[ ص: 272 ] [ ص: 273 ] بسم الله الرحمن الرحيم

nindex.php?page=treesubj&link=29021_28883_28861_28889سورة ق  

سميت في عصر الصحابة ( سورة ق ) ينطق بحروف : قاف ، بقاف ، وألف ، وفاء .

فقد روى مسلم عن قطبة بن مالك nindex.php?page=hadith&LINKID=2002462أن النبيء صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة الصبح سورة nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1ق والقرآن المجيد . وربما قال : ق ويعني في الركعة الأولى .

وروى مسلم عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان " ما أخذت " ق والقرآن المجيد " إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل يوم على المنبر إذ خطب الناس " .

وروى مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة nindex.php?page=hadith&LINKID=2002463أن النبيء صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ قاف nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1والقرآن المجيد ، هكذا رسم قاف ثلاث أحرف ، وقوله ( في الفجر ) يعني به صلاة الصبح لأنها التي يصليها في المسجد في الجماعة فأما نافلة الفجر فكان يصليها في بيته .

وفي الموطأ ومسلم أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب سأل nindex.php?page=showalam&ids=397أبا واقد الليثي : nindex.php?page=hadith&LINKID=2002464ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر ؟ فقال : كان يقرأ فيهما بـ " قاف هكذا رسم قاف ثلاثة أحرف مثل ما رسم حديث nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة ، nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1والقرآن المجيد و nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة وانشق القمر .

وهي من السور التي سميت بأسماء الحروف الواقعة في ابتدائها مثل طه وص . وق . ويس لانفراد كل سورة منها بعدد الحروف الواقعة في أوائلها بحيث إذا دعيت بها لا تلتبس بسورة أخرى .

وفي الإتقان أنها تسمى سورة ( الباسقات ) . هكذا بلام التعريف ، ولم يعزه [ ص: 274 ] لقائل والوجه أن تكون تسميتها هذه على اعتبار وصف لموصوف محذوف ، أي سورة النخل الباسقات إشارة إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10والنخل باسقات لها طلع نضيد .

وهذه السورة مكية كلها ، قال ابن عطية : بإجماع من المتأولين .

وفي تفسير القرطبي والإتقان عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقتادة والضحاك : استثناء آية : nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب أنها نزلت في اليهود ، يعني في الرد عليهم إذ قالوا : إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت ، يعني أن مقالة اليهود سمعت بالمدينة ، يعني : وألحقت بهذه السورة لمناسبة موقعها .

وهذا المعنى وإن كان معنى دقيقا في الآية فليس بالذي يقتضي أن يكون نزول الآية في المدينة فإن الله علم ذلك فأوحى به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم على أن بعض آراء اليهود كان مما يتحدث به أهل مكة قبل الإسلام يتلقونه تلقي القصص والأخبار . وكانوا بعد البعثة يسألون اليهود عن أمر النبوة والأنبياء ، على أن إرادة الله إبطال أوهام اليهود لا تقتضي أن يؤخر إبطالها إلى سماعها بل قد يجيء ما يبطلها قبل فشوها في الناس كما في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه فإنها نزلت بمكة .

وورد أن النبيء صلى الله عليه وسلم أتاه بعض أحبار اليهود فقال : إن الله يضع السماوات على أصبع والأرضين على أصبع والبحار على أصبع والجبال على أصبع ثم يقول : " أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ " فتلا النبيء صلى الله عليه وسلم الآية . والمقصود من تلاوتها هو قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وما قدروا الله حق قدره . والإيماء إلى سوء فهم اليهود صفات الله .

وهي السورة الرابعة والثلاثون في ترتيب نزول السور عند nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد نزلت بعد سورة المرسلات وقبل سورة لا أقسم بهذا البلد .

وقد أجمع العادون على عد آيها خمسا وأربعين .

[ ص: 272 ] [ ص: 273 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

nindex.php?page=treesubj&link=29021_28883_28861_28889سُورَةُ ق  

سُمِّيَتْ فِي عَصْرِ الصَّحَابَةِ ( سُورَةَ ق ) يُنْطَقُ بِحُرُوفِ : قَافٍ ، بِقَافٍ ، وَأَلِفٍ ، وَفَاءٍ .

فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=2002462أَنَّ النَّبِيءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ سُورَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ . وَرُبَّمَا قَالَ : ق وَيَعْنِي فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى .

وَرَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ " مَا أَخَذْتُ " ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ " إِلَّا عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا كُلَّ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذْ خَطَبَ النَّاسَ " .

وَرَوَى مُسْلِمٌ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=98جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=2002463أَنَّ النَّبِيءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ بِـ قَافْ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ، هَكَذَا رَسْمُ قَافْ ثَلَاثُ أَحْرُفٍ ، وَقَوْلُهُ ( فِي الْفَجْرِ ) يَعْنِي بِهِ صَلَاةَ الصُّبْحِ لِأَنَّهَا الَّتِي يُصَلِّيهَا فِي الْمَسْجِدِ فِي الْجَمَاعَةِ فَأَمَّا نَافِلَةُ الْفَجْرِ فَكَانَ يُصَلِّيهَا فِي بَيْتِهِ .

وَفِي الْمُوَطَّأِ وَمُسْلِمٍ أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ nindex.php?page=showalam&ids=397أَبَا وَاقَدٍ اللِّيثِيَّ : nindex.php?page=hadith&LINKID=2002464مَا كَانَ يَقْرَأُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَضْحَى وَالْفِطَرِ ؟ فَقَالَ : كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا بِـ " قَافْ هَكَذَا رَسْمُ قَافْ ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ مِثْلُ مَا رُسِمَ حَدِيثُ nindex.php?page=showalam&ids=98جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ وَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ .

وَهِيَ مِنَ السُّوَرِ الَّتِي سُمِّيَتْ بِأَسْمَاءِ الْحُرُوفِ الْوَاقِعَةِ فِي ابْتِدَائِهَا مِثْلَ طه وَص . وَق . وَيس لِانْفِرَادِ كُلِّ سُورَةٍ مِنْهَا بِعَدَدِ الْحُرُوفِ الْوَاقِعَةِ فِي أَوَائِلِهَا بِحَيْثُ إِذَا دُعِيَتْ بِهَا لَا تَلْتَبِسُ بِسُورَةٍ أُخْرَى .

وَفِي الْإِتْقَانِ أَنَّهَا تُسَمَّى سُورَةَ ( الْبَاسِقَاتِ ) . هَكَذَا بِلَامِ التَّعْرِيفِ ، وَلَمْ يَعْزِهِ [ ص: 274 ] لِقَائِلٍ وَالْوَجْهُ أَنْ تَكُونَ تَسْمِيَتُهَا هَذِهِ عَلَى اعْتِبَارِ وَصْفٍ لِمَوْصُوفٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ سُورَةُ النَّخْلِ الْبَاسِقَاتِ إِشَارَةً إِلَى قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ .

وَهَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا ، قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ : بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُتَأَوِّلِينَ .

وَفِي تَفْسِيرِ الْقُرْطُبِيِّ وَالْإِتْقَانِ عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةَ وَالضَّحَّاكِ : اسْتِثْنَاءُ آيَةٍ : nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ ، يَعْنِي فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ إِذْ قَالُوا : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ وَهُوَ يَوْمُ السَّبْتِ ، يَعْنِي أَنَّ مَقَالَةَ الْيَهُودِ سُمِعَتْ بِالْمَدِينَةِ ، يَعْنِي : وَأُلْحِقَتْ بِهَذِهِ السُّورَةِ لِمُنَاسَبَةِ مَوْقِعِهَا .

وَهَذَا الْمَعْنَى وَإِنْ كَانَ مَعْنًى دَقِيقًا فِي الْآيَةِ فَلَيْسَ بِالَّذِي يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ نُزُولُ الْآيَةِ فِي الْمَدِينَةِ فَإِنَّ اللَّهَ عَلِمَ ذَلِكَ فَأَوْحَى بِهِ إِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّ بَعْضَ آرَاءِ الْيَهُودِ كَانَ مِمَّا يَتَحَدَّثُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ يَتَلَقَّوْنَهُ تَلَقِّيَ الْقَصَصِ وَالْأَخْبَارِ . وَكَانُوا بَعْدَ الْبَعْثَةِ يَسْأَلُونَ الْيَهُودَ عَنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ وَالْأَنْبِيَاءِ ، عَلَى أَنَّ إِرَادَةَ اللَّهِ إِبْطَالَ أَوْهَامِ الْيَهُودِ لَا تَقْتَضِي أَنْ يُؤَخِّرَ إِبْطَالَهَا إِلَى سَمَاعِهَا بَلْ قَدْ يَجِيءُ مَا يُبْطِلُهَا قَبْلَ فُشُوِّهَا فِي النَّاسِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ فَإِنَّهَا نَزَلَتْ بِمَكَّةَ .

وَوَرَدَ أَنَّ النَّبِيءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ بَعْضُ أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَضَعُ السَّمَاوَاتِ عَلَى أُصْبُعٍ وَالْأَرْضِينَ عَلَى أُصْبُعٍ وَالْبِحَارَ عَلَى أُصْبُعٍ وَالْجِبَالَ عَلَى أُصْبُعٍ ثُمَّ يَقُولُ : " أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ ؟ " فَتَلَا النَّبِيءُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْآيَةَ . وَالْمَقْصُودُ مِنْ تِلَاوَتِهَا هُوَ قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ . وَالْإِيمَاءُ إِلَى سُوءِ فَهْمِ الْيَهُودِ صِفَاتِ اللَّهِ .

وَهِيَ السُّورَةُ الرَّابِعَةُ وَالثَلَاثُونَ فِي تَرْتِيبِ نُزُولِ السُّوَرِ عِنْدَ nindex.php?page=showalam&ids=11867جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَةِ الْمُرْسَلَاتِ وَقَبْلَ سُورَةِ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ .

وَقَدْ أَجْمَعَ الْعَادُّونَ عَلَى عَدِّ آيِهَا خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ .