِأَنَّ ذِكْرَ اللَّهِ قَدْ جَرَى قَبْلَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ " .