قال محمد بن جرير : كان مالك قد ضرب بالسياط ، واختلف في سبب ذلك ، فحدثني العباس بن الوليد ، حدثنا ابن ذكوان ، عن مروان [ ص: 80 ] الطاطري ، أن أبا جعفر نهى عن الحديث : مالكا ليس على مستكره طلاق ثم دس إليه من يسأله ، فحدثه به على رءوس الناس ، فضربه بالسياط .
وحدثنا العباس ، حدثنا إبراهيم بن حماد أنه كان ينظر إلى مالك إذا أقيم من مجلسه ، حمل يده بالأخرى .
ابن سعد : حدثنا الواقدي قال : لما دعي مالك ، وشوور ، وسمع منه ، وقبل قوله ، حسد ، وبغوه بكل شيء ، فلما ولي جعفر بن سليمان المدينة ، سعوا به إليه ، وكثروا عليه عنده ، وقالوا : لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء ، وهو يأخذ بحديث رواه عن ثابت بن الأحنف في طلاق المكره : أنه لا يجوز عنده ، قال : فغضب جعفر ، فدعا بمالك ، فاحتج عليه بما رفع إليه عنه ، فأمر بتجريده ، وضربه بالسياط ، وجبذت يده حتى انخلعت من [ ص: 81 ] كتفه ، وارتكب منه أمر عظيم ، فوالله ما زال مالك بعد في رفعة وعلو .
قلت : هذا ثمرة المحنة المحمودة ، أنها ترفع العبد عند المؤمنين ، وبكل حال فهي بما كسبت أيدينا ، ويعفو الله عن كثير ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ومن يرد الله به خيرا يصب منه كل قضاء المؤمن خير له وقال الله تعالى : ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين وأنزل تعالى في وقعة أحد قوله : أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم وقال : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير فالمؤمن إذا امتحن صبر واتعظ ، واستغفر ولم يتشاغل بذم من انتقم منه ، فالله حكم مقسط ، ثم يحمد الله على سلامة دينه ، ويعلم أن عقوبة الدنيا أهون وخير له .
قال القاضي عياض : ألف في مناقب مالك - رحمه الله - جماعة منهم القاضي أبو عبد الله التستري المالكي ، له في ذلك ثلاث مجلدات ، وأبو الحسن بن فهر المصري وجعفر بن محمد الفريابي القاضي ، وأبو بشر الدولابي الحافظ ، ، والزبير بن بكار وأبو علاثة محمد بن أبي غسان ، [ ص: 82 ] وابن حبيب ، وأبو محمد بن الجارود ، وأحمد بن رشدين ، وأبو عمرو المغامي والحسن بن إسماعيل الضراب ، وأبو الحسن بن منتاب ، وأبو إسحاق بن شعبان ، وأبو بكر أحمد بن محمد اليقطيني ، والحافظ أبو نصر بن الجبان ، وأبو بكر بن روزبة الدمشقي ، والقاضي أبو عبد الله الزنكاني وأبو الحسن بن عبيد الله الزبيري ، وأبو بكر أحمد بن مروان الدينوري ، والقاضي أبو بكر الأبهري ، والقاضي أبو الفضل القشيري ، وأبو بكر بن اللباد ، وأبو محمد بن أبي زيد ، والحافظ أبو عبد الله الحاكم ، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي ، وأبو عمر الطلمنكي ، وأبو عمر بن حزم الصدفي ، ، وأبو عمر بن عبد البر والقاضي أبو محمد بن نصر ، وابن الإمام التطيلي ، وابن حارث القروي ، والقاضي ، أبو الوليد الباجي وأبو مروان بن أصبغ . وقد جمع الحافظ أبو بكر الخطيب كتابا كبيرا في الرواة عن مالك ، وشيء من روايتهم عنه .
قلت : وللحافظ أبي نعيم ترجمة طولى في " الحلية " لمالك . وممن ألف في الرواة عنه : الإمام أبو عبد الله بن مفرج ، والإمام أبو عبد الله بن أبي دليم ، وعبد الرحمن بن محمد البكري . [ ص: 83 ]
قال عياض : واستقصينا كتابنا هذا في أخبار مالك من تصانيف المحدثين : ككتب ، البخاري والزبير ، ، وابن أبي حاتم ووكيع القاضي ، ، والدارقطني ، وابن جرير الطبري والصولي ، وأحمد بن كامل ، وأبي سعيد بن يونس الصدفي ، وأبي عمر الكندي ، وأبي عمر الصدفي القرطبي ، وأبي عبد الله بن حارث القروي ، وأبي العرب التميمي ، وأبي إسحاق بن الرفيق الكاتب ، وأبي علي بن البصري في القرويين ، وتاريخ أبي بكر بن أبي عبد الله المالكي في القرويين ، وتواريخ الأندلس : ككتاب أبي عبد الله بن عبد البر ، وكتاب " الاحتفال " لأبي عمر بن عفيف ، و " الانتخاب " لأبي القاسم بن مفرج ، وتاريخ أبي محمد بن الفرضي ، وتواريخ أبي مروان ، ، وابن حيان والرازي ، وكتاب أحمد بن عبد الرحمن بن مظاهر . وما وقع إلي من تاريخ الخطيب في البغداديين ، وكتاب أبي نصر الأمير وطبقات ، وكتاب أبي إسحاق الشيرازي في الأئمة الثلاثة ورواتهم . ابن عبد البر
قال القاضي : وحققنا من روى " الموطأ " عن مالك ، ومن نص عليهم أصحاب الأثر والنقاد : ابن وهب ، ابن القاسم ، محمد بن الحسن ، الغاز بن قيس ، زياد شبطون ، ، الشافعي القعنبي ، ، معن بن عيسى عبد الله بن [ ص: 84 ] يوسف ، يحيى بن يحيى التميمي ، يحيى بن يحيى الليثي ، يحيى بن بكير ، مطرف بن عبد الله اليساري ، ، عبد الله بن عبد الحكم موسى بن طارق ، أسد بن الفرات ، ، ومحمد بن المبارك الصوري أبو مسهر الغساني ، حبيب كاتب الليث ، قرعوس بن العباس ، أحمد بن منصور الحراني ، يحيى بن صالح الوحاظي يحيى بن مضر ، سعيد بن داود الزبيري ، مصعب بن عبد الله الزبيري ، أبو مصعب الزهري ، ، سويد بن سعيد ، سعيد بن أبي مريم سعيد بن عفير ، علي بن زياد التونسي ، ، قتيبة بن سعيد الثقفي عتيق بن يعقوب الزبيري ، محمد بن شروس الصنعاني ، إسحاق بن عيسى بن الطباع ، خالد بن نزار الأيلي ، ، وأخوه إسماعيل بن أبي أويس أبو بكر ، عيسى بن شجرة المغربي ، بربر المغني والد الزبير بن بكار ، أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي .
خاتمة من روى عنه : قيل : إن زكريا بن دويد الكندي لقي ، ولكنه كذاب ، بقي إلى سنة نيف وستين ومائتين ، وعليه بنى مالكا الخطيب في كتاب : " السابق واللاحق " ، خلف بن جرير القروي ، محمد بن يحيى السبائي ، محرز بن هارون ، سعيد بن عبدوس ، عباس بن ناصح ، عبيد بن حيان الدمشقي ، أيوب بن صالح الرملي ، حفص بن عبد السلام ، وأخوه حسان ، يحيى وفاطمة ولدا مالك ، سليمان بن برد ، عبد الرحمن بن [ ص: 85 ] خالد ، عبد الرحمن بن هند ، عبد الرحمن بن عبد الله الأندلسي .
وقد قيل : إن قاضي البصرة محمد بن عبد الله الأنصاري روى " الموطأ " عن مالك إجازة . وقيل : إن أبا يوسف القاضي رواه عن رجل ، عن مالك ، وما زال العلماء قديما وحديثا لهم أتم اعتناء برواية " الموطأ " ومعرفته ، وتحصيله . وقد جمع إسماعيل القاضي أحاديث الموطأ عن رجاله ، عن مالك ، وسائر ما وقع له من حديث مالك .
وألف الحافظ حديث قاسم بن أصبغ مالك ، وأبو القاسم الجوهري ، وأبو الحسن القابسي عمل " الملخص " ، وحفظه خلق من الطلبة . وألف " مسند الموطآت " ، وألف أبو ذر الهروي أبو بكر القباب حديث مالك . ولأبي الحسن بن حبيب السجلماسي " مسند الموطأ " ، ولفلان المطرز ، ولأبي عبد الله الجيزي ، وأحمد بن بندار الفارسي ، وأبي سعيد بن الأعرابي ، وابن مفرج .
