الدوري ( ق )
الإمام العالم الكبير ، شيخ المقرئين ، أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان ، ويقال : صهيب الأزدي ، مولاهم الدوري الضرير ، نزيل سامراء .
ولد سنة بضع وخمسين ومائة في دولة المنصور .
وتلا على إسماعيل بن جعفر ، وسمع منه ، وتلا على الكسائي بحرفه ، وعلى يحيى اليزيدي بحرف أبي عمرو ، وعلى سليم بحرف حمزة ، وجمع القراءات وصنفها .
وحدث أيضا عن : أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب ، وإبراهيم بن أبي يحيى ، ، وإسماعيل بن عياش ، وسفيان بن عيينة وطائفة . وأبي معاوية
روى عنه : ، وهو من أقرانه ، الإمام أحمد ونصر بن علي الجهضمي ، وروى هو عنهما . [ ص: 542 ] وتلا عليه : أبو الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس ، وأحمد بن فرح المفسر ، وعمر بن محمد الكاغدي ، والحسن بن علي بن بشار صاحب مرثية الهر وقاسم بن زكريا المطرز ، وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير ، وعلي بن سليم ، وجعفر بن محمد بن أسد ، والقاسم بن عبد الوارث ، وأحمد بن مسعود السراج ، وبكر السراويلي ، وعبد الله بن أحمد دلبة ، ومحمد بن محمد بن النفاح ومحمد بن حمدون المنقي والحسن بن الحسين الصواف ، وجعفر بن محمد الرافقي ، وأحمد بن يعقوب بن العرق ، وحسن بن عبد الوهاب ، وأحمد بن حرب المعدل ، وغيرهم .
وحدث عنه : ابن ماجه ، وحاجب بن أركين ، وأبو زرعة الرازي ومحمد بن حامد السني ، وآخرون .
قال أبو حاتم : صدوق .
وقال أبو داود : رأيت يكتب عن أحمد بن حنبل . أبي عمر الدوري
قال أحمد بن فرح : قلت للدوري : ما تقول في القرآن ؟ قال : كلام الله غير مخلوق . [ ص: 543 ]
قال ابن النفاح : حدثنا أبو عمر ، قال : قرأت على إسماعيل بن جعفر بقراءة أهل المدينة ختمة ، وأدركت حياة نافع ، ولو كان عندي عشرة دراهم لرحلت إليه .
قال أبو علي الأهوازي : رحل أبو عمر في طلب القراءات ، وقرأ سائر حروف السبعة ، وبالشواذ ، وسمع من ذلك الكثير ، وصنف في القراءات ، وهو ثقة ، وعاش دهرا . وفي آخر عمره ذهب بصره ، وكان ذا دين .
وقال : قال الحاكم : الدارقطني أبو عمر الدوري يقال له : الضرير ، وهو ضعيف . وقيل : هو من الدور - محلة بالجانب الشرقي من بغداد .
قال سعيد بن عبد الرحيم والبغوي وطائفة : توفي سنة ست وأربعين ومائتين . زاد بعضهم : في شوال . وقيل : سنة ثمان وأربعين . وهم فيه حاجب الفرغاني ، وقد ذكرناه مستوعبا في " طبقات القراء " .
وقول : ضعيف ، يريد في ضبط الآثار ، أما في القراءات فثبت إمام . وكذلك جماعة من القراء أثبات في القراءة دون الحديث ، الدارقطني كنافع ، ، والكسائي وحفص ; فإنهم نهضوا بأعباء الحروف وحرروها ، ولم يصنعوا ذلك في الحديث ، كما أن طائفة من الحفاظ أتقنوا الحديث ، ولم يحكموا القراءة . وكذا شأن كل من برز في فن ، ولم يعتن بما عداه . والله أعلم .