القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28978_30412_33144تأويل قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وقال هؤلاء الذين وصف جل ثناؤه ، وهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، حين أدخلوا الجنة ، ورأوا ما أكرمهم الله به من كرامته ، وما صرف عنهم من العذاب المهين الذي ابتلي به أهل النار بكفرهم بربهم ، وتكذيبهم رسله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43الحمد لله الذي هدانا لهذا ) ، يقول : الحمد لله الذي وفقنا للعمل الذي أكسبنا هذا الذي نحن فيه من كرامة الله وفضله ، وصرف عذابه
[ ص: 440 ] عنا (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) ، يقول : وما كنا لنرشد لذلك ، لولا أن أرشدنا الله له ووفقنا بمنه وطوله ، كما : -
14665 - حدثنا
أبو هشام الرفاعي قال ، حدثنا
أبو بكر بن عياش قال ، حدثنا
الأعمش ، عن
أبي صالح ، عن [
أبي سعيد ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كل أهل النار يرى منزله من الجنة ، فيقولون : " لو هدانا الله " ، فتكون عليهم حسرة . وكل أهل الجنة يرى منزله من النار ، فيقولون : " لولا أن هدانا الله " ! فهذا شكرهم .
14666 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى قال ، حدثنا
محمد بن جعفر قال ، حدثنا
شعبة قال ، سمعت
أبا إسحاق يحدث عن
عاصم بن ضمرة ، عن
علي قال ، ذكر
عمر لشيء لا أحفظه ، ثم ذكر الجنة فقال : يدخلون ، فإذا شجرة يخرج من تحت ساقها عينان . قال : فيغتسلون من إحداهما ، فتجري عليهم نضرة النعيم ، فلا تشعث أشعارهم ولا تغبر أبشارهم . ويشربون من الأخرى ، فيخرج كل قذى وقذر وبأس في بطونهم . قال ، ثم يفتح لهم باب الجنة ، فيقال لهم :
[ ص: 441 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ) ، قال : فتستقبلهم الولدان ، فيحفون بهم كما تحف الولدان بالحميم إذا جاء من غيبته . ثم يأتون فيبشرون أزواجهم ، فيسمونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم . فيقلن : أنت رأيته! قال : فيستخفهن الفرح ، قال : فيجئن حتى يقفن على أسكفة الباب . قال : فيجيئون فيدخلون ، فإذا أس بيوتهم بجندل اللؤلؤ ، وإذا صروح صفر وخضر وحمر ومن كل لون ، وسرر مرفوعة ، وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة ، وزرابي مبثوثة . فلولا أن الله قدرها ، لالتمعت أبصارهم مما يرون فيها . فيعانقون الأزواج ، ويقعدون على السرر ، ويقولون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ) ، الآية .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28978_30412_33144تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَفَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، وَهُمُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ، حِينَ أُدْخِلُوا الْجَنَّةَ ، وَرَأَوْا مَا أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ ، وَمَا صَرَفَ عَنْهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ الَّذِي ابْتُلِيَ بِهِ أَهْلُ النَّارِ بِكُفْرِهِمْ بِرَبِّهِمْ ، وَتَكْذِيبِهِمْ رُسُلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ) ، يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وُفِّقَنَا لِلْعَمَلِ الَّذِي أَكْسَبَنَا هَذَا الَّذِي نَحْنُ فِيهِ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ ، وَصَرْفِ عَذَابِهِ
[ ص: 440 ] عَنَّا (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ) ، يَقُولُ : وَمَا كُنَّا لِنُرْشَدَ لِذَلِكَ ، لَوْلَا أَنْ أَرْشَدَنَا اللَّهُ لَهُ وَوَفَّقَنَا بِمَنِّهِ وَطَوْلِهِ ، كَمَا : -
14665 - حَدَّثَنَا
أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ [
أَبِي سَعِيدٍ ] قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
كُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُونَ : " لَوْ هَدَانَا اللَّهُ " ، فَتَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً . وَكُلُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ النَّارِ ، فَيَقُولُونَ : " لَوْلَا أَنَّ هَدَانَا اللَّهُ " ! فَهَذَا شُكْرُهُمْ .
14666 - حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12166مُحَمَّدُ بْنُ الْمَثْنَى قَالَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ قَالَ ، سَمِعْتُ
أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ
عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ ، ذَكَرَ
عُمَرُ لِشَيْءٍ لَا أَحْفَظُهُ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْجَنَّةَ فَقَالَ : يَدْخُلُونَ ، فَإِذَا شَجَرَةٌ يَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ سَاقِهَا عَيْنَانِ . قَالَ : فَيَغْتَسِلُونَ مِنْ إِحْدَاهُمَا ، فَتَجْرِي عَلَيْهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ، فَلَا تَشْعَثُ أَشْعَارُهُمْ وَلَا تَغْبَرُّ أَبْشَارُهُمْ . وَيَشْرَبُونَ مِنَ الْأُخْرَى ، فَيَخْرُجُ كُلُّ قَذًى وَقَذَرٍ وَبَأْسٍ فِي بُطُونِهِمْ . قَالَ ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لَهُمْ :
[ ص: 441 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ) ، قَالَ : فَتَسْتَقْبِلُهُمُ الْوِلْدَانُ ، فَيَحُفُّونَ بِهِمْ كَمَا تَحُفُّ الْوَلَدَانُ بِالْحَمِيمِ إِذَا جَاءَ مِنْ غَيْبَتِهِ . ثُمَّ يَأْتُونَ فَيُبَشِّرُونَ أَزْوَاجَهُمْ ، فَيُسَمُّونَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ . فَيَقُلْنَ : أَنْتَ رَأَيْتَهُ! قَالَ : فَيَسْتَخِفُّهُنَّ الْفَرَحُ ، قَالَ : فَيَجِئْنَ حَتَّى يَقِفْنَ عَلَى أُسْكُفَّةِ الْبَابِ . قَالَ : فَيَجِيئُونَ فَيَدْخُلُونَ ، فَإِذَا أُسُّ بُيُوتِهِمْ بِجَنْدَلِ اللُّؤْلُؤِ ، وَإِذَا صُرُوحٌ صُفْرٌ وَخُضْرٌ وَحُمْرٌ وَمِنْ كُلِّ لَوْنٍ ، وَسُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ، وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ ، وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ، وزرِابيُّ مَبْثُوثَةٌ . فَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ قَدَّرَهَا ، لَالْتُمِعَتْ أَبْصَارُهُمْ مِمَّا يَرَوْنَ فِيهَا . فَيُعَانِقُونَ الْأَزْوَاجَ ، وَيَقْعُدُونَ عَلَى السُّرُرِ ، وَيَقُولُونَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ) ، الْآيَةَ .