وألف " مسند النسائي مالك " ، ، وأبو أحمد بن عدي وأحمد بن إبراهيم بن جامع السكري ، وابن عفير ، وأبو عبد الله النيسابوري السراج ، وأبو بكر بن زياد النيسابوري ، وأبو حفص بن شاهين ، وأبو العرب التميمي ، ويحيى بن سعيد ، والحافظ أبو القاسم الأندلسي ، ، له : " التقصي " ، وأبو عمر بن عبد البر ومحمد بن عيشون الطليطلي . وألف مسند مالك أبو القاسم الجوهري ، وذلك غير ما في [ ص: 86 ] " الموطأ " ، والحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي ، وأبو بكر محمد بن عيسى الحضرمي ، وأبو الفضل بن أبي عمران الهروي . وعمل كتاب " اختلافات الموطأ " . وألف الدارقطني دعلج السجزي غرائب حديث مالك ، ، وابن الجارود . وقاسم بن أصبغ
وعمل أيضا " الأحاديث التي خولف فيها الدارقطني مالك " . ولأبي بكر البزار مؤلف في ذلك . وعمل محمد بن المظفر الحافظ ما وصله مالك خارج موطئه ، وألف أبو عمر بن نصر الطليطلي " مسند الموطأ " وكذا إبراهيم بن نصر ، وأحمد بن سعيد بن فرضخ الإخميمي ، والمحدث أبو سليمان بن زبر ، وأسامة بن علي المصري ، وموسى بن هارون الحمال الحافظ ، والقاضي أبو بكر بن السليم أفرد ما ليس في " الموطأ " . وعمل أبو الحسن بن أبي طالب العابر كتاب " موطأ الموطأ " . وعمل الدارقطني الخطيب أطراف الموطأ . وعمل له شرحا يحيى بن مزين الفقيه ، وله كتاب في رجاله . ولابن وهب فيه شرح ، ولعيسى بن دينار ، ولعبد الله بن نافع الصائغ ، ولحرملة ، ولابن حبيب ، ولمحمد بن سحنون . ولمسلم مؤلف في شيوخ مالك . وللبرقي " رجال الموطأ " ، وللطلمنكي وأبي عبد الله بن الحذاء ، [ ص: 87 ] ولأبي عبد الله بن مفرج ، ولأحمد بن عمران الأخفش في غريبه . وللبرقي ، وللغساني المصري ، ولأبي جعفر الداودي ، ولأبي مروان القنازعي ، ولأبي عبد الملك البوني .
وجمع ابن جوصا بين " الموطأ " رواية ابن وهب وابن القاسم ، ولغيره جمع بين رواية يحيى بن يحيى ، وأبي مصعب . ولابن عبد البر شرحان ، وهما : " التمهيد " و " الاستذكار " وله كتاب ما رواه مالك خارح الموطأ . وعمل على " الموطأ " كتاب : " الإيمان " ، وكتاب : " المنتقى " ، وعمل كتاب : " الاستيفاء " ، طويل جدا ، ولم يتمه . أبو الوليد الباجي
وشرحه أبو الوليد بن الصفار في كتاب اسمه : " الموعب " . لم يتمه . وكتاب : " المحلى في شرح الموطأ " للقاضي محمد بن سليمان بن خليفة . ولأبي محمد بن حزم شرح . ولأبي بكر بن سائق شرح ، ولابن أبي صفرة شرح . ولأبي عبد الله بن الحاج القاضي شرح . ولشيخنا أبي الوليد بن العواد : " الجمع بين التمهيد والاستذكار " ما تم . ولأبي محمد بن السيد البطليوسي شرح كبير . ولابن عيشون : " توجيه الموطأ " . [ ص: 88 ] ولعثمان بن عبد ربه المعافري الدباغ شيء في ذلك على أبواب " الموطأ " . ولأبي القاسم بن الجد : " اختصار التمهيد " ولحازم بن محمد بن حازم كتاب " السافر عن آثار الموطأ " . و " تفسير الموطأ " لأبي الحسن الإشبيلي . وتفسير لابن شراحيل . وللطلمنكي تفسير لم يتم . و " شرح مسند الموطأ " ليونس بن مغيث . وللمهلب بن أبي صفرة في ذلك . ولأخيه أبي عبد الله في ذلك . وللقاضي كتاب : " القبس في شرح الموطأ " . أبي بكر بن العربي ولأبي محمد بن يربوع الحافظ كتاب على معرفة رجال الموطأ . ولعاصم النحوي شريح لم يكمل . ولأبي بكر بن موهب القيري ، شرح الملخص في مجلدات .