الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب كراهية منع العلم

                                                                      3658 حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد أخبرنا علي بن الحكم عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة [ ص: 73 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 73 ] ( من سئل عن علم ) وهو علم يحتاج إليه السائل في أمر دينه ( فكتمه ) بعدم الجواب أو بمنع الكتاب ( ألجمه الله ) أي : أدخل الله في فمه لجاما ( بلجام من نار ) مكافأة له حيث ألجم نفسه بالسكوت .

                                                                      [ ص: 74 ] قال الخطابي : الممسك عن الكلام ممثل بمن ألجم نفسه ، كما يقال : التقي ملجم فإذا ألجم لسانه عن قول الحق والإخبار عن العلم والإظهار به يعاقب في الآخرة بلجام من نار . وخرج هذا على معنى مشاكلة العقوبة الذنب . قال : وهذا في العلم الذي يتعين عليه فرضه ، كمن رأى كافرا يريد الإسلام يقول : علموني الإسلام ، وما الدين؟ وكيف أصلي؟ وكمن جاء مستفتيا في حلال أو حرام ، فإنه يلزم في مثل هذا أن يمنعوا الجواب عما سئلوا عنه ويترتب عليه الوعيد والعقوبة وليس الأمر كذلك في نوافل العلم الذي لا ضرورة للناس إلى معرفتها ، انتهى . قال المنذري : والحديث أخرجه الترمذي وابن ماجه ، وقال الترمذي : حديث حسن هذا آخر كلامه .

                                                                      وقد روي عن أبي هريرة من طرق فيها مقال ، والطريق الذي خرج بها أبو داود طريق حسن فإنه رواه عن التبوذكي وقد احتج به البخاري ومسلم عن حماد بن سلمة ، وقد احتج به مسلم واستشهد به البخاري عن علي بن الحكم البناني .

                                                                      قال الإمام أحمد : ليس فيه بأس ، وقال أبو حاتم الرازي : لا بأس به صالح الحديث عن عطاء بن أبي رباح ، وقد اتفق الإمامان على الاحتجاج به ، وقد روي هذا الحديث أيضا من رواية عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، وعمرو بن عبسة ، وعلي بن طلق ، وفي كل منهما مقال .




                                                                      الخدمات العلمية