القول في تأويل
nindex.php?page=treesubj&link=28973قوله تعالى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=231يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم ( 231 ) )
قال
أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " يعظكم به " يعظكم بالكتاب الذي أنزل عليكم ، والهاء التي في قوله : " به " عائدة على الكتاب .
" واتقوا الله " يقول : وخافوا الله فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه في كتابه الذي أنزله عليكم ، وفيما أنزله فبينه على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكم أن تضيعوه وتتعدوا حدوده ، فتستوجبوا ما لا قبل لكم به من أليم عقابه ونكال عذابه .
وقوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=231واعلموا أن الله بكل شيء عليم " يقول : واعلموا - أيها الناس - أن ربكم الذي حد لكم هذه الحدود ، وشرع لكم هذه الشرائع ، وفرض عليكم هذه الفرائض في كتابه وفي تنزيله على رسوله
محمد - صلى الله عليه وسلم - بكل ما أنتم عاملوه - من خير وشر ، وحسن وسيئ ، وطاعة ومعصية - عالم لا يخفى عليه من ظاهر ذلك وخفيه وسره وجهره شيء ، وهو مجازيكم بالإحسان إحسانا ، وبالسيئ سيئا ، إلا أن يعفو ويصفح ، فلا تتعرضوا لعقابه وتظلموا أنفسكم .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ
nindex.php?page=treesubj&link=28973قَوْلِهِ تَعَالَى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=231يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( 231 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي - تَعَالَى ذِكْرُهُ - بِقَوْلِهِ : " يَعِظُكُمْ بِهِ " يَعِظُكُمْ بِالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ ، وَالْهَاءُ الَّتِي فِي قَوْلِهِ : " بِهِ " عَائِدَةٌ عَلَى الْكِتَابِ .
" وَاتَّقُوا اللَّهَ " يَقُولُ : وَخَافُوا اللَّهَ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَفِيمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فِي كِتَابِهِ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَيْكُمْ ، وَفِيمَا أَنْزَلَهُ فَبَيَّنَهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَكُمْ أَنْ تُضَيِّعُوهُ وَتَتَعَدَّوْا حُدُودَهُ ، فَتَسْتَوْجِبُوا مَا لَا قِبَلَ لَكُمْ بِهِ مِنْ أَلِيمِ عِقَابِهِ وَنَكَالِ عَذَابِهِ .
وَقَوْلُهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=231وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " يَقُولُ : وَاعْلَمُوا - أَيُّهَا النَّاسُ - أَنَّ رَبَّكُمُ الَّذِي حَدَّ لَكُمْ هَذِهِ الْحُدُودَ ، وَشَرَعَ لَكُمْ هَذِهِ الشَّرَائِعَ ، وَفَرَضَ عَلَيْكُمْ هَذِهِ الْفَرَائِضَ فِي كِتَابِهِ وَفِي تَنْزِيلِهِ عَلَى رَسُولِهِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكُلِّ مَا أَنْتُمْ عَامِلُوهُ - مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ، وَحَسَنٍ وَسَيِّئٍ ، وَطَاعَةٍ وَمَعْصِيَةٍ - عَالَمٌ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ظَاهِرِ ذَلِكَ وَخَفِيِّهِ وَسِرِّهِ وَجَهْرِهِ شَيْءٌ ، وَهُوَ مُجَازِيكُمْ بِالْإِحْسَانِ إِحْسَانًا ، وَبِالسَّيِّئِ سَيِّئًا ، إِلَّا أَنْ يَعْفُوَ وَيَصْفَحَ ، فَلَا تَتَعَرَّضُوا لِعِقَابِهِ وَتَظْلِمُوا أَنْفُسَكُمْ .