فذكر بالقرآن من يخاف وعيد نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار
استئناف بياني ناشئ عن قوله : فاصبر على ما يقولون فهو إيغال في تسلية النبيء صلى الله عليه وسلم ، وتعريض بوعيدهم ، فالخبر مستعمل مجازا في وعد الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الله سيعاقب أعداءه .
وقوله وما أنت عليهم بجبار تطمين للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه غير مسئول عن عدم اهتدائهم لأنه إنما بعث داعيا وهاديا ، وليس مبعوثا لإرغامهم على الإيمان ، والجبار مشتق من جبره على الأمر بمعنى أكرهه .
وفرع عليه أمره بالتذكير لأنه ناشئ عن نفي كونه جبارا عليهم وهذا كقوله تعالى : فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر ، ولكن خص التذكير هنا بالمؤمنين لأنه أراد التذكير الذي ينفع المذكر . فالمعنى : فذكر بالقرآن فيتذكر من يخاف وعيد . وهذا كقوله : إنما أنت منذر من يخشاها .
وكتب في المصحف " وعيد " بدون ياء المتكلم فقرأه الجمهور بدون ياء في [ ص: 334 ] الوصل والوقف على أنه من حذف التخفيف . وقرأه عن ورش نافع بإثبات الياء في الوصل . وقرأه يعقوب بإثبات الياء في الوصل والوقف .