فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون إنا كذلك نفعل بالمجرمين هذا الكلام من الله تعالى موجه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين ، ويشبه أن يكون اعتراضا بين حكاية حوار الله أهل الشرك في القيامة وبين توبيخ الله إياهم بقوله إنكم لذائقوا العذاب الأليم .
والفاء للفصيحة لأنها وردت بعد تقرير أحوال ، وكان ما بعد الفاء نتيجة لتلك الأحوال ، فكانت الفاء مفصحة عن شرط مقدر ، أي إذا كان حالهم كما سمعتم فإنهم يوم القيامة في العذاب مشتركون لاشتراكهم في الشرك وتمالئهم ، أي لا عذر للكلام للفريقين لا للزعماء بتسويلهم ولا للدهماء بنصرهم . وقد يكون عذاب الدعاة المغوين أشد من عذاب الآخرين ، وذلك لا ينافي الإشراك في جنس العذاب كما دلت عليه أدلة أخرى ؛ لأن المقصود هنا بيان عدم إجداء معذرة كلا الفريقين وتنصله .
وهذه الجملة معترضة بين جمل حكاية موقفهم في الحساب .
وجملة إنا كذلك نفعل بالمجرمين تعليل لما اقتضته جملة فإنهم يومئذ في [ ص: 107 ] العذاب مشتركون أي فإن جزاء المجرمين يكون مثل ذلك الجزاء في مؤاخذة التابع المتبوع .
والمراد بالمجرمين : المشركون ، أي المجرمين مثل جرمهم ، وقد بينته جملة إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون .