القول في تأويل قوله ( إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ( 99 ) )
قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - إن في إنزال الله من السماء الماء الذي أخرج به نبات كل شيء ، والخضر الذي أخرج منه الحب المتراكب ، وسائر ما عدد في هذه الآية من صنوف خلقه " لآيات " يقول : في ذلكم - أيها الناس - إذا أنتم نظرتم إلى ثمره عند عقد ثمره ، وعند ينعه وانتهائه ، فرأيتم اختلاف أحواله وتصرفه في زيادته ونموه ، علمتم أن له مدبرا ليس كمثله شيء ، ولا تصلح العبادة إلا له دون الآلهة والأنداد ، وكان فيه حجج وبرهان وبيان " لقوم يؤمنون " [ ص: 583 ] يقول : لقوم يصدقون بوحدانية الله وقدرته على ما يشاء .
وخص بذلك - تعالى ذكره - القوم الذين يؤمنون ؛ لأنهم هم المنتفعون بحجج الله والمعتبرون بها ، دون من قد طبع الله على قلبه ، فلا يعرف حقا من باطل ، ولا يتبين هدى من ضلالة .