ابن كلاب
رأس المتكلمين بالبصرة في زمانه ، أبو محمد ، عبد الله بن سعيد بن كلاب القطان البصري صاحب التصانيف في الرد على المعتزلة ، وربما وافقهم . أخذ عنه الكلام ، قاله داود الظاهري أبو الطاهر الذهلي . وقيل : إن الحارث المحاسبي أخذ علم النظر والجدل عنه أيضا . وكان يلقب كلابا; لأنه كان يجر الخصم إلى نفسه ببيانه وبلاغته . وأصحابه هم الكلابية ، لحق بعضهم ، وكان يرد على أبو الحسن الأشعري الجهمية . [ ص: 175 ]
وقال بعض من لا يعلم : إنه ابتدع ما ابتدعه ليدس دين النصارى في ملتنا ، وإنه أرضى أخته بذلك ، وهذا باطل ، والرجل أقرب المتكلمين إلى السنة ، بل هو في مناظريهم . وكان يقول بأن القرآن قائم بالذات بلا قدرة ولا مشيئة . وهذا ما سبق إليه أبدا ، قاله في معارضة من يقول بخلق القرآن .
وصنف في التوحيد ، وإثبات الصفات ، وأن علو الباري على خلقه معلوم بالفطرة والعقل على وفق النص ، وكذلك قال المحاسبي في كتاب " فهم القرآن " . ولم أقع بوفاة ابن كلاب . وقد كان باقيا قبل الأربعين ومائتين . وذكر له ابن النجار ترجمة فلم يحررها ، وذكر أنه كان في أيام الجنيد ، وسمع شيئا من عبارات الصوفية ، وتعجب منه وهابه .
قال محمد بن إسحاق النديم : وابن كلاب من نابتة الحشوية ، له مع عباد بن سلمان مناظرات ، فيقول : كلام الله هو الله ، فيقول عباد : هو نصراني بهذا القول .
وقال أبو العباس البغوي : قال لي فيثون النصراني : رحم الله عبد الله ، كان يجيئني إلى البيعة ، وأخذ عني ، ولو عاش لنصرنا المسلمين . فقيل لفيثون : ما تقول في المسيح ؟ قال : ما يقوله أهل سنتكم في القرآن . [ ص: 176 ] ولابن كلاب كتاب " الصفات " ، وكتاب " خلق الأفعال " ، و كتاب . الرد على المعتزلة " .