القول في تأويل ولا تتخذوا آيات الله هزوا ) قوله تعالى (
قال أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - : ولا تتخذوا أعلام الله وفصوله بين حلاله وحرامه ، وأمره ونهيه ، في وحيه وتنزيله استهزاء ولعبا ، فإنه قد بين لكم في تنزيله وآي كتابه ، ما لكم من الرجعة على نسائكم ، في الطلاق الذي جعل لكم عليهن فيه الرجعة ، وما ليس لكم منها ، وما الوجه الجائز لكم منها ، وما الذي لا يجوز ، وما الطلاق الذي لكم عليهن فيه الرجعة ، وما ليس لكم ذلك فيه ، وكيف وجوه ذلك ، رحمة منه بكم ونعمة منه عليكم ، ليجعل بذلك لبعضكم من مكروه ، إن كان فيه من صاحبه ما يؤذيه المخرج والمخلص بالطلاق والفراق ، وجعل ما جعل لكم عليهن من الرجعة سبيلا لكم إلى الوصول إلى ما نازعه إليه ودعاه إليه هواه ، بعد فراقه إياهن منهن ، لتدركوا بذلك قضاء أوطاركم منهن ، إنعاما منه بذلك عليكم ، لا لتتخذوا ما بينت لكم من ذلك في آي كتابي وتنزيلي - تفضلا مني ببيانه عليكم [ ص: 13 ] وإنعاما ورحمة مني بكم - لعبا وسخريا .
وبمعنى ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
4923 - حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أيوب بن سليمان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي أويس ، عن ، عن سليمان بن بلال محمد بن أبي عتيق ، عن وموسى بن عقبة ابن شهاب ، عن سليمان بن أرقم : أن الحسن حدثهم : أن الناس كانوا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطلق الرجل أو يعتق فيقال : ما صنعت؟ فيقول : إنما كنت لاعبا! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال من طلق لاعبا أو أعتق لاعبا فقد جاز عليه الحسن : وفيه نزلت : " ولا تتخذوا آيات الله هزوا " . .
4924 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، [ ص: 14 ] عن أبيه ، عن الربيع في قوله ولا تتخذوا آيات الله هزوا " قال : كان الرجل يطلق امرأته فيقول : إنما طلقت لاعبا! فنهوا عن ذلك ، فقال - تعالى ذكره - : " ولا تتخذوا آيات الله هزوا " .
4925 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، عن عبد السلام بن حرب ، عن يزيد بن عبد الرحمن ، عن أبي العلاء ، عن حميد بن عبد الرحمن ، أبي موسى : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غضب على الأشعريين - فأتاه أبو موسى فقال : يا رسول الله ، غضبت على الأشعريين! فقال : يقول أحدكم : " قد طلقت ، قد راجعت " !! ليس هذا طلاق المسلمين ، طلقوا المرأة في قبل عدتها . عن
4926 - حدثنا أبو زيد ، عن ابن شبة قال : حدثنا أبو غسان النهدي قال : حدثنا عبد السلام بن حرب ، عن يزيد بن أبي خالد - يعني الدالاني - عن أبي العلاء الأودي ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " أبي موسى الأشعري . لم يقول أحدكم لامرأته : قد طلقتك ، قد راجعتك " ؟ ليس هذا بطلاق المسلمين ، طلقوا المرأة في قبل طهرها