[ ص: 34 ] القول في لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين ( 124 ) ) تأويل قوله (
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره ، مخبرا عن قيل فرعون للسحرة إذ آمنوا بالله وصدقوا رسوله موسى : " لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف " ، وذلك أن يقطع من أحدهم يده اليمنى ورجله اليسرى ، أو يقطع يده اليسرى ورجله اليمنى ، فيخالف بين العضوين في القطع ، فمخالفته في ذلك بينهما هو "القطع من خلاف" .
ويقال : إن أول من سن هذا القطع فرعون " ثم لأصلبنكم أجمعين " ، وإنما قال هذا فرعون ، لما رأى من خذلان الله إياه ، وغلبة موسى عليه السلام وقهره له .
14956 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو داود الحفري وحبويه الرازي ، عن يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : " لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين " ، قال : أول من صلب ، وأول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف ، فرعون .