(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=26قال رب انصرني بما كذبون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين ) .
[ ص: 402 ] لما ذكر أولا بدء الإنسان وتطوره في تلك الأطوار ، وما امتن به عليه مما جعله تعالى سببا لحياتهم ، وإدراك مقاصدهم ، ذكر أمثالا لكفار
قريش من الأمم السابقة المنكرة لإرسال الله رسلا المكذبة بما جاءتهم به الأنبياء عن الله ، فابتدأ قصة
نوح ; لأنه أبو البشر الثاني ، كما ذكر أولا
آدم في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12من سلالة من طين ) ، ولقصته أيضا مناسبة بما قبلها إذ قبلها (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=22وعلى الفلك تحملون ) فذكر قصة من صنع الفلك أولا ، وأنه كان سبب نجاة من آمن ، وهلك من لم يكن في الفلك من نعمة الله ، كل هذه القصص يحذر بها
قريشا نقم الله ويذكرهم نعمه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23ما لكم من إله غيره ) جملة مستأنفة منبهة على أن يفرد بالعبادة من كان منفردا بالإلهية فكأنها تعليل لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23اعبدوا الله ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23أفلا تتقون ) أي أفلا تخافون عقوبته إذا عبدتم غيره . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24فقال الملأ ) أي كبراء الناس وعظماؤهم ، وهم الذين هم أعصى الناس وأبعدهم لقبول الخير . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24ما هذا إلا بشر مثلكم ) أي مساويكم في البشرية . " فأنى تؤفكون " له اختصاص بالرسالة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24يريد أن يتفضل عليكم ) أي يطلب الفضل عليكم ويرأسكم كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78وتكون لكما الكبرياء في الأرض ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24ولو شاء الله لأنزل ملائكة ) ، هذا يدل على أنهم كانوا مقرين بالملائكة وهذه شنشنة
قريش ودأبها في استبعاد إرسال الله البشر ، والإشارة في هذا تحتمل أن تكون
لنوح - عليه السلام - وأن تكون إلى ما كلمهم به من الأمر بعبادة الله ورفض أصنامهم ، وأن يكون إلى ما أتى به من أنه رسول الله وهو بشر ، وأعجب بضلال هؤلاء استبعدوا رسالة البشر واعتقدوا إلهية الحجر . وقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24ما سمعنا بهذا ) ، الظاهر أنهم كانوا مباهتين وإلا فنبوة
إدريس و
آدم لم تكن المدة بينها وبينهم متطاولة بحيث تنسى فدافعوا الحق بما أمكنهم دفاعه ، ولهذا قالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25إن هو إلا رجل به جنة ) ، ومعلوم عندهم أنه ليس بمجنون . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25فتربصوا به ) أي انتظروا حاله حتى يجلى أمره وعاقبة خبره .
فدعا ربه تعالى بأن ينصره ويظفره بهم بسبب ما كذبوه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : بدل ما كذبون كما تقول : هذا بذاك أي بدل ذاك ومكانه ، والمعنى أبدلني من غم تكذيبهم سلوة النصر عليهم ، أو انصرني بإنجاز ما وعدتهم من العذاب ، وهو ما كذبوه فيه حين قال لهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) ، انتهى .
وقرأ
أبو جعفر وابن محيصن : ( nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=26قال رب ) بضم الباء ، وتقدم توجيهه في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=112قال رب احكم ) بضم الباء ، وتقدم الكلام على أكثر تفسير ألفاظ هذه الآية في سورة
هود ، ونهاه تعالى أن يخاطبه في قومه بدعاء نجاة أو غيره وبين علة النهي بأنه تعالى قد حكم عليهم بالإغراق ، وأمره تعالى بأن يحمده على نجاته وهلاكهم ، وكان الأمر له وحده وإن كان الشرط قد شمله ومن معه ; لأنه نبيهم وإمامهم وهم متبعوه في ذلك إذ هو قدوتهم . قال مع ما فيه من الإشعار بفضل النبوة وإظهار كبرياء الربوبية وأن رتبة تلك المخاطبة لا يترقى إليها إلا ملك أو نبي ، انتهى .
ثم أمره أن يدعوه بأنه ينزله (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29منزلا مباركا ) ، قيل : وقال ذلك عند الركوب في السفينة . وقيل : عند الخروج منها . وقرأ الجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29منزلا ) بضم الميم وفتح الزاي فجاز أن يكون مصدرا ومكانا أي إنزالا أو موضع إنزال . وقرأ
أبو بكر والمفضل وأبو حيوة nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة وأبان : بفتح الميم وكسر الزاي ، أي مكان نزول . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30إن في ذلك ) خطاب للرسول - عليه الصلاة والسلام - أي : إن في ما جرى على هذه - أمة
نوح - لدلائل وعبرا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30وإن كنا لمبتلين ) أي لمصيبين قوم نوح ببلاء عظيم ، أو لمختبرين بهذه الآيات عبادنا ليعتبروا ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=15ولقد تركناها آية فهل من مدكر ) .
[ ص: 403 ]
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=26قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30إِنَّ فِي ذَلِكَ لِآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ) .
[ ص: 402 ] لَمَّا ذَكَرَ أَوَّلًا بَدْءَ الْإِنْسَانِ وَتَطَوُّرَهُ فِي تِلْكَ الْأَطْوَارِ ، وَمَا امْتَنَّ بِهِ عَلَيْهِ مِمَّا جَعَلَهُ تَعَالَى سَبَبًا لِحَيَاتِهِمْ ، وَإِدْرَاكِ مَقَاصِدِهِمْ ، ذَكَرَ أَمْثَالًا لِكُفَّارِ
قُرَيْشٍ مِنَ الْأُمَمِ السَّابِقَةِ الْمُنْكِرَةِ لِإِرْسَالِ اللَّهِ رُسُلًا الْمُكَذِّبَةِ بِمَا جَاءَتْهُمْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ عَنِ اللَّهِ ، فَابْتَدَأَ قِصَّةَ
نُوحٍ ; لِأَنَّهُ أَبُو الْبَشَرِ الثَّانِي ، كَمَا ذَكَرَ أَوَّلًا
آدَمَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ) ، وَلِقِصَّتِهِ أَيْضًا مُنَاسَبَةٌ بِمَا قَبْلَهَا إِذْ قَبْلَهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=22وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ) فَذَكَرَ قِصَّةَ مَنْ صَنَعَ الْفُلْكَ أَوَّلًا ، وَأَنَّهُ كَانَ سَبَبَ نَجَاةِ مَنْ آمَنَ ، وَهَلَكَ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْفُلْكِ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ ، كُلُّ هَذِهِ الْقِصَصِ يُحَذِّرُ بِهَا
قُرَيْشًا نِقَمَ اللَّهِ وَيُذَكِّرُهُمْ نِعَمَهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ مُنَبِّهَةٌ عَلَى أَنْ يُفْرَدَ بِالْعِبَادَةِ مَنْ كَانَ مُنْفَرِدًا بِالْإِلَهِيَّةِ فَكَأَنَّهَا تَعْلِيلٌ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23اعْبُدُوا اللَّهَ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23أَفَلَا تَتَّقُونَ ) أَيْ أَفَلَا تَخَافُونَ عُقُوبَتَهُ إِذَا عَبَدْتُمْ غَيْرَهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24فَقَالَ الْمَلَأُ ) أَيْ كُبَرَاءُ النَّاسِ وَعُظَمَاؤُهُمْ ، وَهُمُ الَّذِينَ هُمْ أَعْصَى النَّاسِ وَأَبْعَدُهُمْ لِقَبُولِ الْخَيْرِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) أَيْ مُسَاوِيكُمْ فِي الْبَشَرِيَّةِ . " فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ " لَهُ اخْتِصَاصٌ بِالرِّسَالَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ) أَيْ يَطْلُبَ الْفَضْلَ عَلَيْكُمْ وَيَرْأَسَكُمْ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً ) ، هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا مُقِرِّينَ بِالْمَلَائِكَةِ وَهَذِهِ شِنْشِنَةُ
قُرَيْشٍ وَدَأْبُهَا فِي اسْتِبْعَادِ إِرْسَالِ اللَّهِ الْبَشَرَ ، وَالْإِشَارَةُ فِي هَذَا تَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ
لِنُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَأَنْ تَكُونَ إِلَى مَا كَلَّمَهُمْ بِهِ مِنَ الْأَمْرِ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَرَفْضِ أَصْنَامِهِمْ ، وَأَنْ يَكُونَ إِلَى مَا أَتَى بِهِ مِنْ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ بَشَرٌ ، وَأَعْجِبْ بِضَلَالِ هَؤُلَاءِ اسْتَبْعَدُوا رِسَالَةَ الْبَشَرِ وَاعْتَقَدُوا إِلَهِيَّةَ الْحَجَرِ . وَقَوْلُهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24مَا سَمِعْنَا بِهَذَا ) ، الظَّاهِرُ أَنَّهُمْ كَانُوا مُبَاهِتِينَ وَإِلَّا فَنُبُوَّةُ
إِدْرِيسَ وَ
آدَمَ لَمْ تَكُنِ الْمُدَّةُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُمْ مُتَطَاوِلَةً بِحَيْثُ تُنْسَى فَدَافَعُوا الْحَقَّ بِمَا أَمْكَنَهُمْ دِفَاعُهُ ، وَلِهَذَا قَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ ) ، وَمَعْلُومٌ عِنْدَهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25فَتَرَبَّصُوا بِهِ ) أَيِ انْتَظِرُوا حَالَهُ حَتَّى يُجَلَّى أَمْرُهُ وَعَاقِبَةُ خَبَرِهِ .
فَدَعَا رَبَّهُ تَعَالَى بِأَنْ يَنْصُرَهُ وَيُظْفِرَهُ بِهِمْ بِسَبَبِ مَا كَذَّبُوهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : بَدَلَ مَا كَذَّبُونِ كَمَا تَقُولُ : هَذَا بِذَاكَ أَيْ بَدَلُ ذَاكَ وَمَكَانُهُ ، وَالْمَعْنَى أَبْدِلْنِي مِنْ غَمِّ تَكْذِيبِهِمْ سَلْوَةَ النَّصْرِ عَلَيْهِمْ ، أَوِ انْصُرْنِي بِإِنْجَازِ مَا وَعَدْتَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ ، وَهُوَ مَا كَذَّبُوهُ فِيهِ حِينَ قَالَ لَهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) ، انْتَهَى .
وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=26قَالَ رَبِّ ) بِضَمِّ الْبَاءِ ، وَتَقَدَّمَ تَوْجِيهُهُ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=112قَالَ رَبُّ احْكُمْ ) بِضَمِّ الْبَاءِ ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى أَكْثَرِ تَفْسِيرِ أَلْفَاظِ هَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ
هُودٍ ، وَنَهَاهُ تَعَالَى أَنْ يُخَاطِبَهُ فِي قَوْمِهِ بِدُعَاءِ نَجَاةٍ أَوْ غَيْرِهِ وَبَيَّنَ عِلَّةَ النَّهْيِ بِأَنَّهُ تَعَالَى قَدْ حَكَمَ عَلَيْهِمْ بِالْإِغْرَاقِ ، وَأَمَرَهُ تَعَالَى بِأَنْ يَحْمَدَهُ عَلَى نَجَاتِهِ وَهَلَاكِهِمْ ، وَكَانَ الْأَمْرُ لَهُ وَحْدَهُ وَإِنْ كَانَ الشَّرْطُ قَدْ شَمَلَهُ وَمَنْ مَعَهُ ; لِأَنَّهُ نَبِيُّهُمْ وَإِمَامُهُمْ وَهُمْ مُتَّبِعُوهُ فِي ذَلِكَ إِذْ هُوَ قُدْوَتُهُمْ . قَالَ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْإِشْعَارِ بِفَضْلِ النُّبُوَّةِ وَإِظْهَارِ كِبْرِيَاءِ الرُّبُوبِيَّةِ وَأَنَّ رُتْبَةَ تِلْكَ الْمُخَاطَبَةِ لَا يَتَرَقَّى إِلَيْهَا إِلَّا مَلَكٌ أَوْ نَبِيٌّ ، انْتَهَى .
ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَهُ بِأَنَّهُ يُنْزِلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29مُنْزَلًا مُبَارَكًا ) ، قِيلَ : وَقَالَ ذَلِكَ عِنْدَ الرُّكُوبِ فِي السَّفِينَةِ . وَقِيلَ : عِنْدَ الْخُرُوجِ مِنْهَا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29مُنْزَلًا ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الزَّايِ فَجَازَ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا وَمَكَانًا أَيْ إِنْزَالًا أَوْ مَوْضِعَ إِنْزَالٍ . وَقَرَأَ
أَبُو بَكْرٍ وَالْمُفَضَّلُ وَأَبُو حَيْوَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَأَبَّانُ : بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الزَّايِ ، أَيْ مَكَانَ نُزُولٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30إِنَّ فِي ذَلِكَ ) خِطَابٌ لِلرَّسُولِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَيْ : إِنَّ فِي مَا جَرَى عَلَى هَذِهِ - أُمَّةِ
نُوحٍ - لِدَلَائِلَ وَعِبَرًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ) أَيْ لَمُصِيبِينَ قَوْمَ نُوحٍ بِبَلَاءٍ عَظِيمٍ ، أَوْ لَمُخْتَبِرِينَ بِهَذِهِ الْآيَاتِ عِبَادَنَا لِيَعْتَبِرُوا ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=15وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) .
[ ص: 403 ]