قال أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " الذين خسروا أنفسهم " العادلين به الأوثان والأصنام . يقول - تعالى ذكره - : ليجمعن الله " الذين خسروا أنفسهم " يقول : الذين أهلكوا أنفسهم وغبنوها بادعائهم لله الند والعديل ، فأوبقوها باستيجابهم سخط الله وأليم عقابه في المعاد .
وأصل " الخسار " الغبن . يقال منه " : خسر الرجل في البيع " إذا غبن ، كما قال الأعشى :
لا يأخذ الرشوة في حكمه ولا يبالي خسر الخاسر
[ ص: 281 ]وقد بينا ذلك في غير هذا الموضع ، بما أغنى عن إعادته .
وموضع " الذين " في قوله : " الذين خسروا أنفسهم " نصب على الرد على " الكاف والميم " في قوله : " ليجمعنكم " على وجه البيان عنها . وذلك أن الذين خسروا أنفسهم ، هم الذين خوطبوا بقوله : " ليجمعنكم " .
وقوله : " فهم لا يؤمنون " يقول : " فهم " لإهلاكهم أنفسهم وغبنهم إياه حظها " لا يؤمنون " أي لا يوحدون الله ، ولا يصدقون بوعده ووعيده ، ولا يقرون بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - .