الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      770 حدثنا القعنبي عن مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر عن علي بن يحيى الزرقي عن أبيه عن رفاعة بن رافع الزرقي قال كنا يوما نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من الركوع قال سمع الله لمن حمده قال رجل وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من المتكلم بها آنفا فقال الرجل أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( من المتكلم بها ) أي بالكلمات ( آنفا ) بالمد ويقصر أي الآن ( لقد رأيت بضعة وثلاثين ) البضعة من الثلاثة إلى التسعة . قال الحافظ فيه رد على من زعم كالجوهري أن البضع يختص بما دون العشرين ( يبتدرونها ) أي يسارعون في كتبة هذه الكلمات ( أول ) قال السهيلي أول بالضم على البناء لأنه ظرف قطع عن الإضافة وبالنصب على الحال ، قاله الحافظ . وقال ابن الملك قوله أول بالنصب هو الأوجه أي أول مرة ، انتهى . وأما أيهم فرويناه بالرفع وهو مبتدأ وخبره يكتبها ، قاله الطيبي وغيره تبعا لأبي البقاء في إعراب قوله تعالى : يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم قال وهو في موضع نصب والعامل فيه ما دل عليه يلقون وأي استفهامية ، والتقدير مقول فيهم أيهم يكتبها ، ويجوز في : أيهم النصب بأن يقدر المحذوف فينظرون أيهم . وعند سيبويه أي موصولة ، والتقدير يبتدرون الذي هو يكتبها أول . وأنكر جماعة من البصريين ذلك . ولا تعارض بين رواية يكتبها ويصعد بها لأنه يحمل على أنهم يكتبونها ثم يصعدون بها والظاهر أن هؤلاء الملائكة غير الحفظة ويؤيده ما في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا : إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر الحديث ، انتهى . قال المنذري : وأخرجه البخاري والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية