العلاف
شيخ الكلام ، ورأس الاعتزال ، أبو الهذيل ، محمد بن الهذيل بن عبيد الله البصري العلاف ، صاحب التصانيف ، والذكاء البارع . يقال : قارب مائة سنة ، وخرف ، وعمي .
مات سنة ست وعشرين ، ويقال : سنة خمس وثلاثين ومائتين . ومولده سنة خمس وثلاثين ومائة [ ص: 174 ] لم يلق ، بل لازم تلميذه عمرو بن عبيد عثمان بن خالد الطويل ، وقيل : ولاؤه لعبد القيس .
مات لصالح بن عبد القدوس المتكلم ولد ، فأتاه العلاف يعزيه ، فرآه جزعا ، فقال : ما هذا الجزع ، وعندك أن المرء كالزرع ؟ قال : يا أبا الهذيل جزعت عليه لكونه ما قرأ كتاب " الشكوك " لي . فمن قرأه ، يشك فيما كان حتى يتوهم أنه لم يكن ، وفيما لم يكن حتى يظن أنه كان . قال : فشك أنت في موت ابنك ، وظن أنه لم يمت ، وشك أنه قد قرأ كتاب " الشكوك " .
ولأبي الهذيل كتاب في الرد على المجوس ، ورد على اليهود ، ورد على المشبهة ، ورد على الملحدين ، ورد على السوفسطائية ، وتصانيفه كثيرة ، ولكنها لا توجد .