يقول - تعالى ذكره - : ومن حجج الله أيها الناس عليكم بأنه القادر على كل ما يشاء ، وأنه لا يتعذر عليه فعل شيء أراده ، السفن الجارية في البحر . والجواري : جمع جارية ، وهي السائرة في البحر .
كما حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد قوله : ( الجواري في البحر ) قال : السفن .
حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن ( السدي ومن آياته الجواري في البحر ) قال : الجواري : السفن .
وقوله : ( كالأعلام ) يعني كالجبال : واحدها علم؛ ومنه قول الشاعر :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . كأنه علم في رأسه نار
[ ص: 541 ]يعني : جبل .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( كالأعلام ) قال : كالجبال .
حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن قال : الأعلام : الجبال . السدي
وقوله : ( إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره ) يقول - تعالى ذكره - : إن يشإ الله الذي قد أجرى هذه السفن في البحر أن لا تجري فيه ، أسكن الريح التي تجري بها فيه ، فثبتن في موضع واحد ، ووقفن على ظهر الماء لا تجري ، فلا تتقدم ولا تتأخر .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( ومن آياته الجواري في البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره ) سفن هذا البحر تجري بالريح فإذا أمسكت عنها الريح ركدت ، قال الله عز وجل : ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) .
حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن ( السدي إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره ) لا تجري .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن [ ص: 542 ] ابن عباس قوله : ( فيظللن رواكد على ظهره ) يقول : وقوفا .
وقوله : ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) يقول : إن في جري هذه الجواري في البحر بقدرة الله لعظة وعبرة وحجة بينة على قدرة الله على ما يشاء ، لكل ذي صبر على طاعة الله ، شكور لنعمه وأياديه عنده .