(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=93قل رب إما تريني ما يوعدون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=94رب فلا تجعلني في القوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=95وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=96ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=97وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=98وأعوذ بك رب أن يحضرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=101فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=102فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=104تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ) .
لما ذكر ما كان عليه الكفار
[ ص: 420 ] من ادعاء الولد والشريك له ، وكان تعالى قد أعلم نبيه أنه ينتقم منهم ، ولم يبين إذ ذاك في حياته أم بعد موته ، أمره بأنه يدعو بهذا الدعاء ; أي : إن ترني ما تعدهم واقعا بهم في الدنيا أو في الآخرة فلا تجعلني معهم ، ومعلوم أنه - عليه السلام - معصوم مما يكون سببا لجعله معهم ، ولكنه أمره أن يدعو بذلك إظهارا للعبودية وتواضعا لله ،
nindex.php?page=treesubj&link=31009واستغفار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من مجلسه سبعين مرة من هذا القبيل . وقال
أبو بكر : وليتكم ولست بخيركم . قال
الحسن : كان يعلم أنه خيرهم ولكن المؤمن يهضم نفسه .
وجاء الدعاء بلفظ الرب قبل الشرط وقبل الجزاء ; مبالغة في الابتهال إلى الله تعالى والتضرع ، ولأن الرب هو المالك الناظر في مصالح العبد . وقرأ
الضحاك nindex.php?page=showalam&ids=12107وأبو عمران الجوني " ترئني " بالهمز بدل الياء ، وهذا كما قرئ " فإما ترئن " ، " ولترؤن " بالهمز ، وهو إبدال ضعيف ، ثم أخبر تعالى أنه قادر على تعجيل العذاب لهم كما كانوا يطلبون ذلك وذلك في حياته - عليه الصلاة والسلام - ، ولكن تأخيره لأجل يستوفون ، والجمهور على أن هذا العذاب في الدنيا . فقيل : يوم
بدر . وقيل : فتح
مكة . وقيل : هو عذاب الآخرة .
ثم أمره تعالى بحسن الأخلاق و (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53التي هي أحسن ) شهادة أن لا إله إلا الله ، و ( السيئة ) الشرك . وقال
الحسن : الصفح والإغضاء . وقال عطاء والضحاك : السلام إذا أفحشوا . وحكى الماوردي : ( ادفع ) بالموعظة المنكر ، والأجود العموم في الحسنى وفيما يسوء . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53التي هي أحسن ) أبلغ من الحسنة ; للمبالغة الدال عليها أفعل التفضيل ، وجاء في صلة التي ليدل على معرفة السامع بالحالة التي هي أحسن . قيل : وهذه الآية منسوخة بآية السيف . وقيل : هي محكمة ; لأن المداراة محثوث عليها ما لم يؤد إلى ثلم دين وإزراء بمروءة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=96نحن أعلم بما يصفون ) يقتصي أنها آية موادعة ، والمعنى بما يذكرون ويصفونك به مما أنت بخلافه .
