الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3719 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16372عبد العزيز عن nindex.php?page=showalam&ids=11974أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد قال nindex.php?page=hadith&LINKID=653641nindex.php?page=treesubj&link=30675ما عدوا من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته ما عدوا إلا من مقدمه المدينة
قوله : ( باب التاريخ ) قال الجوهري : التاريخ تعريف الوقت ، والتوريخ مثله ، تقول : أرخت وورخت . وقيل : اشتقاقه من الأرخ وهو الأنثى من بقر الوحش ، كأنه شيء حدث كما يحدث الولد ، وقيل : هو معرب ، ويقال : أول ما أحدث التاريخ من الطوفان .
قوله : ( من أين أرخوا التاريخ ) كأنه يشير إلى اختلاف في ذلك ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " الإكليل " من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب الزهري " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503057nindex.php?page=treesubj&link=30675أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة أمر بالتاريخ فكتب في ربيع الأول " وهذا معضل ، والمشهور خلافه كما سيأتي ، وأن ذلك كان في خلافة عمر . وأفاد السهيلي أن nindex.php?page=treesubj&link=30675الصحابة أخذوا التاريخ بالهجرة من قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لمسجد أسس على التقوى من أول يوم لأنه من المعلوم أنه ليس أول الأيام مطلقا ، فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر وهو أول الزمن الذي عز فيه الإسلام ، وعبد فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه آمنا ، وابتدأ بناء المسجد ، فوافق رأي الصحابة ابتداء التاريخ من ذلك اليوم ، وفهمنا من فعلهم أن قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108من أول يوم أنه nindex.php?page=treesubj&link=30675أول أيام التاريخ الإسلامي ، كذا قال ، والمتبادر أن معنى قوله : [ ص: 315 ] nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108من أول يوم أي دخل فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه المدينة والله أعلم .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16372عبد العزيز ) أي ابن أبي حازم سلمة بن دينار .
قوله : ( ما عدوا من مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من طريق مصعب الزبيري عن عبد العزيز أخطأ الناس العدد ، ولم يعدوا من مبعثه ولا من قدومه المدينة ، وإنما عدوا من وفاته . قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : وهو وهم ، ثم ساقه على الصواب بلفظ : ولا من وفاته ، إنما عدوا من مقدمه المدينة . والمراد بقوله : أخطأ الناس العدد أي أغفلوه وتركوه ثم استدركوه ، ولم يرد أن الصواب خلاف ما عملوا . ويحتمل أن يريده وكان يرى أن البداءة من المبعث أو الوفاة أولى ، وله اتجاه لكن الراجح خلافه . والله أعلم .
قوله : ( مقدمه ) أي زمن قدومه ، ولم يرد شهر قدومه ؛ لأن التاريخ إنما وقع من أول السنة . وقد أبدى بعضهم للبداءة بالهجرة مناسبة فقال : كانت القضايا التي اتفقت له ويمكن أن يؤرخ بها أربعة : مولده ، ومبعثه ، وهجرته ، ووفاته ، فرجح عندهم جعلها من الهجرة ؛ لأن المولد والمبعث لا يخلو واحد منهما من النزاع في تعيين السنة ، وأما وقت الوفاة فأعرضوا عنه لما توقع بذكره من الأسف عليه ، فانحصر في الهجرة ، وإنما أخروه من ربيع الأول إلى المحرم ؛ لأن nindex.php?page=treesubj&link=30659ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم ؛ إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة ، فكان أول هلال استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم فناسب أن يجعل مبتدأ ، وهذا أقوى ما وقفت عليه من nindex.php?page=treesubj&link=30675مناسبة الابتداء بالمحرم .
وذكروا في nindex.php?page=treesubj&link=31241سبب عمل عمر التاريخ أشياء : منها ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم الفضل بن دكين في تاريخه ومن طريقه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من طريق الشعبي " أن أبا موسى كتب إلى عمر : إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ ، فجمع عمر الناس ، فقال بعضهم : أرخ بالمبعث ، وبعضهم أرخ بالهجرة ، فقال عمر : nindex.php?page=treesubj&link=30675الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها ، وذلك سنة سبع عشرة . فلما اتفقوا قال بعضهم : ابدءوا برمضان . فقال عمر : بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم ، فاتفقوا عليه " وقيل : أول من أرخ التاريخ nindex.php?page=showalam&ids=120يعلى بن أمية حيث كان باليمن أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل بإسناد صحيح ، لكن فيه انقطاع بين nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ويعلى ، وروى أحمد وأبو عروبة في " الأوائل " nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في " الأدب " nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران قال : رفع لعمر صك محله شعبان فقال : أي شعبان ; الماضي أو الذي نحن فيه ، أو الآتي ؟ ضعوا للناس شيئا يعرفونه فذكر نحو الأول . وروى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال : " جمع عمر الناس فسألهم عن أول يوم يكتب التاريخ ، فقال علي : من يوم هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وترك أرض الشرك ، ففعله عمر " .
وروى ابن أبي خيمة من طريق ابن سيرين قال : " قدم رجل من اليمن فقال : رأيت باليمن شيئا يسمونه التاريخ يكتبونه من عام كذا وشهر كذا ، فقال عمر : هذا حسن فأرخوا ، فلما جمع على ذلك قال قوم : أرخوا للمولد . وقال قائل للمبعث ، وقال قائل : من حين خرج مهاجرا ، وقال قائل : من حين توفي . فقال عمر : أرخوا من خروجه من مكة إلى المدينة . ثم قال : بأي شهر نبدأ ؟ فقال قوم : من رجب . وقال قائل : من رمضان . فقال عثمان : أرخوا المحرم فإنه شهر حرام وهو أول السنة ومنصرف الناس من الحج . قال : وكان ذلك سنة سبع عشرة - وقيل : سنة ست عشرة - في ربيع الأول " فاستفدنا من مجموع هذه الآثار أن الذي أشار بالمحرم عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم .