وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال عطف على بقية القصة ، وما بينهما اعتراض ، والخطاب فيه كالخطاب في قوله وترى الشمس ، وهذا انتقال إلى ما في حالهم من العبرة لمن لو رآهم من الناس ، مدمج فيه بيان كرامتهم وعظيم قدرة الله في شأنهم ، وهو تعجيب من حالهم لمن لو رآه من الناس .
ومعنى حسبانهم أيقاظا : أنهم في حالة تشبه حال اليقظة ، وتخالف حال النوم ، فقيل : كانت أعينهم مفتوحة .
وصيغ فعل " تحسبهم " مضارعا للدلالة على أن ذلك يتكرر مدة طويلة .
والأيقاظ : جمع يقظ ، بوزن كتف ، وبضم القاف بوزن عضد .
والرقود : جمع راقد .
والتقليب : تغيير وضع الشيء من ظاهره إلى باطنه ، قال تعالى فأصبح يقلب كفيه .
[ ص: 281 ] و ذات اليمين وذات الشمال أي إلى جهة أيمانهم وشمائلهم ، والمعنى : أن الله أجرى عليهم حال الأحياء الأيقاظ فجعلهم تتغير أوضاعهم من أيمانهم إلى شمائلهم والعكس ، وذلك لحكمة ، لعل لها أثرا في بقاء أجسامهم بحالة سلامة .
والإتيان بالمضارع ; للدلالة على التجدد بحسب الزمن المحكي ، ولا يلزم أن يكونوا كذلك حين نزول الآية .