القول في تأويل قوله ( قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ( 115 ) )
قال أبو جعفر : وهذا جواب من الله - تعالى ذكره - القوم فيما سألوا نبيهم عيسى مسألة ربهم ، من إنزاله مائدة عليهم . فقال - تعالى ذكره - : إني منزلها عليكم ، أيها الحواريون ، فمطعمكموها " فمن يكفر بعد منكم " يقول : فمن يجحد بعد إنزالها عليكم ، وإطعامكموها - منكم رسالتي إليه ، وينكر نبوة نبيي عيسى - صلى الله عليه وسلم - ، ويخالف طاعتي فيما أمرته ونهيته " فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين " من عالمي زمانه . ففعل القوم ، فجحدوا وكفروا بعد ما أنزلت عليهم ، فيما ذكر لنا ، فعذبوا ، فيما بلغنا ، بأن مسخوا قردة وخنازير ، كالذي : -
13023 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " إني منزلها عليكم " الآية ، ذكر لنا أنهم حولوا خنازير . [ ص: 233 ]
13024 - حدثنا ابن بشار قال : حدثنا عبد الوهاب ، ومحمد بن أبي عدي ومحمد بن جعفر ، عن عوف ، عن أبي المغيرة القواس ، عن عبد الله بن عمرو قال : إن أشد الناس عذابا ثلاثة : المنافقون ، ومن كفر من أصحاب المائدة ، وآل فرعون .
13025 - حدثنا الحسن بن عرفة قال : حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن عوف قال : سمعت أبا المغيرة القواس يقول : قال عبد الله بن عمرو : إن أشد الناس عذابا يوم القيامة : من كفر من أصحاب المائدة ، والمنافقون ، وآل فرعون .
13026 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن قوله : " السدي فمن يكفر بعد منكم " بعد ما جاءته المائدة " فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين " يقول : أعذبه بعذاب لا أعذبه أحدا من العالمين غير أهل المائدة .