قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : يبين الله لكم قسمة مواريثكم ، وحكم الكلالة ، وكيف فرائضهم"أن تضلوا" ، بمعنى : لئلا تضلوا في أمر المواريث وقسمتها ، أي : لئلا تجوروا عن الحق في ذلك وتخطئوا الحكم فيه ، فتضلوا عن قصد السبيل ، كما : -
10891 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن قوله : " ابن جريج يبين الله لكم أن تضلوا " ، قال : في شأن المواريث .
10892 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا وحدثنا محمد بن حميد المعمري الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قالا جميعا ، أخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين قال : كان عمر إذا قرأ : " يبين الله لكم أن تضلوا " قال : اللهم من بينت له الكلالة ، فلم تبين لي .
قال أبو جعفر : وموضع "أن" في قوله : "يبين الله لكم أن تضلوا" ، نصب ، في قول بعض أهل العربية ، لاتصالها بالفعل .
وفي قول بعضهم : خفض ، بمعنى : يبين الله لكم بأن لا تضلوا ، ولئلا تضلوا وأسقطت"لا" من اللفظ وهي مطلوبة في المعنى ، لدلالة الكلام عليها . والعرب تفعل ذلك ، تقول : "جئتك أن تلومني" ، بمعنى : جئتك أن لا تلومني ، كما قال القطامي في صفة ناقة : [ ص: 446 ]
رأينا ما يرى البصراء فيها فآلينا عليها أن تباعا
بمعنى : أن لا تباع .