وقال القاضي : لا يجوز لأحدنا اليوم أن يخبر بذلك عنه عليه [ ص: 286 ] السلام إلا إذا ذكرناه في أثناء قوله تعالى أو قول نبيه عليه السلام ، فإما أن يبتدئ ذلك من قبل نفسه فليس بجائز لنا في آبائنا الأدنين إلينا المماثلين لنا ، فكيف ففي أبينا الأقدم الأعظم الأكرم النبي المقدم الذي اجتباه الله وتاب عليه وغفر له . قال أبو بكر بن العربي القرطبي : وإذا كان هذا في المخلوق لا يجوز أولى بالمنع ، وأنه لا يجوز الابتداء بشيء من ذلك إلا في أثناء قراءة كتابه أو سنة رسوله عليه السلام ، ولهذا قال الإمام والإخبار عن صفات الله كاليد والرجل والأصبع والجنب والنزول إلى غير ذلك : من وصف شيئا من ذات الله مثل قوله تعالى : ( مالك بن أنس وقالت اليهود يد الله مغلولة ) فأشار بيده إلى عنقه قطعت يده وكذلك في السمع والبصر يقطع ذلك منه لأنه شبه الله سبحانه بنفسه .