القول في تأويل قوله ( وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ( 58 ) )
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وإذا أذن مؤذنكم ، أيها المؤمنون بالصلاة ، سخر من دعوتكم إليها هؤلاء الكفار مناليهود والنصارى والمشركين ، ولعبوا من ذلك "ذلك بأنهم قوم لا يعقلون " ، يعني تعالى ذكره بقوله : "ذلك " ، فعلهم الذي يفعلونه ، وهو هزؤهم ولعبهم من الدعاء إلى الصلاة ، إنما يفعلونه بجهلهم بربهم ، وأنهم لا يعقلون ما لهم في إجابتهم إن أجابوا إلى الصلاة ، وما عليهم في استهزائهم ولعبهم بالدعوة إليها ، ولو عقلوا ما لمن فعل ذلك منهم عند الله من العقاب ، ما فعلوه .
وقد ذكر عن في تأويله ما : - السدي
12218 - حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن : " السدي وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا " ، كان رجل من النصارى بالمدينة إذا سمع المنادي ينادي : "أشهد أن محمدا رسول الله " ، قال : "حرق الكاذب"! فدخلت خادمه ذات ليلة من الليالي بنار وهو نائم وأهله نيام ، فسقطت شرارة فأحرقت البيت ، فاحترق هو وأهله .