[ ص: 265 ] القول في تأويل قوله ( ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ( 7 ) )
قال أبو جعفر : وهذا إخبار من الله - تعالى ذكره - نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، عن هؤلاء القوم الذين يعدلون بربهم الأوثان والآلهة والأصنام . يقول - تعالى ذكره - : وكيف يتفقهون الآيات ، أم كيف يستدلون على بطلان ما هم عليه مقيمون من الكفر بالله وجحود نبوتك ، بحجج الله وآياته وأدلته ، وهم لعنادهم الحق وبعدهم من الرشد ، لو أنزلت عليك ، يا محمد ، الوحي الذي أنزلته عليك مع رسولي ، في قرطاس يعاينونه ويمسونه بأيديهم ، وينظرون إليه ويقرءونه منه ، معلقا بين السماء والأرض ، بحقيقة ما تدعوهم إليه ، وصحة ما تأتيهم به من توحيدي وتنزيلي ، لقال الذين يعدلون بي غيري فيشركون في توحيدي سواي : " إن هذا إلا سحر مبين " أي : ما هذا الذي جئتنا به إلا سحر سحرت به أعيننا ، ليست له حقيقة ولا صحة " مبين " يقول : مبين لمن تدبره وتأمله أنه سحر لا حقيقة له .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
13073 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله - تعالى ذكره - : " كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم " قال : فمسوه ونظروا إليه ، لم يصدقوا به . [ ص: 266 ]
13074 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم " يقول : فعاينوه معاينة " لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين " .
13075 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم " يقول : لو نزلنا من السماء صحفا فيها كتاب فلمسوه بأيديهم ، لزادهم ذلك تكذيبا .
13076 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن : " السدي ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس " الصحف .
13077 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : " في قرطاس " يقول : في صحيفة " فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين " .