الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في كراهية إنشاد الضالة في المسجد

                                                                      473 حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة يعني ابن شريح قال سمعت أبا الأسود يعني محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يقول أخبرني أبو عبد الله مولى شداد أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا أداها الله إليك فإن المساجد لم تبن لهذا

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( ينشد ضالة ) هو بفتح الياء وضم الشين أي يطلبها . قال في المصباح [ ص: 105 ] المنير : يقال للحيوان الضائع ضالة . وفي النيل : يقال نشدت الضالة بمعنى طلبتها ، وأنشدتها عرفتها ، والضالة تطلق على الذكر والأنثى والجمع ضوال كدابة ودواب ، وهي مختصة بالحيوان ، ويقال لغير الحيوان ضائع ولقيط ( فليقل ) أي السامع ( لا أداها الله إليك ) معناه ما رد الله الضالة إليك وما وجدتها . قال في فتح الودود : يحتمل أنه دعاء عليه ، فكلمة لا لنفي الماضي ، ودخولها على الماضي بلا تكرار جائز في الدعاء ، وفي غير الدعاء الغالب هو التكرار كقوله تعالى فلا صدق ولا صلى ويحتمل أن لا ناهية أي لا تنشد ، وقوله لا أداها الله دعاء له لإظهار أن النهي عنه نصح له ؛ إذ الداعي بالخير لا ينهى إلا نصحا لكن اللائق حينئذ الفصل بأن يقال : لا ، وأداها الله إليك . بالواو لأن تركها يوهم ; إلا أن يقال الموضع موضع زجر ولا يضر به الإيهام لكونه إيهام شيء هو آكد في الزجر انتهى . قال ابن رسلان : قوله " لا أداها الله إليك " فيه دليل على جواز الدعاء على الناشد في المسجد بعدم الوجدان معاقبة له في ماله معاملة له بنقيض قصده ، وفيه النهي عن رفع الصوت بنشد الضالة وما في معناه من البيع والشراء والإجازة والعقود ( لم تبن لهذا ) أي لطلب الضالة بل بنيت لذكر الله والصلاة والعلم والمذاكرة في الخير ونحوها . قال المنذري : والحديث أخرجه مسلم وابن ماجه .

                                                                      باب في كراهية البزاق في المسجد




                                                                      الخدمات العلمية