القول في تأويل قوله ( وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين    ( 102 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره : ولم نجد لأكثر أهل هذه القرى التي أهلكناها واقتصصنا عليك ، يا محمد ،  نبأها "من عهد" ، يقول : من وفاء بما وصيناهم به ، من توحيد الله ، واتباع رسله ، والعمل بطاعته ، واجتناب معاصيه ، وهجر عبادة الأوثان والأصنام . 
و"العهد" ، هو الوصية ، قد بينا ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته . " وإن وجدنا أكثرهم   " ، يقول : وما وجدنا أكثرهم إلا فسقة عن طاعة ربهم ، تاركين عهده ووصيته .  [ ص: 11 ] وقد بينا معنى "الفسق" ، قبل . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
14905 - حدثني محمد بن عمرو  قال ، حدثنا أبو عاصم  قال ، حدثنا عيسى  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  في قول الله تبارك وتعالى : " وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين   " قال : القرون الماضية . 
14906 - حدثنا القاسم  قال ، حدثنا الحسين  قال ، حدثني حجاج  ، عن  ابن جريج  ، عن مجاهد  ، قوله : " وما وجدنا لأكثرهم من عهد   " ، الآية ، قال : القرون الماضية . و"عهده" ، الذي أخذه من بني آدم في ظهر آدم  ولم يفوا به . 
14907 - حدثنا القاسم  قال ، حدثنا الحسين  قال ، حدثني حجاج  ، عن أبي جعفر  ، عن الربيع  ، عن أبي العالية  ، عن أبي بن كعب   : " وما وجدنا لأكثرهم من عهد   " قال : في الميثاق الذي أخذه في ظهر آدم  عليه السلام  . 
14908 - حدثني محمد بن سعد  ، قال : حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس   : " وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين   " وذلك أن الله إنما أهلك القرى لأنهم لم يكونوا حفظوا ما أوصاهم به  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					