[ ص: 193 ] ( واذكر ) خطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمراد اتل عليهم نبأ ( إبراهيم ) وذاكره ومورده في التنزيل هو الله تعالى ، ومناسبة هذه الآية لما قبلها أنه تعالى لما ذكر قصة مريم وابنها عيسى واختلاف الأحزاب فيهما وعبادتهما من دون الله ، وكانا من قبيل من قامت بهما الحياة ذكر الفريق الضال الذي عبد جمادا والفريقان وإن اشتركا في الضلال ، والفريق العابد الجماد أضل ، ثم ذكر قصة إبراهيم مع أبيه - عليه السلام - تذكيرا للعرب بما كان إبراهيم عليه من توحيد الله ، وتبيين أنهم سالكو غير طريقه ، وفيه صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبر به وأن ذلك متلقى بالوحي . والصديق من أبنية المبالغة ، وهو مبني من الثلاثي للمبالغة ، أي : كثير الصدق ، والصدق عرفه في اللسان ويقابله الكذب ، وقد يستعمل في الأفعال والخلق وفيما لا يعقل ، يقال : صدقني الطعام كذا وكذا قفيزا ، وعود صدق للصلب الجيد فوصف إبراهيم بالصدق على العموم في أقواله وأفعاله ، والصديقية مراتب ألا ترى إلى وصف المؤمنين بها في قوله ( من النبيين والصديقين ) ومن غريب النقل ما ذهب إليه بعض النحويين من أن فعيلا إذا كان من متعد جاز أن يعمل فتقول هذا شريب مسكر كما أعملوا عند البصريين فعولا وفعالا ومفعالا .
وقال : والمراد فرط صدقه وكثرة ما صدق به من غيوب الله وآياته وكتبه ورسله ، وكان الرجحان والغلبة في هذا التصديق للكتب والرسل ، أي : كان مصدقا لجميع الأنبياء وكتبهم وكان نبيا في نفسه لقوله تعالى ( الزمخشري بل جاء بالحق وصدق المرسلين ) وكان بليغا في الصدق ؛ لأن ملاك أمر النبوة الصدق ، ومصدق الله بآياته ومعجزاته حري أن يكون كذلك ، وهذه الجملة وقعت اعتراضا بين المبدل منه وبدله أعني ( إبراهيم ) .
و ( إذ قال ) نحو قولك : رأيت زيدا - ونعم الرجل - أخاك ويجوز أن تتعلق ( إذ ) بكان أو بـ ( صديقا نبيا ) ، أي : كان جامعا لخصائص الصديقين والأنبياء حين خاطب أباه تلك المخاطبات . انتهى .
فالتخريج الأول يقتضي تصرف ( إذ ) وقد تقدم لنا أنها لا تتصرف ، والتخريج الثاني مبني على أن ( كان ) الناقصة وأخواتها تعمل في الظروف وهي مسألة خلاف . والتخريج الثالث لا يصح ؛ لأن العمل لا ينسب إلا إلى لفظ واحد ، أما أن ينسب إلى مركب من مجموع لفظين فلا ، وجائز أن يكون معمولا لـ ( صديقا ) لأنه نعت إلا على رأي الكوفيين ، ويحتمل أن يكون معمولا لـ ( نبيا ) ، أي : منبأ في وقت قوله لأبيه ما قال ، وأن التنبئة كانت في ذلك الوقت وهو بعيد .
وقرأ أبو البر هثيم ( إنه كان صادقا ) . وفي قوله ( ياأبت ) تلطف واستدعاء بالنسب . وقرأ ابن عامر والأعرج وأبو جعفر ( يا أبت ) بفتح التاء وقد لحن هارون هذه القراءة ، وتقدم الكلام على ( يا أبت ) في سورة يوسف - عليه السلام - وفي مصحف عبد الله وا أبت بواو بدل ياء ، واستفهم إبراهيم - عليه السلام - عن السبب الحامل لأبيه على عبادة الصنم وهو منتف عنه السمع والبصر والإغناء عنه شيئا تنبيها على شنعة الرأي وقبحه وفساده في عبادة من انتفت عنه هذه الأوصاف .
وخطب فقال : انظر حين أراد أن ينصح أباه ويعظه فيما كان متورطا فيه من الخطأ العظيم ، والارتكاب الشنيع الذي عصى فيه أمر العقل ، وانسلخ عن قضية التمييز ؛ كيف رتب الكلام معه في أحسن اتساق ، وساقه أرشق مساق ، مع استعمال المجاملة واللطف والرفق واللين والأدب الجميل والخلق الحسن ، منتصحا في ذلك نصيحة ربه - جل وعلا - . حدث الزمخشري - رضي الله عنه - قال : أبو هريرة قال رسول الله : " أوحى الله إلى إبراهيم - عليه السلام - إنك خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار ، تدخل مداخل الأبرار " ، كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أظله تحت عرشي وأسكنه حظيرة [ ص: 194 ] القدس ، وأدنيه من جواري . وسرد بعد هذا كلاما كثيرا من نوع الخطابة تركناه . الزمخشري
و ( ما لا يسمع ) الظاهر أنها موصولة ، وجوزوا أن تكون نكرة موصوفة ، ومعمول ( يسمع ) و ( يبصر ) منسي ولا ينوي ، أي : ما ليس به استماع ولا إبصار ؛ لأن المقصود نفي هاتين الصفتين دون تقييد بمتعلق . و ( شيئا ) . إما مصدر أو مفعول به ، ولما سأله عن العلة في عبادة الصنم ولا يمكن أن يجد جوابا ، انتقل معه إلى إخباره بأنه قد جاءه من العلم ما لم يأته ولم يصف أباه بالجهل إذ يغني عنه السؤال السابق . وقال ( من العلم ) على سبيل التبعيض ، أي : شيء من العلم ليس معك ، وهذه المحاورة تدل على أن ذلك كان بعدما نبئ ، إذ في لفظ ( جاءني ) تجدد العلم ، والذي جاءه الوحي الذي أتى به الملك أو العلم بأمور الآخرة وثوابها وعقابها أو توحيد الله وإفراده بالألوهية والعبادة أقوال ثلاثة ( فاتبعني ) على توحيد الله بالعبادة وارفض الأصنام ( أهدك صراطا مستقيما ) وهو الإيمان بالله وإفراده بالعبادة . وانتقل من أمره باتباعه إلى نهيه عن عبادة الشيطان ، وعبادته كونه يطيعه في عبادة الأصنام ثم نفره عن عبادة الشيطان بأنه كان عصيا للرحمن ، حيث استعصى حين أمره بالسجود لآدم فأبى ، فهو عدو لك ولأبيك آدم من قبل . وكان لفظ الرحمن هنا تنبيها على سعة رحمته ، وأن من هذا وصفه هو الذي ينبغي أن يعبد ولا يعصى ، وإعلاما بشقاوة الشيطان حيث عصى من هذه صفته وارتكب من ذلك ما طرده من هذه الرحمة ، وإن كان مختارا لنفسه عصيان ربه لا يختار لذريته من عصى لأجله إلا ما اختار لنفسه من عصيانهم .
( ياأبت إني أخاف ) قال الفراء ( أخاف ) أعلم كما قال ( والطبري فخشينا أن يرهقهما ) ، أي : تيقنا ، والأولى حمل ( أخاف ) على موضوعه الأصلي ؛ لأنه لم يكن آيسا من إيمانه بل كان راجيا له وخائفا أن لا يؤمن وأن يتمادى على الكفر فيمسه العذاب ، وخوفه إبراهيم سوء العاقبة وتأدب معه إذ لم يصرح بلحوق العذاب به بل أخرج ذلك مخرج الخائف ، وأتى بلفظ المس الذي هو ألطف من المعاقبة ونكر العذاب ، ورتب على مس العذاب ما هو أكبر منه وهو ولاية الشيطان ، كما قال في مقابل ذلك ( ورضوان من الله أكبر ) ، أي : من النعيم السابق ذكره ، وصدر كل نصيحة بقوله ( يا أبت ) توصلا إليه واستعطافا .
وقيل : الولاية هنا كونه مقرونا معه في الآخرة وإن تباغضا وتبرأ بعضهما من بعض . وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير إني أخاف أن تكون وليا في الدنيا للشيطان فيمسك في الآخرة عذاب من الرحمن . وقوله ( أن يمسك عذاب من الرحمن ) لا يعين أن العذاب يكون في الآخرة ، بل يحتمل أن يحمل العذاب على الخذلان من الله فيصير مواليا للشيطان ، ويحتمل أن يكون مس العذاب في الدنيا بأن يبتلى على كفره بعذاب في الدنيا ، فيكون ذلك العذاب سببا لتماديه على الكفر وصيرورته إلى ولاية الشيطان إلى أن يوافى على الكفر كما قال ( وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ) وهذه المناصحات تدل على شدة تعلق قلبه بمعالجة أبيه ، والطماعية في هدايته قضاء لحق الأبوة وإرشادا إلى الهدى " " . لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم
( قال ) ، أي : أبوه ( أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم ) استفهم استفهام إنكار ، والرغبة عن الشيء تركه عمدا ، وآلهته أصنامه ، وأغلظ له في هذا الإنكار وناداه باسمه ولم يقابل ( يا أبت ) بيا بني . قال : وقدم الخبر على المبتدأ في قوله ( الزمخشري أراغب أنت عن آلهتي ) لأنه كان أهم عنده وهو عنده أعني وفيه ضرب من التعجب والإنكار لرغبته عن آلهته ، وإن آلهته ما ينبغي أن يرغب عنها أحد . وفي هذا سلوان وثلج لصدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عما كان يلقى من مثل ذلك من كفار قومه . انتهى .
والمختار في إعراب ( أراغب أنت ) أن يكون راغب مبتدأ لأنه قد اعتمد على أداة الاستفهام ، و ( أنت ) فاعل سد مسد الخبر ، ويترجح هذا [ ص: 195 ] الإعراب على ما أعربه من كون ( الزمخشري أراغب ) خبرا و ( أنت ) مبتدأ بوجهين :
أحدهما : أنه لا يكون فيه تقديم ولا تأخير إذ رتبة الخبر أن يتأخر عن المبتدأ .
والثاني : أن لا يكون فصل بين العامل الذي هو ( أراغب ) وبين معموله الذي هو ( عن آلهتي ) بما ليس بمعمول للعامل ؛ لأن الخبر ليس هو عاملا في المبتدأ بخلاف كون ( أنت ) فاعلا فإنه معمول ( أراغب ) فلم يفصل بين ( أراغب ) وبين ( عن آلهتي ) بأجنبي إنما فصل بمعمول له .
ولما أنكر عليه رغبته عن آلهته توعده مقسما على إنفاذ ما توعده به إن لم ينته ومتعلق ( تنته ) محذوف واحتمل أن يكون عن مخاطبتي بما خاطبتني به ودعوتني إليه ، وأن يكون ( لئن لم تنته ) عن الرغبة عن آلهتي ( لأرجمنك ) جواب القسم المحذوف قبل ( لئن ) . قال الحسن : بالحجارة . وقيل : لأقتلنك . وقال السدي والضحاك : لأشتمنك . وابن جريج
قال : فإن قلت : علام عطف ( الزمخشري واهجرني ) ؟ قلت : على معطوف عليه محذوف يدل عليه ( لأرجمنك ) ، أي : فاحذرني ( واهجرني ) ؛ لأن ( لأرجمنك ) تهديد وتقريع . انتهى . وإنما احتاج إلى حذف ليناسب بين جملتي العطف والمعطوف عليه ، وليس ذلك بلازم عند بل يجوز عطف الجملة الخبرية على الجملة الإنشائية . فقوله ( سيبويه واهجرني ) معطوف على قوله ( لئن لم تنته لأرجمنك ) وكلاهما معمول للقول . وانتصب ( مليا ) على الظرف ، أي : دهرا طويلا ، قاله الجمهور والحسن ومجاهد وغيرهما ، ومنه الملوان ، وهما الليل والنهار . والملاوة بتثليث حركة الميم الدهر الطويل من قولهم : أمليت لفلان في الأمر إذا أطلت له . وقال الشاعر :
فعشنا بها من الشباب ملاوة فأنجح آيات الرسول المحبب
وقال : سير عليه ملي من الدهر ، أي : زمان طويل . وقال سيبويه وغيره : ( ابن عباس مليا ) معناه سالم سويا فهو حال من فاعل ( واهجرني ) . قال ابن عطية : وتلخيص هذا أن يكون بمعنى قوله مستندا بحالك غنيا عني مليا بالاكتفاء . وقال : معناه أبدا . ومنه قول السدي مهلهل :
فتصدعت صم الجبال لموته وبكت عليه المرملات مليا
وقال ابن جبير : دهرا ، وأصل الحرف المكث ، يقال : تمليت حينا . وقال : أو ( الزمخشري مليا ) بالذهاب عني والهجران قبل أن أثخنك بالضرب حتى لا تقدر أن تبرح ، فلان ملي بكذا إذا كان مطيقا له مضطلعا به انتهى .
( قال سلام عليك ) . قرأ أبو البر هثيم : سلاما بالنصب . قال الجمهور : هذا بمعنى المسالمة لا بمعنى التحية ، أي : أمنة مني لك وهؤلاء لا يرون ابتداء الكافر بالسلام . وقال النقاش حليم خاطب سفيها كقوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) . وقيل : هي تحية مفارق ، وجوز قائل هذا تحية الكافر وأن يبدأ بالسلام المشروع وهو مذهب مستدلا بقوله تعالى ( سفيان بن عيينة لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ) الآية وبقوله ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم ) الآية .
و ( قال ) إبراهيم لأبيه ( سلام عليك ) وما استدل به متأول ، ومذهبهم محجوج بما ثبت في صحيح مسلم : " اليهود والنصارى بالسلام " ورفع ( سلام ) على الابتداء ونصبه على المصدر ، أي : سلمت سلاما دعاء له بالسلامة على سبيل الاستمالة ، ثم وعده بالاستغفار وذلك يكون بشرط حصول ما يمكن معه الاستغفار وهو الإيمان بالله وإفراده بالعبادة ، وهذا كما يرد الأمر والنهي على الكافر ، ولا يصح الامتثال إلا بشرط الإيمان . ومعنى ( لا تبدءوا سأستغفر لك ) أدعو الله في هدايتك فيغفر لك بالإيمان ، ولا يتأول على إبراهيم - عليه السلام - أنه لم يعلم أن الله لا يغفر لكافر . قال ابن عطية : ويجوز أن يكون إبراهيم - عليه السلام - أول نبي أوحي إليه أن الله لا يغفر لكافر ؛ لأن هذه الطريقة إنما طريقها السمع ، وكانت هذه المقالة منه لأبيه قبل أن يوحى إليه ، وذلك أنه إنما تبين له في أبيه أنه عدو لله بأحد وجهين : إما بموته على الكفر كما روي ، وإما أن [ ص: 196 ] يوحى إليه الحتم عليه .
وقال : ولقائل أن يقول الذي يمنع من الاستغفار للكافر إنما هو السمع ، فأما القضية العقلية فلا تأباه ، فيجوز أن يكون الوعد بالاستغفار ، والوفاء به قبل ورود السمع بناء على قضية العقل ، والذي يدل على صحته الزمخشري إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك ) فلو كان شارطا للإيمان لم يكن مستنكرا ومستثنى عما وجبت فيه . وقول من قال إنما استغفر له لأنه وعده أن يؤمن مستدلا بقوله ( قوله تعالى ( إلا عن موعدة وعدها إياه ) فجعل الواعد آزر والموعود إبراهيم - عليه السلام - ليس بجيد لاعتقابه في هذه الآية الوعد بالاستغفار بعد ذلك القول الجافي من قوله ( لئن لم تنته ) الآية . فكيف يكون وعده بالإيمان ؟ ولأن الواعد هو إبراهيم ويدل عليه قراءة ( وعدها إياه ) . حماد الراوية
والحفي المكرم المحتفل الكثير البر والألطاف ، وتقدم شرحه لغة في قوله ( كأنك حفي عنها ) . وقال : رحيما . وقال ابن عباس الكلبي : حليما . وقال القتبي : بارا . وقال : حفيك من يهمه أمرك ، ولما كان في قوله ( السدي لأرجمنك ) فظاظة وقساوة قلب قابله بالدعاء له بالسلام والأمن ، ووعده بالاستغفار قضاء لحق الأبوة ، وإن كان قد صدر منه إغلاظ . ولما أمره بهجره الزمان الطويل أخبره بأنه يتمثل أمره ويعتزله وقومه ومعبوداتهم ، فهاجر إلى الشام قيل أو إلى حران وكانوا بأرض كوثاء ، وفي هجرته هذه تزوج سارة ولقي الجبار الذي أخدم سارة هاجر ، والأظهر أن قوله ( وأدعو ربي ) معناه وأعبد ربي كما جاء في الحديث : " " لقوله ( الدعاء العبادة فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله ) ويجوز أن يراد الدعاء الذي حكاه الله في سورة الشعراء ( رب هب لي حكما ) إلى آخره ، وعرض بشقاوتهم بدعاء آلهتهم في قوله ( عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا ) مع التواضع لله في كلمة ( عسى ) وما فيه من هضم النفس . وفي ( عسى ) ترج في ضمنه خوف شديد ، ولما فارق الكفار وأرضهم أبدله منهم أولادا أنبياء ، والأرض المقدسة فكان فيها ، ويتردد إلى مكة فولد له إسحاق وابنه يعقوب تسلية له وشدا لعضده ، وإسحاق أصغر من إسماعيل ، ولما حملت هاجر بإسماعيل غارت سارة ثم حملت بإسحاق .
وقوله ( من رحمتنا ) قال الحسن : هي النبوة . وقال الكلبي : المال والولد ، والأحسن أن يكون الخير الديني والدنيوي من العلم والمنزلة والشرف في الدنيا والنعيم في الآخرة . ولسان الصدق : الثناء الحسن الباقي عليهم آخر الأبد قاله ، وعبر باللسان كما عبر باليد عما يطلق باليد وهي العطية . واللسان في كلام العرب : الرسالة الرائعة كانت في خير أو شر . قال الشاعر : ابن عباس
إني أتتني لسان لا أسر بها
وقال آخر :
ندمت على لسان كان مني
ولسان العرب لغتهم وكلامهم . استجاب الله دعوته ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) ، فصيره قدوة حتى عظمه أهل الأديان كلهم وادعوه . وقال تعالى ( ملة أبيكم إبراهيم ) و ( ملة إبراهيم حنيفا ) ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا ) وأعطى ذلك ذريته فأعلى ذكرهم وأثنى عليهم ، كما أعلى ذكرهم وأثنى عليهم كما أعلى ذكره وأثنى عليه .