[ ص: 98 ] القول في تأويل قوله ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام )
قال أبو جعفر : ويقول تعالى ذكره : فمن يرد الله أن يهديه للإيمان به وبرسوله وما جاء به من عند ربه ، فيوفقه له ( يشرح صدره للإسلام ) ، يقول : فسح صدره لذلك وهونه عليه ، وسهله له ، بلطفه ومعونته ، حتى يستنير الإسلام في قلبه ، فيضيء له ، ويتسع له صدره بالقبول ، كالذي جاء الأثر به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي : -
13852 - حدثنا قال : حدثنا سوار بن عبد الله العنبري المعتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يحدث ، عن عبد الله بن مرة ، عن أبي جعفر قال : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) ، قالوا : كيف يشرح الصدر ؟ قال : إذا نزل النور في القلب انشرح له الصدر وانفسح . قالوا : فهل لذلك آية يعرف بها ؟ قال : نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الفوت . [ ص: 99 ] لما نزلت هذه الآية : (
13853 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري ، عن عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي جعفر قال : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) ، قالوا : كيف يشرح صدره ، يا رسول الله ؟ قال : نور يقذف فيه ، فينشرح له وينفسح . قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها ؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت . سئل [ ص: 100 ] النبي صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين أكيس ؟ قال : أكثرهم للموت ذكرا ، وأحسنهم لما بعده استعدادا . قال : وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : (
13854 - حدثنا هناد قال : حدثنا قبيصة ، عن سفيان ، عن عمرو بن مرة ، عن رجل يكنى " أبا جعفر " ، كان يسكن المدائن قال : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) ، قال : نور يقذف في القلب فينشرح وينفسخ . قالوا : يا رسول الله ، هل له من أمارة يعرف بها ؟ ثم ذكر باقي الحديث مثله . سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : (
15855 - حدثني هلال بن العلاء قال : حدثنا سعيد بن عبد الملك بن واقد الحراني قال : حدثنا ، عن محمد بن سلمة أبي عبد الرحيم ، عن ، عن زيد بن أبي أنيسة عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة ، عن قال : عبد الله بن مسعود فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) ، قال : إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح . قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها ؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود ، والتنحي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت . [ ص: 101 ] قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية : (
13856 - حدثني سعيد بن الربيع الرازي قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن خالد بن أبي كريمة ، عن عبد الله بن المسور قال : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح . قالوا : يا رسول الله ، وهل لذلك من علامة تعرف ؟ قال : نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزول الموت . قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
[ ص: 102 ] 13857 - حدثني ابن سنان القزاز قال : حدثنا محبوب بن الحسن الهاشمي ، عن يونس ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة ، عن ، عبد الله بن مسعود فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) ، قالوا : يا رسول الله ، وكيف يشرح صدره ؟ قال : يدخل فيه النور فينفسح . قالوا : وهل لذلك من علامة يا رسول الله ؟ قال : التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل أن ينزل الموت . [ ص: 103 ] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
13859 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن : ( السدي فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) ، أما " يشرح صدره للإسلام " ، فيوسع صدره للإسلام .
13860 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن قوله : ( ابن جريج فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) ، ب " لا إله إلا الله" .
13861 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد بن نصر قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن قراءة : ( ابن جريج فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) ، ب " لا إله إلا الله" يجعل لها في صدره متسعا .