[ ص: 549 ] القول في وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ( 82 ) ) تأويل قوله (
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وما كان جواب قوم لوط للوط ، إذ وبخهم على فعلهم القبيح ، وركوبهم ما حرم الله عليهم من العمل الخبيث ، إلا أن قال بعضهم لبعض : أخرجوا لوطا وأهله ولذلك قيل : " أخرجوهم " ، فجمع ، وقد جرى قبل ذكر " لوط " وحده دون غيره .
وقد يحتمل أن يكون إنما جمع بمعنى : أخرجوا لوطا ومن كان على دينه من قريتكم فاكتفى بذكر " لوط " في أول الكلام عن ذكر أتباعه ، ثم جمع في آخر الكلام ، كما قيل : ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ) ، [ الطلاق : 1 ] .
وقد بينا نظائر ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
( إنهم أناس يتطهرون ) ، يقول : إن لوطا ومن تبعه أناس يتنزهون عما نفعله نحن من إتيان الرجال في الأدبار . [ ص: 550 ]
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا هانئ بن سعيد النخعي ، عن الحجاج ، عن القاسم بن أبي بزة ، عن مجاهد : ( إنهم أناس يتطهرون ) ، قال : من أدبار الرجال وأدبار النساء .
14834 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن مجاهد : ( إنهم أناس يتطهرون ) ، من أدبار الرجال وأدبار النساء .
14835 - حدثني المثنى قال ، حدثنا الحجاج قال ، حدثنا حماد ، عن الحجاج ، عن القاسم بن أبي بزة ، عن مجاهد في قوله : ( إنهم أناس يتطهرون ) ، قال : يتطهرون من أدبار الرجال والنساء .
14836 - حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا الحسن بن عمارة ، عن الحكم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله : ( إنهم أناس يتطهرون ) ، قال : من أدبار الرجال ومن أدبار النساء .
14837 - حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن : ( السدي إنهم أناس يتطهرون ) ، قال : يتحرجون .
14838 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( إنهم أناس يتطهرون ) ، يقول : عابوهم بغير عيب ، وذموهم بغير ذم .