الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4035 حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجل فقال ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال اقتله قال مالك ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نرى والله أعلم يومئذ محرما

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يحيى بن قزعة ) بفتح القاف والزاي بعدها مهملة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن ابن شهاب ) في رواية يحيى بن عبد الحميد عن مالك " حدثني ابن شهاب " أخرجه الدارقطني ، وفي رواية أحمد عن أبي أحمد الزبيري عن مالك عن ابن شهاب " أن أنس بن مالك أخبره " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( المغفر ) في رواية أبي عبيد القاسم بن سلام عن يحيى بن بكير عن مالك " مغفر من حديد " قال الدارقطني : تفرد به أبو عبيد وهو في " الموطأ " ليحيى بن بكير مثل الجماعة ، ورواه عن مالك جماعة من أصحابه خارج الموطأ بلفظ " مغفر من حديد " ثم ساقه من رواية عشرة عن مالك كذلك ، وكذلك هو عند ابن عدي من رواية أبي أويس عن ابن شهاب ، وعند الدارقطني من رواية شبابة بن سوار عن مالك ، وفي هذا الحديث " من رأى منكم ابن خطل فليقتله " ومن رواية زيد بن الحباب عن مالك بهذا الإسناد " وكان ابن خطل يهجو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالشعر " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فقال : اقتله ) زاد الوليد بن مسلم عن مالك في آخره " فقتل " . أخرجه ابن عائذ وصححه ابن حبان ، واختلف في قاتله ، وقد جزم ابن إسحاق بأن سعيد بن حريث وأبا برزة الأسلمي اشتركا في قتله ، وحكى الواقدي فيه أقوالا : منها أن قاتله شريك بن عبدة العجلاني ، ورجح أنه أبو برزة ، وقد بينت ما فيه من الاختلاف في كتاب الحج مع بقية شرح هذا الحديث في " باب دخول مكة بغير إحرام " من أبواب العمرة بما يغني عن إعادته . واستدل بقتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة على أن الكعبة لا تعيذ من وجب عليه القتل ، وأنه يجوز قتل من وجب عليه القتل في الحرم . وفي الاستدلال بذلك نظر ؛ لأن المخالفين تمسكوا بأن ذلك إنما وقع في [ ص: 610 ] الساعة التي أحل للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيها القتال بمكة ، وقد صرح بأن حرمتها عادت كما كانت ، والساعة المذكورة وقع عند أحمد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنها استمرت من صبيحة يوم الفتح إلى العصر . وأخرج عمر بن شبة في " كتاب مكة " من حديث السائب بن يزيد قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استخرج من تحت أستار الكعبة عبد الله بن خطل فضربت عنقه صبرا بين زمزم ومقام إبراهيم وقال : لا يقتلن قرشي بعد هذا صبرا ، ورجاله ثقات إلا أن في أبي معشر مقالا ، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية