قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ذكره : ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ) : وإن من الحجارة حجارة يتفجر منها الماء الذي تكون منه الأنهار ، فاستغنى بذكر الأنهار عن ذكر الماء . وإنما ذكر فقال " منه " ، للفظ " ما " .
و " التفجر " : " التفعل " من " تفجر الماء " ، وذلك إذا تنزل خارجا من منبعه . وكل سائل شخص خارجا من موضعه ومكانه ، فقد " انفجر " ، ماء كان ذلك أو دما أو صديدا أو غير ذلك ، ومنه قول عمر بن لجأ :
ولما أن قرنت إلى جرير أبى ذو بطنه إلا انفجارا
يعني : إلا خروجا وسيلانا .