قَوْلُهُ : ( إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَتِهِمْ ) يَعْنِي : لَسْتَ مِنْ فُضَلَائِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ وَأَهْلِ الْمَرَاتِبِ مِنْهُمْ ، بَلْ مِنْ سَقْطِهِمْ ، وَالنُّخَالَةُ هُنَا اسْتِعَارَةٌ مِنْ نُخَالَةِ الدَّقِيقِ ، وَهِيَ قُشُورُهُ ، وَالنُّخَالَةُ وَالْحُقَالَةُ وَالْحُثَالَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ .

[ ص: 531 ] قَوْلُهُ : ( وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَةٌ ؟ إِنَّمَا كَانَتِ النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ وَفِي غَيْرِهِمْ ) هَذَا مِنْ جَزْلِ الْكَلَامِ وَفَصِيحِهِ وَصِدْقِهِ الَّذِي يَنْقَادُ لَهُ كُلُّ مُسْلِمٍ ، فَإِنَّ nindex.php?page=treesubj&link=28811الصَّحَابَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كُلُّهُمْ - هُمْ صَفْوَةُ النَّاسِ وِسَادَاتُ الْأُمَّةِ ، وَأَفْضَلُ مِمَّنْ بَعْدَهُمْ ، وَكُلُّهُمْ عُدُولٌ ، قُدْوَةٌ لَا نُخَالَةَ فِيهِمْ ، وَإِنَّمَا جَاءَ التَّخْلِيطُ مِمَّنْ بَعْدَهُمْ ، وَفِيمَنْ بَعْدَهُمْ كَانَتِ النُّخَالَةُ .

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=3506613إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ قَالُوا : هُوَ الْعَنِيفُ فِي رَعِيَّتِهِ لَا يَرْفُقُ بِهَا فِي سَوْقِهَا وَمَرْعَاهَا ، بَلْ يَحْطِمُهَا فِي ذَلِكَ وَفِي سَقْيِهَا وَغَيْرِهِ ، وَيَزْحَمُ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ بِحَيْثُ يُؤْذِيهَا وَيَحْطِمُهَا .