ثم أمره تعالى أن يستعيذ من نخسات الشياطين ، والهمز من الشيطان عبارة عن حثه على العصيان والإغراء به ، كما يهمز الرائض الدابة لتسرع ، ثم أمره أن يستعيذ بسورة الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه . وقال ابن زيد : همز الشيطان الجنون ، والظاهر أنه أمر بالاستعاذة من حضور الشياطين في كل وقت . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عند تلاوة القرآن .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99حتى إذا جاء أحدهم الموت ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ( حتى ) يتعلق بيصفون أي لا يزالون على سوء الذكر إلى هذا الوقت ، والآية فاصلة بينهما على وجه الاعتراض والتأكيد للإغضاء عنهم ، مستعينا بالله على الشيطان أن يستنزله عن الحلم ويغريه على الانتصار منهم ، أو على قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=90وإنهم لكاذبون ) ، انتهى . وقال
ابن عطية : ( حتى ) في هذا الموضع حرف ابتداء ، ويحتمل أن تكون غاية مجردة بتقدير كلام محذوف ، والأول أبين ; لأن ما بعدها هو المعني به المقصود ذكره ، انتهى . فتوهم
ابن عطية أن حتى إذا كانت حرف ابتداء لا تكون غاية ، وهي إذا كانت حرف ابتداء لا تفارقها الغاية ولم يبين الكلام المحذوف المقدر . وقال أبو البقاء : ( حتى ) غاية في معنى العطف ، والذي يظهر لي أن قبلها جملة
[ ص: 421 ] محذوفة تكون حتى غاية لها يدل عليها ما قبلها ، التقدير : فلا أكون كالكفار الذين تهمزهم الشياطين ويحضرونهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99حتى إذا جاء أحدهم الموت ) ، ونظير حذف هذه الجملة قول الشاعر :
فيا عجبا حتى كليب تسبني
أي يسبني الناس حتى كليب ، فدل ما بعد حتى على الجملة المحذوفة ، وفي الآية دل ما قبلها عليها . وقال القشيري : احتج تعالى عليهم وذكرهم قدرته ، ثم قال : مصرون على الإنكار (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18حتى إذا حضر أحدهم الموت ) تيقن ضلالته وعاين الملائكة ندم ولا ينفعه الندم ، انتهى . وجمع الضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99ارجعون ) إما مخاطبة له تعالى مخاطبة الجمع ; تعظيما ، كما أخبر عن نفسه بنون الجماعة في غير موضع . وقال الشاعر :
فإن شئت حرمت النساء سواكم
وقال آخر :
ألا فارحموني يا إله محمد
وإما استغاث أولا بربه وخاطب ملائكة العذاب ، وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج . والظاهر أن الضمير في ( أحدهم ) راجع إلى الكفار ، ومساق الآيات إلى آخرها يدل على ذلك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : من لم يزك ولم يحج سأل الرجعة . فقيل له ذلك للكفار فقرأ مستدلا لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10وأنفقوا مما رزقناكم ) آية سورة المنافقين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : هو مانع الزكاة ، وجاء الموت أي حضر وعاينه الإنسان ، فحينئذ يسأل الرجعة إلى الدنيا ، وفي الحديث : "
إذا عاين المؤمن الموت قالت له الملائكة : نرجعك ؟ فيقول إلى دار الهموم والأحران بل قدما إلى الله ، وأما الكافر فيقول : " ارجعون لعلي أعمل صالحا " .
ومعنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100فيما تركت ) : في الإيمان الذي تركته ، والمعنى لعلي آتي بما تركته من الإيمان وأعمل فيه صالحا كما تقول : لعلي أبني على أس ، يريد أؤسس أسا وأبني عليه . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100فيما تركت ) من المال على ما فسره
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ( كلا ) كلمة ردع عن طلب الرجعة وإنكار واستبعاد . فقيل : هي من قول الله لهم . وقيل : من قول من عاين الموت يقول ذلك لنفسه على سبيل التحسر والندم ، ومعنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100هو قائلها ) : لا يسكت عنها ولا ينزع لاستيلاء الحسرة عليه ، أو لا يجد لها جدوى ولا يجاب لما سأل ولا يغاث (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100ومن ورائهم ) أي الكفار ( برزخ ) حاجز بينهم وبين الرجعة إلى وقت البعث . وفي هذه الجملة إقناط كلي أن لا رجوع إلى الدنيا ، وإنما الرجوع إلى الآخرة ، استعير البرزخ للمدة التي بين موت الإنسان وبعثه .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والحسن وابن عياض : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=101في الصور ) بفتح الواو ، جمع صورة ، وأبو رزين بكسر الصاد وفتح الواو ، وكذا ( فأحسن صوركم ) وجمع فعلة بضم الفاء على فعل بكسر الفاء ، شاذ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=101فلا أنساب ) نفي عام ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : عند النفخة الأولى يموت الناس ، فلا يكون بينهم نسب في ذلك الوقت وهم أموات ، وهذا القول يزيل هول الحشر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وغيره : عند قيام الناس من القبور ، فلهول المطلع اشتغل كل امرئ بنفسه فانقطعت الوسائل وارتفع التفاخر والتعاون بالأنساب . وعن
قتادة : ليس أحد أبغض إلى الإنسان في ذلك اليوم ممن يعرف ; لأنه يخاف أن يكون له عنده مظلمة ، وفي ذلك اليوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=101فلا أنساب ) أي لا تواصل بينهم حين افتراقهم إلى ما أعد لهم من ثواب وعقاب ، وإنما التواصل بالأعمال .
وقرأ
عبد الله " ولا يساءلون " بتشديد السين أدغم التاء في السين ; إذ أصله : ( يتساءلون ) ولا تعارض بين انتفاء التساؤل هنا وبين إثباته في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=27وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) ; لأن يوم القيامة مواطن ومواقف ، ويمكن أن يكون انتفاء التساؤل عند النفخة الأولى ، وأما في الثانية فيقع التساؤل .
وتقدم الكلام في الموازين وثقلها وخفتها في أوائل الأعراف . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103في جهنم خالدون ) بدل من خسروا أنفسهم ولا محل للبدل والمبدل منه ; لأن الصلة لا محل لها ، أو خبر بعد خبر لأولئك ، أو خبر مبتدأ محذوف ، انتهى . جعل ( في جهنم ) بدلا من ( خسروا ) ، وهذا بدل غريب ، وحقيقته أن
[ ص: 422 ] يكون البدل الفعل الذي يتعلق به ( في جهنم ) أي استقروا في جهنم ، وكأنه من بدل الشيء من الشيء ، وهما لمسمى واحد على سبيل المجاز ; لأن من خسر نفسه استقر في جهنم . وأجاز أبو البقاء أن يكون ( الذين ) نعتا لأولئك ، وخبر ( أولئك ) ( في جهنم ) ، والظاهر أن يكون خبرا لأولئك لا نعتا .
وخص الوجه باللفح ; لأنه أشرف ما في الإنسان ، والإنسان أحفظ له من الآفات من غيره من الأعضاء ، فإذا لفح الأشرف فما دونه ملفوح . ولما ذكر إصابة النار للوجه ذكر الكلوح المختص ببعض أعضاء الوجه ، وفي الترمذي تتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه ، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته ، قال هذا حديث حسن صحيح . وقرأ
أبو حيوة وأبو بحرية وابن أبي عبلة " كلحون " بغير ألف .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=93قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=94رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=95وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=96ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=97وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=98وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=101فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=102فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=104تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ) .
لَمَّا ذَكَرَ مَا كَانَ عَلَيْهِ الْكُفَّارُ
[ ص: 420 ] مِنِ ادِّعَاءِ الْوَلَدِ وَالشَّرِيكِ لَهُ ، وَكَانَ تَعَالَى قَدْ أَعْلَمَ نَبِيَّهُ أَنَّهُ يَنْتَقِمُ مِنْهُمْ ، وَلَمْ يُبَيِّنْ إِذْ ذَاكَ فِي حَيَاتِهِ أَمْ بَعْدَ مَوْتِهِ ، أَمَرَهُ بِأَنَّهُ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ ; أَيْ : إِنْ تُرِنِي مَا تَعِدُهُمْ وَاقِعًا بِهِمْ فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي الْآخِرَةِ فَلَا تَجْعَلْنِي مَعَهُمْ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مَعْصُومٌ مِمَّا يَكُونُ سَبَبًا لِجَعْلِهِ مَعَهُمْ ، وَلَكِنَّهُ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِذَلِكَ إِظْهَارًا لِلْعُبُودِيَّةِ وَتَوَاضُعًا لِلَّهِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=31009وَاسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ سَبْعِينَ مَرَّةً مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ . وَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ : وُلِّيتُكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ . قَالَ
الْحَسَنُ : كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُ خَيْرُهُمْ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ يَهْضِمُ نَفْسَهُ .
وَجَاءَ الدُّعَاءُ بِلَفْظِ الرَّبِّ قَبْلَ الشَّرْطِ وَقَبْلَ الْجَزَاءِ ; مُبَالَغَةً فِي الِابْتِهَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَالتَّضَرُّعِ ، وَلِأَنَّ الرَّبَّ هُوَ الْمَالِكُ النَّاظِرُ فِي مَصَالِحِ الْعَبْدِ . وَقَرَأَ
الضَّحَّاكُ nindex.php?page=showalam&ids=12107وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ " تُرِئَنِّي " بِالْهَمْزِ بَدَلَ الْيَاءِ ، وَهَذَا كَمَا قُرِئَ " فَإِمَّا تَرَئِنَّ " ، " وَلَتَرَؤُنَّ " بِالْهَمْزِ ، وَهُوَ إِبْدَالٌ ضَعِيفٌ ، ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى تَعْجِيلِ الْعَذَابِ لَهُمْ كَمَا كَانُوا يَطْلُبُونَ ذَلِكَ وَذَلِكَ فِي حَيَاتِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - ، وَلَكِنَّ تَأْخِيرَهُ لِأَجْلِ يَسْتَوْفُونَ ، وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّ هَذَا الْعَذَابَ فِي الدُّنْيَا . فَقِيلَ : يَوْمُ
بَدْرٍ . وَقِيلَ : فَتْحُ
مَكَّةَ . وَقِيلَ : هُوَ عَذَابُ الْآخِرَةِ .
ثُمَّ أَمَرَهُ تَعَالَى بِحُسْنِ الْأَخْلَاقِ وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَ ( السَّيِّئَةُ ) الشِّرْكُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : الصَّفْحُ وَالْإِغْضَاءُ . وَقَالَ عَطَاءٌ وَالضِّحَاكُ : السَّلَامُ إِذَا أَفْحَشُوا . وَحَكَى الْمَاوَرْدِيُّ : ( ادْفَعْ ) بِالْمَوْعِظَةِ الْمُنْكَرَ ، وَالْأَجْوَدُ الْعُمُومُ فِي الْحُسْنَى وَفِيمَا يَسُوءُ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) أَبْلَغُ مِنَ الْحَسَنَةِ ; لِلْمُبَالَغَةِ الدَّالِّ عَلَيْهَا أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ ، وَجَاءَ فِي صِلَةِ الَّتِي لِيَدُلَّ عَلَى مَعْرِفَةِ السَّامِعِ بِالْحَالَةِ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ . قِيلَ : وَهَذِهِ الْآيَةُ مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ السَّيْفِ . وَقِيلَ : هِيَ مُحْكَمَةٌ ; لِأَنَّ الْمُدَارَاةَ مَحْثُوثٌ عَلَيْهَا مَا لَمْ يُؤَدِّ إِلَى ثَلْمِ دِينٍ وَإِزْرَاءٍ بِمُرُوءَةٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=96نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ) يَقْتَصِي أَنَّهَا آيَةُ مُوَادَعَةٍ ، وَالْمَعْنَى بِمَا يَذْكُرُونَ وَيَصِفُونَكَ بِهِ مِمَّا أَنْتَ بِخِلَافِهِ .
ثُمَّ أَمَرَهُ تَعَالَى أَنْ يَسْتَعِيذَ مِنْ نَخَسَاتِ الشَّيَاطِينِ ، وَالْهَمْزُ مِنَ الشَّيْطَانِ عِبَارَةٌ عَنْ حَثِّهِ عَلَى الْعِصْيَانِ وَالْإِغْرَاءِ بِهِ ، كَمَا يَهْمِزُ الرَّائِضُ الدَّابَّةَ لِتُسْرِعَ ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَسْتَعِيذَ بِسَوْرَةِ الْغَضَبِ الَّتِي لَا يَمْلِكُ الْإِنْسَانُ فِيهَا نَفْسَهُ . وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ : هَمْزُ الشَّيْطَانِ الْجُنُونُ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَمَرَ بِالِاسْتِعَاذَةِ مِنْ حُضُورِ الشَّيَاطِينِ فِي كُلِّ وَقْتٍ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ( حَتَّى ) يَتَعَلَّقُ بِيَصِفُونَ أَيْ لَا يَزَالُونَ عَلَى سُوءِ الذِّكْرِ إِلَى هَذَا الْوَقْتِ ، وَالْآيَةُ فَاصِلَةٌ بَيْنَهُمَا عَلَى وَجْهِ الِاعْتِرَاضِ وَالتَّأْكِيدِ لِلْإِغْضَاءِ عَنْهُمْ ، مُسْتَعِينًا بِاللَّهِ عَلَى الشَّيْطَانِ أَنْ يَسْتَنْزِلَهُ عَنِ الْحِلْمِ وَيُغْرِيَهُ عَلَى الِانْتِصَارِ مِنْهُمْ ، أَوْ عَلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=90وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) ، انْتَهَى . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : ( حَتَّى ) فِي هَذَا الْمَوْضِعِ حَرْفُ ابْتِدَاءٍ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ غَايَةً مُجَرَّدَةً بِتَقْدِيرِ كَلَامٍ مَحْذُوفٍ ، وَالْأَوَّلُ أَبْيَنُ ; لِأَنَّ مَا بَعْدَهَا هُوَ الْمَعْنِيُّ بِهِ الْمَقْصُودُ ذِكْرُهُ ، انْتَهَى . فَتَوَهَّمَ
ابْنُ عَطِيَّةَ أَنَّ حَتَّى إِذَا كَانَتْ حَرْفَ ابْتِدَاءٍ لَا تَكُونُ غَايَةً ، وَهِيَ إِذَا كَانَتْ حَرْفَ ابْتِدَاءٍ لَا تُفَارِقُهَا الْغَايَةُ وَلَمْ يُبَيِّنِ الْكَلَامَ الْمَحْذُوفَ الْمُقَدَّرَ . وَقَالَ أَبُو الْبَقَاءِ : ( حَتَّى ) غَايَةٌ فِي مَعْنَى الْعَطْفِ ، وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّ قَبْلَهَا جُمْلَةً
[ ص: 421 ] مَحْذُوفَةً تَكُونُ حَتَّى غَايَةً لَهَا يَدُلُّ عَلَيْهَا مَا قَبْلَهَا ، التَّقْدِيرُ : فَلَا أَكُونُ كَالْكُفَّارِ الَّذِينَ تَهْمِزُهُمُ الشَّيَاطِينُ وَيَحْضُرُونَهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ ) ، وَنَظِيرُ حَذْفِ هَذِهِ الْجُمْلَةِ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
فَيَا عَجَبًا حَتَّى كُلَيْبٌ تَسُبُّنِي
أَيْ يَسُبُّنِي النَّاسُ حَتَّى كُلَيْبٌ ، فَدَلَّ مَا بَعْدَ حَتَّى عَلَى الْجُمْلَةِ الْمَحْذُوفَةِ ، وَفِي الْآيَةِ دَلَّ مَا قَبْلَهَا عَلَيْهَا . وَقَالَ الْقُشَيْرِيُّ : احْتَجَّ تَعَالَى عَلَيْهِمْ وَذَكَّرَهُمْ قُدْرَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : مُصِرُّونَ عَلَى الْإِنْكَارِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ ) تَيَقَّنَ ضَلَالَتَهُ وَعَايَنَ الْمَلَائِكَةَ نَدِمَ وَلَا يَنْفَعُهُ النَّدَمُ ، انْتَهَى . وَجَمَعَ الضَّمِيرَ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99ارْجِعُونِ ) إِمَّا مُخَاطَبَةً لَهُ تَعَالَى مُخَاطَبَةَ الْجَمْعِ ; تَعْظِيمًا ، كَمَا أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ بِنُونِ الْجَمَاعَةِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ . وَقَالَ الشَّاعِرُ :
فَإِنْ شِئْتِ حَرَّمْتُ النِّسَاءَ سِوَاكُمُ
وَقَالَ آخَرُ :
أَلَا فَارْحَمُونِي يَا إِلَهَ مُحَمَّدٍ
وَإِمَّا اسْتَغَاثَ أَوَّلًا بِرَبِّهِ وَخَاطَبَ مَلَائِكَةَ الْعَذَابِ ، وَقَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي ( أَحَدَهُمُ ) رَاجِعٌ إِلَى الْكُفَّارِ ، وَمَسَاقُ الْآيَاتِ إِلَى آخِرِهَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : مَنْ لَمْ يُزَكِّ وَلَمْ يَحُجَّ سَأَلَ الرَّجْعَةَ . فَقِيلَ لَهُ ذَلِكَ لِلْكُفَّارِ فَقَرَأَ مُسْتَدِلًّا لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ ) آيَةَ سُورَةِ الْمُنَافِقِينَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13760الْأَوْزَاعِيُّ : هُوَ مَانِعُ الزَّكَاةِ ، وَجَاءَ الْمَوْتُ أَيْ حَضَرَ وَعَايَنَهُ الْإِنْسَانُ ، فَحِينَئِذٍ يَسْأَلُ الرَّجْعَةَ إِلَى الدُّنْيَا ، وَفِي الْحَدِيثِ : "
إِذَا عَايَنَ الْمُؤْمِنُ الْمَوْتَ قَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ : نُرْجِعُكَ ؟ فَيَقُولُ إِلَى دَارِ الْهُمُومِ وَالْأَحْرَانِ بَلْ قُدُمًا إِلَى اللَّهِ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَقُولُ : " ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا " .
وَمَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100فِيمَا تَرَكْتُ ) : فِي الْإِيمَانِ الَّذِي تَرَكْتُهُ ، وَالْمَعْنَى لَعَلِّي آتِي بِمَا تَرَكْتُهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَأَعْمَلُ فِيهِ صَالِحًا كَمَا تَقُولُ : لَعَلِّي أَبْنِي عَلَى أُسٍّ ، يُرِيدُ أُؤَسِّسُ أُسًّا وَأَبْنِي عَلَيْهِ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100فِيمَا تَرَكْتُ ) مِنَ الْمَالِ عَلَى مَا فَسَّرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : ( كَلَّا ) كَلِمَةُ رَدْعٍ عَنْ طَلَبِ الرَّجْعَةِ وَإِنْكَارٍ وَاسْتِبْعَادٍ . فَقِيلَ : هِيَ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ لَهُمْ . وَقِيلَ : مِنْ قَوْلِ مَنْ عَايَنَ الْمَوْتَ يَقُولُ ذَلِكَ لِنَفْسِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّحَسُّرِ وَالنَّدَمِ ، وَمَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100هُوَ قَائِلُهَا ) : لَا يَسْكُتُ عَنْهَا وَلَا يَنْزِعُ لِاسْتِيلَاءِ الْحَسْرَةِ عَلَيْهِ ، أَوْ لَا يَجِدُ لَهَا جَدْوَى وَلَا يُجَابُ لِمَا سَأَلَ وَلَا يُغَاثُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100وَمِنْ وَرَائِهِمْ ) أَيِ الْكُفَّارُ ( بَرْزَخٌ ) حَاجِزٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الرَّجْعَةِ إِلَى وَقْتِ الْبَعْثِ . وَفِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ إِقْنَاطٌ كُلِّيٌّ أَنْ لَا رُجُوعَ إِلَى الدُّنْيَا ، وَإِنَّمَا الرُّجُوعُ إِلَى الْآخِرَةِ ، اسْتُعِيرَ الْبَرْزَخُ لِلْمُدَّةِ الَّتِي بَيْنَ مَوْتِ الْإِنْسَانِ وَبَعْثِهِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنُ وَابْنُ عِيَاضٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=101فِي الصُّورِ ) بِفَتْحِ الْوَاوِ ، جَمْعُ صُورَةٍ ، وَأَبُو رَزِينٍ بِكَسْرِ الصَّادِ وَفَتْحِ الْوَاوِ ، وَكَذَا ( فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) وَجَمْعُ فُعْلَةَ بِضَمِّ الْفَاءِ عَلَى فِعَلٍ بِكَسْرِ الْفَاءِ ، شَاذٌّ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=101فَلَا أَنْسَابَ ) نَفْيٌ عَامٌّ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : عِنْدَ النَّفْخَةِ الْأُولَى يَمُوتُ النَّاسُ ، فَلَا يَكُونُ بَيْنَهُمْ نَسَبٌ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَهُمْ أَمْوَاتٌ ، وَهَذَا الْقَوْلُ يُزِيلُ هَوْلَ الْحَشْرِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ وَغَيْرُهُ : عِنْدَ قِيَامِ النَّاسِ مِنَ الْقُبُورِ ، فَلِهَوْلِ الْمَطْلَعِ اشْتَغَلَ كُلُّ امْرِئٍ بِنَفْسِهِ فَانْقَطَعَتِ الْوَسَائِلُ وَارْتَفَعَ التَّفَاخُرُ وَالتَّعَاوُنُ بِالْأَنْسَابِ . وَعَنْ
قَتَادَةَ : لَيْسَ أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَى الْإِنْسَانِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِمَّنْ يَعْرِفُ ; لِأَنَّهُ يَخَافُ أَنْ يَكُونَ لَهُ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ ، وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=101فَلَا أَنْسَابَ ) أَيْ لَا تَوَاصُلَ بَيْنَهُمْ حِينَ افْتِرَاقِهِمْ إِلَى مَا أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ ثَوَابٍ وَعِقَابٍ ، وَإِنَّمَا التَّوَاصُلُ بِالْأَعْمَالِ .
وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ " وَلَا يَسَّاءَلُونَ " بِتَشْدِيدِ السِّينِ أَدْغَمَ التَّاءَ فِي السِّينِ ; إِذْ أَصْلُهُ : ( يَتَسَاءَلُونَ ) وَلَا تَعَارُضَ بَيْنَ انْتِفَاءِ التَّسَاؤُلِ هُنَا وَبَيْنَ إِثْبَاتِهِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=27وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ) ; لِأَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَوَاطِنُ وَمَوَاقِفُ ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ انْتِفَاءُ التَّسَاؤُلِ عِنْدَ النَّفْخَةِ الْأُولَى ، وَأَمَّا فِي الثَّانِيَةِ فَيَقَعُ التَّسَاؤُلُ .
وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي الْمَوَازِينِ وَثِقَلِهَا وَخِفَّتِهَا فِي أَوَائِلِ الْأَعْرَافِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ) بَدَلٌ مِنْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَلَا مَحَلَّ لِلْبَدَلِ وَالْمُبْدَلِ مِنْهُ ; لِأَنَّ الصِّلَةَ لَا مَحَلَّ لَهَا ، أَوْ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ لِأُولَئِكَ ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، انْتَهَى . جَعَلَ ( فِي جَهَنَّمَ ) بَدَلًا مِنْ ( خَسِرُوا ) ، وَهَذَا بَدَلٌ غَرِيبٌ ، وَحَقِيقَتُهُ أَنْ
[ ص: 422 ] يَكُونَ الْبَدَلُ الْفِعْلَ الَّذِي يَتَعَلَّقُ بِهِ ( فِي جَهَنَّمَ ) أَيِ اسْتَقَرُّوا فِي جَهَنَّمَ ، وَكَأَنَّهُ مِنْ بَدَّلَ الشَّيْءَ مِنَ الشَّيْءِ ، وَهُمَا لِمُسَمًّى وَاحِدٍ عَلَى سَبِيلِ الْمَجَازِ ; لِأَنَّ مَنْ خَسِرَ نَفْسَهُ اسْتَقَرَّ فِي جَهَنَّمَ . وَأَجَازَ أَبُو الْبَقَاءِ أَنْ يَكُونَ ( الَّذِينَ ) نَعْتًا لِأُولَئِكَ ، وَخَبَرُ ( أُولَئِكَ ) ( فِي جَهَنَّمَ ) ، وَالظَّاهِرُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا لِأُولَئِكَ لَا نَعْتًا .
وَخَصَّ الْوَجْهَ بِاللَّفْحِ ; لِأَنَّهُ أَشْرَفُ مَا فِي الْإِنْسَانِ ، وَالْإِنْسَانُ أَحْفَظُ لَهُ مِنَ الْآفَاتِ مِنْ غَيْرِهِ مِنَ الْأَعْضَاءِ ، فَإِذَا لُفِحَ الْأَشْرَفُ فَمَا دُونَهُ مَلْفُوحٌ . وَلَمَّا ذَكَرَ إِصَابَةَ النَّارِ لِلْوَجْهِ ذَكَرَ الْكُلُوحَ الْمُخْتَصَّ بِبَعْضِ أَعْضَاءِ الْوَجْهِ ، وَفِي التِّرْمِذِيِّ تَتَقَلَّصُ شَفَتُهُ الْعُلْيَا حَتَّى تَبْلُغَ وَسَطَ رَأْسِهِ ، وَتَسْتَرْخِي شَفَتُهُ السُّفْلَى حَتَّى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ ، قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ وَأَبُو بَحْرِيَّةَ وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ " كَلِحُونَ " بِغَيْرِ أَلِفٍ .