الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6956 حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15982سعيد بن سليمان عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك عن nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله قال nindex.php?page=hadith&LINKID=656842أكثر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلف nindex.php?page=treesubj&link=30454_16369لا ومقلب القلوب
[ ص: 389 ]
[ ص: 389 ] قوله : باب مقلب القلوب وقول الله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110ونقلب أفئدتهم وأبصارهم ) قال الراغب : تقليب الشيء تغييره من حال إلى حال والتقليب التصرف nindex.php?page=treesubj&link=28722وتقليب الله القلوب والبصائر صرفها من رأي إلى رأي ، وقال الكرماني ما معناه : كان يحتمل أن يكون المعنى بقوله " مقلب " أنه يجعل القلب قلبا لكن مظان استعماله تنشأ عنه ويستفاد منه أن إعراض القلب كالإرادة وغيرها بخلق الله تعالى وهي من الصفات الفعلية ومرجعها إلى القدرة .
قوله : حدثنا سعيد بن سليمان ) هو الواسطي نزيل بغداد يكنى أبا عثمان ، ويلقب سعدويه وكان أحد الحفاظ " nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك " هو عبد الله الإمام المشهور وقد تقدم شرح حديث ابن عمر المذكور في هذا الباب في " كتاب الأيمان والنذور ، وكذا الآية ويستفاد منهما أن أعراض القلوب من إرادة وغيرها تقع بخلق الله تعالى ، وفيه حجة لمن أجاز nindex.php?page=treesubj&link=29443تسمية الله تعالى بما ثبت في الخبر ، ولو لم يتواتر ، وجواز اشتقاق الاسم له تعالى من الفعل الثابت ، وقد تقدم البحث في ذلك عند ذكر الأسماء الحسنى من " كتاب الدعوات " ومعنى قوله nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110ونقلب أفئدتهم نصرفها بما شئنا كما تقدم تقريره ، وقال المعتزلي معناه نطبع عليها فلا يؤمنون والطبع عندهم الترك ، فالمعنى على هذا " نتركهم وما اختاروا لأنفسهم " وليس هذا معنى التقليب في لغة العرب ؛ ولأن الله تمدح بالانفراد بذلك ، ولا مشاركة له فيه ، فلا يصح تفسير الطبع بالترك فالطبع عند أهل السنة خلق الكفر في قلب الكافر واستمراره عليه إلى أن يموت فمعنى الحديث : أن الله يتصرف في قلوب عباده بما شاء لا يمتنع عليه شيء منها ولا تفوته إرادة وقال nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي : في نسبة تقلب القلوب إلى الله إشعار بأنه يتولى قلوب عباده ولا يكلها إلى أحد من خلقه ، وفي دعائه صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=848702يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك إشارة إلى شمول ذلك للعباد حتى الأنبياء ورفع توهم من يتوهم أنهم يستثنون من ذلك ، وخص نفسه بالذكر إعلاما بأن نفسه الزكية إذا كانت مفتقرة إلى أن تلجأ إلى الله سبحانه فافتقار غيرها ممن هو دونه أحق بذلك .