الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1283 وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن حصين عن كثير بن مدرك عن عبد الرحمن بن يزيد قال قال عبد الله ونحن بجمع سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المقام لبيك اللهم لبيك

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( قال عبد الله : ونحن بجمع سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المقام : لبيك اللهم لبيك ) فيه دليل على استحباب إدامة التلبية بعد الوقوف بعرفات ، وهو مذهب الجمهور كما سبق . وفيه : دليل على جواز قول : سورة البقرة وسورة النساء وشبه ذلك ، وكره ذلك بعض الأوائل ، وقال : إنما يقال : السورة التي تذكر فيها البقرة والسورة التي تذكر فيها النساء وشبه ذلك ، والصواب جواز قول سورة البقرة وسورة النساء وسورة المائدة وغيرها ، وبهذا قال جماهير العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم ، وتظاهرت به الأحاديث الصحيحة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة - رضي الله عنهم - كحديث : من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه والله أعلم .

                                                                                                                وأما قول عبد الله بن مسعود : ( سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة ) ، فإنما خص البقرةلأن ؛ لأن معظم أحكام المناسك فيها ، فكأنه قال : هذا مقام من أنزلت عليه المناسك وأخذ عنه الشرع ، وبين الأحكام فاعتمدوه ، وأراد بذلك الرد على من يقول بقطع التلبية من الوقوف بعرفات ، وهذا معنى قوله في الرواية الثانية : ( أن عبد الله لبى حين أفاض من جمع فقيل : أعرابي هذا ؟ ) فقال ابن مسعود ما قال إنكارا على المعترض وردا عليه . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية