(
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29003ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=24وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=25إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=26أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=28ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=29قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=30فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون ) .
لما قرر الأصول الثلاثة : الرسالة ، وبدء الخلق ، والمعاد ، عاد إلى الأصل الذي بدأ به ، وهو الرسالة التي ليست بدعا في الرسالة ، إذ قد سبق قبلك رسل . وذكر
موسى عليه السلام ، لقرب
[ ص: 205 ] زمانه ، وإلزاما لمن كان على دينه ; ولم يذكر
عيسى ; لأن معظم شريعته مستفاد من التوراة ، ولأن أتباع
موسى لا يوافقون على نبوته ، وأتباع
عيسى متفقون على نبوة
موسى .
و ( الكتاب ) التوراة . وقرأ
الحسن : " في مرية " ، بضم الميم ، والظاهر أن الضمير عائد على
موسى ، مضافا إليه على طريق المفعول ، والفاعل محذوف ضمير الرسول صلى الله عليه وسلم ، أي : من لقائك
موسى ، أي : في ليلة الإسراء ، أي : شاهدته حقيقة ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوتي التوراة ، وقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374789آدم طوال جعد ، كأنه من رجال شنوءة حين رآه ليلة الإسراء " ، قاله
أبو العالية وقتادة وجماعة من السلف . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : حين امتحن
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج بهذه المسألة . وقيل : عائد على الكتاب ، فإما مضاف إليه على طريق الفاعل والمفعول محذوف ، أي : من لقاء الكتاب
موسى ووصوله إليه ، وإما بالعكس ، أي : من لقاء
موسى الكتاب وتلقيه . وقيل : يعود على الكتاب على تقدير مضمر ، أي : من لقاء مثله ، أي : إنا آتيناك مثل ما آتينا
موسى ، ولقناك بمثل ما لقن من الوحي ، فلا تك في شك من أنك لقنت مثله ولقيت نظيره ، ونحوه من لقائه قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=6وإنك لتلقى القرآن ) . وقال
الحسن : يعود على ما تضمنه القول من الشدة والمحنة التي لقي
موسى ، وذلك أن إخباره بأنه آتى
موسى الكتاب كأنه قال : ولقد آتينا
موسى هذا العبء الذي أنت بسبيله ، فلا تمتر أنك تلقى ما لقي هو من المحنة بالناس . انتهى ، وهذا قول بعيد . وأبعد من هذا ، من جعله عائدا على ملك الموت الذي تقدم ذكره ، والجملة اعتراضية . وقيل : عائد على الرجوع إلى الآخرة ، وفي الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير : ( ثم إلى ربكم ترجعون ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=23فلا تكن في مرية من لقائه ) أي : من لقاء البعث ، وهذه أنقال كان ينبغي أن ينزه كتابنا عن نقلها ، ولكن نقلها المفسرون ، فاتبعناهم . والضمير في ( وجعلناه )
لموسى ، وهو قول
قتادة . وقيل : للكتاب ، جعله هاديا من الضلالة ; وخص
بني إسرائيل بالذكر ; لأنه لم يتعبد بما فيها ولد
إسماعيل . (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=24وجعلنا منهم ) أي : من
بني إسرائيل ( أئمة ) قادة يقتدى بهم . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=24لما صبروا ) بفتح اللام وشد الميم .
وعبد الله وطلحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
ورويس : بكسر اللام وتخفيف الميم . ( وكانوا ) يحتمل أن يكون معطوفا على ( صبروا ) فيكون داخلا في التعليق . ويحتمل أن يكون عطفا على (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=24وجعلنا منهم ) . وقرأ
عبد الله أيضا : " بما صبروا " ، بباء الجر ، والضمير في " منهم " ظاهره يعود على
بني إسرائيل . والفصل يوم القيامة يعم الخلق كلهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=26أولم يهد لهم ) تقدم الكلام على نحو هذه الآية إعرابا وقراءة وتفسيرا في طه ، إلا أن هنا : ( من قبلهم ) والقوم ( يسمعون ) وهناك : ( قبلهم ) و ( لأولي النهى ) . ويسمعون ، والنهى من الفواصل .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=29003أولم يروا أنا نسوق الماء ) أقام تعالى الحجة على الكفرة بالأمم السالفة الذين كفروا فأهلكوا ، ثم أقامها عليهم بإظهار قدرته وتنبيههم على البعث ، وتقدم تفسير (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27الجرز ) في الكهف ، وكل أرض جرز داخلة في هذا ، فلا تخصيص لها بمكان معين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هي أرض أبين من
اليمن ، وهي أرض تشرب بسيول لا تمطر . وقرئ : " الجرز " ، بسكون الراء . (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27فنخرج به ) أي : بالماء ، وخص الزرع بالذكر ، وإن كان يخرج الله به أنواعا كثيرة من الفواكه والبقول والعشب المنتفع به في الطب وغيره ، تشريفا للزرع ، ولأنه أعظم ما يقصد من النبات ، وأوقع الزرع موقع النبات . وقدمت الأنعام ; لأن ما ينبت يأكله الأنعام أول فأول ، من قبل أن يأكل بنو
آدم الحب . ألا ترى أن القصيل ، وهو شعير يزرع ، تأكله الأنعام قبل أن يسبل ; والبرسيم والفصفصة وأمثال ذلك تبادره الأنعام بالأكل قبل أن يأكل بنو
آدم حب الزرع ، أو لأنه غذاء الدواب ، والإنسان قد يتغذى بغيره من حيوان وغيره ، أو بدأ بالأدنى ثم ترقى إلى الأشرف ، وهم بنو
آدم . وقرأ
أبو حيوة ،
وأبو بكر في رواية : يأكل ، بالياء من أسفل . وقرأ الجمهور : ( يبصرون ) بياء الغيبة ;
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود : بتاء الخطاب . وجاءت الفاصلة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27أفلا يبصرون )
[ ص: 206 ] لأن ما سبق مرئي ، وفي الآية قبله مسموع ، فناسب : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=26أفلا يسمعون ) . ثم أخبر تعالى عن الكفرة ، باستعجال فصل القضاء بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم على معنى الهزء والتكذيب . و ( الفتح ) الحكم ، قاله الجمهور ، وهو الذي يترتب عليه قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=29قل يوم الفتح ) إلخ ، ويضعف قول
الحسن ومجاهد : فتح
مكة ، لعدم مطابقته لما بعده ; لأن من آمن يوم فتح
مكة ، إيمانه ينفعه ، وكذا قول من قال : يوم
بدر . ( ولا هم ينظرون ) أي : لا يؤخرون عن العذاب . ولما عرف غرضهم في سؤالهم على سبيل الهزء ، وقيل لهم : لا تستعجلوا به ولا تستهزئوا ، فكأن قد حصلتم في ذلك اليوم وآمنتم ، فلم ينفعكم الإيمان ، واستنظرتم في حلول العذاب ، فلم تنظروا ، ف : ( يوم ) منصوب بـ : ( لا ينفع ) . ثم أمر بالإعراض عنهم وانتظار النصر عليهم والظفر بهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=30إنهم منتظرون ) للغلبة عليكم لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=52فتربصوا إنا معكم متربصون ) وقيل : إنهم منتظرون العذاب ، أي : هذا حكمهم ، وإن كانوا لا يشعرون . وقرأ
اليماني : " منتظرون " ، بفتح الظاء ، اسم مفعول ; والجمهور : بكسرها ، اسم فاعل ، أي : منتظر هلاكهم ، فإنهم أحقاء أن ينتظر هلاكهم ، يعني : إنهم هالكون لا محالة ، أو : وانتظر ذلك ، فإن الملائكة في السماء ينتظرونه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29003وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=24وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=25إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=26أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=28وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=29قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=30فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ ) .
لَمَّا قَرَّرَ الْأُصُولَ الثَّلَاثَةَ : الرِّسَالَةَ ، وَبَدْءَ الْخَلْقِ ، وَالْمَعَادَ ، عَادَ إِلَى الْأَصْلِ الَّذِي بَدَأَ بِهِ ، وَهُوَ الرِّسَالَةُ الَّتِي لَيْسَتْ بِدْعًا فِي الرِّسَالَةِ ، إِذْ قَدْ سَبَقَ قَبْلَكَ رُسُلٌ . وَذَكَرَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، لِقُرْبِ
[ ص: 205 ] زَمَانِهِ ، وَإِلْزَامًا لِمَنْ كَانَ عَلَى دِينِهِ ; وَلَمْ يَذْكُرْ
عِيسَى ; لِأَنَّ مُعْظَمَ شَرِيعَتِهِ مُسْتَفَادٌ مِنَ التَّوْرَاةِ ، وَلِأَنَّ أَتْبَاعَ
مُوسَى لَا يُوَافِقُونَ عَلَى نُبُوَّتِهِ ، وَأَتْبَاعَ
عِيسَى مُتَّفِقُونَ عَلَى نُبُوَّةِ
مُوسَى .
وَ ( الْكِتَابَ ) التَّوْرَاةَ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ : " فِي مُرْيَةٍ " ، بِضَمِّ الْمِيمِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الضَّمِيرَ عَائِدٌ عَلَى
مُوسَى ، مُضَافًا إِلَيْهِ عَلَى طَرِيقِ الْمَفْعُولِ ، وَالْفَاعِلُ مَحْذُوفٌ ضَمِيرُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَيْ : مِنْ لِقَائِكَ
مُوسَى ، أَيْ : فِي لَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ ، أَيْ : شَاهَدْتَهُ حَقِيقَةً ، وَهُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي أُوتِيَ التَّوْرَاةَ ، وَقَدْ وَصَفَهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374789آدَمُ طُوَالٌ جَعْدٌ ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ حِينَ رَآهُ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ " ، قَالَهُ
أَبُو الْعَالِيَةِ وَقَتَادَةُ وَجَمَاعَةٌ مِنَ السَّلَفِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : حِينَ امْتُحِنَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ بِهَذِهِ الْمَسْأَلَةِ . وَقِيلَ : عَائِدٌ عَلَى الْكِتَابِ ، فَإِمَّا مُضَافٌ إِلَيْهِ عَلَى طَرِيقِ الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ ، أَيْ : مِنْ لِقَاءِ الْكِتَابِ
مُوسَى وَوُصُولِهِ إِلَيْهِ ، وَإِمَّا بِالْعَكْسِ ، أَيْ : مِنْ لِقَاءِ
مُوسَى الْكِتَابِ وَتَلَقِّيهِ . وَقِيلَ : يَعُودُ عَلَى الْكِتَابِ عَلَى تَقْدِيرِ مُضْمَرٍ ، أَيْ : مِنْ لِقَاءِ مِثْلِهِ ، أَيْ : إِنَّا آتَيْنَاكَ مِثْلَ مَا آتَيْنَا
مُوسَى ، وَلَقَّنَّاكَ بِمِثْلِ مَا لُقِّنَ مِنَ الْوَحْيِ ، فَلَا تَكُ فِي شَكٍّ مِنْ أَنَّكَ لُقِّنْتَ مِثْلَهُ وَلَقِيتَ نَظِيرَهُ ، وَنَحْوُهُ مِنْ لِقَائِهِ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=6وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ) . وَقَالَ
الْحَسَنُ : يَعُودُ عَلَى مَا تَضَمَّنَهُ الْقَوْلُ مِنَ الشِّدَّةِ وَالْمِحْنَةِ الَّتِي لَقِيَ
مُوسَى ، وَذَلِكَ أَنَّ إِخْبَارَهُ بِأَنَّهُ آتَى
مُوسَى الْكِتَابَ كَأَنَّهُ قَالَ : وَلَقَدْ آتَيْنَا
مُوسَى هَذَا الْعِبْءَ الَّذِي أَنْتَ بِسَبِيلِهِ ، فَلَا تَمْتَرِ أَنَّكَ تُلَقَّى مَا لَقِيَ هُوَ مِنَ الْمِحْنَةِ بِالنَّاسِ . انْتَهَى ، وَهَذَا قَوْلٌ بَعِيدٌ . وَأَبْعَدُ مِنْ هَذَا ، مَنْ جَعَلَهُ عَائِدًا عَلَى مَلَكِ الْمَوْتِ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ ، وَالْجُمْلَةُ اعْتِرَاضِيَّةٌ . وَقِيلَ : عَائِدٌ عَلَى الرُّجُوعِ إِلَى الْآخِرَةِ ، وَفِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : ( ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=23فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ ) أَيْ : مِنْ لِقَاءِ الْبَعْثِ ، وَهَذِهِ أَنْقَالٌ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُنَزَّهَ كِتَابُنَا عَنْ نَقْلِهَا ، وَلَكِنْ نَقَلَهَا الْمُفَسِّرُونَ ، فَاتَّبَعْنَاهُمْ . وَالضَّمِيرُ فِي ( وَجَعَلْنَاهُ )
لِمُوسَى ، وَهُوَ قَوْلُ
قَتَادَةَ . وَقِيلَ : لِلْكِتَابِ ، جَعَلَهُ هَادِيًا مِنَ الضَّلَالَةِ ; وَخَصَّ
بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالذِّكْرِ ; لِأَنَّهُ لَمْ يَتَعَبَّدْ بِمَا فِيهَا وَلَدَ
إِسْمَاعِيلَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=24وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ ) أَيْ : مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ( أَئِمَّةً ) قَادَةً يُقْتَدَى بِهِمْ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=24لَمَّا صَبَرُوا ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَشَدِّ الْمِيمِ .
وَعَبْدُ اللَّهِ وَطَلْحَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَرُوَيْسٌ : بِكَسْرِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ . ( وَكَانُوا ) يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى ( صَبَرُوا ) فَيَكُونَ دَاخِلًا فِي التَّعْلِيقِ . وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَطْفًا عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=24وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ ) . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ أَيْضًا : " بِمَا صَبَرُوا " ، بِبَاءِ الْجَرِّ ، وَالضَّمِيرُ فِي " مِنْهُمْ " ظَاهِرُهُ يَعُودُ عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ . وَالْفَصْلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَعُمُّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=26أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ ) تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى نَحْوِ هَذِهِ الْآيَةِ إِعْرَابًا وَقِرَاءَةً وَتَفْسِيرًا فِي طه ، إِلَّا أَنَّ هُنَا : ( مِنْ قَبْلِهِمْ ) وَالْقَوْمُ ( يَسْمَعُونَ ) وَهُنَاكَ : ( قَبْلَهُمْ ) وَ ( لِأُولِي النُّهَى ) . وَيَسْمَعُونَ ، وَالنُّهَى مِنَ الْفَوَاصِلِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=29003أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ ) أَقَامَ تَعَالَى الْحُجَّةَ عَلَى الْكَفَرَةِ بِالْأُمَمِ السَّالِفَةِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُهْلِكُوا ، ثُمَّ أَقَامَهَا عَلَيْهِمْ بِإِظْهَارِ قُدْرَتِهِ وَتَنْبِيهِهِمْ عَلَى الْبَعْثِ ، وَتَقَدَّمَ تَفْسِيرُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27الْجُرُزِ ) فِي الْكَهْفِ ، وَكُلُّ أَرْضٍ جُرُزٍ دَاخِلَةٌ فِي هَذَا ، فَلَا تَخْصِيصَ لَهَا بِمَكَانٍ مُعَيَّنٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هِيَ أَرْضُ أَبْيَنَ مِنَ
الْيَمَنِ ، وَهِيَ أَرْضٌ تُشْرَبُ بِسُيُولٍ لَا تُمْطَرُ . وَقُرِئَ : " الْجُرْزِ " ، بِسُكُونِ الرَّاءِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27فَنُخْرِجُ بِهِ ) أَيْ : بِالْمَاءِ ، وَخَصَّ الزَّرْعَ بِالذِّكْرِ ، وَإِنْ كَانَ يُخْرِجُ اللَّهُ بِهِ أَنْوَاعًا كَثِيرَةً مِنَ الْفَوَاكِهِ وَالْبُقُولِ وَالْعُشْبِ الْمُنْتَفَعِ بِهِ فِي الطِّبِّ وَغَيْرِهِ ، تَشْرِيفًا لِلزَّرْعِ ، وَلِأَنَّهُ أَعْظَمُ مَا يُقْصَدُ مِنَ النَّبَاتِ ، وَأَوْقَعَ الزَّرْعَ مَوْقِعَ النَّبَاتِ . وَقُدِّمَتِ الْأَنْعَامُ ; لِأَنَّ مَا يَنْبُتُ يَأْكُلُهُ الْأَنْعَامُ أَوَّلَ فَأَوَّلَ ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْكُلَ بَنُو
آدَمَ الْحَبَّ . أَلَا تَرَى أَنَّ الْقَصِيلَ ، وَهُوَ شَعِيرٌ يُزْرَعُ ، تَأْكُلُهُ الْأَنْعَامُ قَبْلَ أَنْ يُسْبِلَ ; وَالْبِرْسِيمُ وَالْفِصْفِصَةُ وَأَمْثَالُ ذَلِكَ تُبَادِرُهُ الْأَنْعَامُ بِالْأَكْلِ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَ بَنُو
آدَمَ حَبَّ الزَّرْعِ ، أَوْ لِأَنَّهُ غِذَاءُ الدَّوَابِّ ، وَالْإِنْسَانُ قَدْ يَتَغَذَّى بِغَيْرِهِ مِنْ حَيَوَانٍ وَغَيْرِهِ ، أَوْ بَدَأَ بِالْأَدْنَى ثُمَّ تَرَقَّى إِلَى الْأَشْرَفِ ، وَهُمْ بَنُو
آدَمَ . وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ ،
وَأَبُو بَكْرٍ فِي رِوَايَةٍ : يَأْكُلُ ، بِالْيَاءِ مِنْ أَسْفَلَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( يُبْصِرُونَ ) بِيَاءِ الْغَيْبَةِ ;
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ : بِتَاءِ الْخِطَابِ . وَجَاءَتِ الْفَاصِلَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27أَفَلَا يُبْصِرُونَ )
[ ص: 206 ] لِأَنَّ مَا سَبَقَ مَرْئِيٌّ ، وَفِي الْآيَةِ قَبْلَهُ مَسْمُوعٌ ، فَنَاسَبَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=26أَفَلَا يَسْمَعُونَ ) . ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى عَنِ الْكَفَرَةِ ، بِاسْتِعْجَالِ فَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَعْنَى الْهُزْءِ وَالتَّكْذِيبِ . وَ ( الْفَتْحُ ) الْحُكْمُ ، قَالَهُ الْجُمْهُورُ ، وَهُوَ الَّذِي يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=29قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ ) إِلَخْ ، وَيَضْعُفُ قَوْلُ
الْحَسَنِ وَمُجَاهِدٍ : فَتْحُ
مَكَّةَ ، لِعَدَمِ مُطَابَقَتِهِ لِمَا بَعْدَهُ ; لِأَنَّ مَنْ آمَنَ يَوْمَ فَتْحِ
مَكَّةَ ، إِيمَانُهُ يَنْفَعُهُ ، وَكَذَا قَوْلُ مَنْ قَالَ : يَوْمُ
بَدْرٍ . ( وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ) أَيْ : لَا يُؤَخَّرُونَ عَنِ الْعَذَابِ . وَلَمَّا عَرَفَ غَرَضَهُمْ فِي سُؤَالِهِمْ عَلَى سَبِيلِ الْهُزْءِ ، وَقِيلَ لَهُمْ : لَا تَسْتَعْجِلُوا بِهِ وَلَا تَسْتَهْزِئُوا ، فَكَأَنْ قَدْ حَصَلْتُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَآمَنْتُمْ ، فَلَمْ يَنْفَعْكُمُ الْإِيمَانُ ، وَاسْتَنْظَرْتُمْ فِي حُلُولِ الْعَذَابِ ، فَلَمْ تُنْظَرُوا ، فَ : ( يَوْمَ ) مَنْصُوبٌ بِـ : ( لَا يَنْفَعُ ) . ثُمَّ أَمَرَ بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُمْ وَانْتِظَارِ النَّصْرِ عَلَيْهِمْ وَالظَّفَرِ بِهِمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=30إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ ) لِلْغَلَبَةِ عَلَيْكُمْ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=52فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ) وَقِيلَ : إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ الْعَذَابَ ، أَيْ : هَذَا حُكْمُهُمْ ، وَإِنْ كَانُوا لَا يَشْعُرُونَ . وَقَرَأَ
الْيَمَانِيُّ : " مُنْتَظَرُونَ " ، بِفَتْحِ الظَّاءِ ، اسْمَ مَفْعُولٍ ; وَالْجُمْهُورُ : بِكَسْرِهَا ، اسْمَ فَاعِلٍ ، أَيْ : مُنْتَظِرٌ هَلَاكَهُمْ ، فَإِنَّهُمْ أَحِقَّاءُ أَنْ يُنْتَظَرَ هَلَاكُهُمْ ، يَعْنِي : إِنَّهُمْ هَالِكُونَ لَا مَحَالَةَ ، أَوْ : وَانْتَظِرْ ذَلِكَ ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ فِي السَّمَاءِ يَنْتَظِرُونَهُ .