(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29019إنا فتحنا لك فتحا مبينا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=5ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=7ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=8إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ) .
هذه السورة مدنية ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنها نزلت
بالمدينة ، ولعل بعضا منها نزل ، والصحيح أنها نزلت بطريق منصرفه - صلى الله عليه وسلم - من
الحديبية ، سنة ست من الهجرة ، فهي تعد في المدني . ومناسبتها لما قبلها أنه تقدم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16وإن تتولوا ) الآية ، وهو خطاب لكفار
قريش ، أخبر رسوله بالفتح العظيم ، وأنه بهذا الفتح حصل الاستبدال ، وآمن كل من كان بها ، وصارت
مكة دار إيمان . ولما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صلح
الحديبية ،
[ ص: 89 ] تكلم المنافقون وقالوا : لو كان
محمد نبيا ودينه حقا ما صد عن البيت ، ولكان فتح
مكة . فأكذبهم الله تعالى ، وأضاف عز وجل الفتح إلى نفسه ، إشعارا بأنه من عند الله ، لا بكثرة عدد ولا عدد ، وأكده بالمصدر ، ووصفه بأنه مبين ، مظهر لما تضمنه من النصر والتأييد . والظاهر أن هذا الفتح هو فتح
مكة . وقال
الكلبي ، وجماعة : وهو المناسب لآخر السورة التي قبل هذه لما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38هاأنتم هؤلاء تدعون ) الآية ، بين أنه فتح لهم
مكة ، وغنموا وحصل لهم أضعاف ما أنفقوا ، ولو بخلوا ، لضاع عليهم ذلك ، فلا يكون بخلهم إلا على أنفسهم . وأيضا لما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35وأنتم الأعلون والله معكم ) ، بين برهانه بفتح
مكة ، فإنهم كانوا هم الأعلين . وأيضا لما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم ) ، كان فتح
مكة حيث لم يلحقهم وهن ، ولا دعوا إلى صلح ، بل أتى صناديد
قريش مستأمنين مستسلمين مسلمين . وكانت هذه البشرى بلفظ الماضي ، وإن كان لم يقع ، لأن إخباره تعالى بذلك لا بد من وقوعه ، وكون هذا الفتح هو فتح
مكة بدأ به
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري . وقال الجمهور : هو فتح
الحديبية ، وقاله :
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري . قال
ابن عطية : وهو الصحيح . انتهى . ولم يكن فيه قتال شديد ، ولكن ترام من القوم بحجارة وسهام . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : رموا المشركين حتى أدخلوهم ديارهم . وعن
الكلبي : ظهروا عليهم حتى سألوه الصلح . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : بلغ الهدي محله ، وظهرت
الروم على
فارس ، ففرح المسلمون بظهور أهل الكتاب على
المجوس ، وأطعموا كل
خيبر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : لم يكن فتح أعظم من فتح
الحديبية ، اختلط المشركون بالمسلمين وسمعوا كلامهم ، وتمكن الإسلام من قلوبهم ، وأسلم في ثلاث سنين خلق كثير ، وكثر بهم سواد الإسلام . قال
القرطبي : فما مضت تلك السنون إلا والمسلمون قد جاءوا إلى
مكة في عشرة آلاف .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة : قال رجل منصرفهم من الحديبية : ما هذا الفتح ؟ لقد صدونا عن البيت . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بل هو أعظم الفتوح ، قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادكم بالراح ، ويسألونكم القضية ، ويرغبوا إليكم في الأمان ، ورأوا منكم ما كرهوا " . وكان في فتحها آية عظيمة وذلك أنه نزح ماؤها حتى لم يبق فيها قطرة ، فتمضمض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم مجه فيها ، فدرت بالماء حتى شرب جميع من كان معه . وقيل : فجاش الماء حتى امتلأت ، ولم ينفد ماؤها بعد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : كيف يكون فتحا ، وقد أحصروا فنحروا وحلقوا
بالحديبية ؟ قلت : كان ذلك قبل الهدنة ، فلما طلبوها وتمت كان فتحا مبينا . انتهى . وفي هذا الوقت اتفقت بيعة الرضوان ، وهو الفتح الأعظم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=48والبراء بن عازب ، وفيه استقبل فتح
خيبر وامتلأت أيدي المؤمنين خيرا ، ولم يفتحها إلا أهل
الحديبية ، ولم يشركهم أحد من المتخلفين عن
الحديبية . وقال
مجاهد : هو فتح
خيبر .
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374876وفي حديث مجمع بن جارية : شهدنا الحديبية ، فلما انصرفنا ، إذ الناس يهزون الأباعر ، فقيل : ما بال الناس ؟ قالوا : أوحى الله للنبي ، قال : فخرجنا نرجف ، فوجدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - عند كراع الغميم ، فلما اجتمع الناس ، قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) . قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه : أوفتح هو يا رسول الله ؟ قال : " نعم ، والذي نفسي بيده إنه لفتح " . فقسمت خيبر على أهل الحديبية ، ولم يدخل فيها أحد إلا من شهد الحديبية . وقال
الضحاك : الفتح : حصول المقصود بغير قتال ، وكان الصلح من الفتح ، وفتح
مكة بغير قتال ، فتناول الفتحين
الحديبية ومكة . وقيل : فتح الله تعالى له بالإسلام والنبوة والدعوة بالحجة والسيف ، ولا فتح أبين منه وأعظم ، وهو رأس الفتوح كلها ، إذ لا فتح من فتوح الإسلام إلا وهو تحته ومتشعب منه . وقيل : قضينا لك قضاء بينا على أهل
مكة أن تدخلها أنت وأصحابك من قابل ، ليطوفوا بالبيت من الفتاحة ، وهي الحكومة ، وكذا عن
قتادة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : كيف جعل
[ ص: 90 ] فتح
مكة علة للمغفرة ؟ قلت : لم يجعل علة للمغفرة ، ولكن لاجتماع ما عدد من الأمور الأربعة وهي : المغفرة ، وإتمام النعمة ، وهداية الصراط المستقيم ، والنصر العزيز ، كأنه قيل : يسرنا لك فتح
مكة ، ونصرناك على عدوك ، لنجمع لك بين عز الدارين وأغراض العاجل والآجل . ويجوز أن يكون فتح
مكة من حيث أنه جهاد للعدو ، وسبب للغفران والثواب والفتح والظفر بالبلد عنوة أو صلحا ، بحرب أو بغير حرب ، لأنه منغلق ما لم يظفر ، فإذا ظفر به وحصل في اليد فقد فتح . انتهى . وقال
ابن عطية : المراد هنا : أن الله فتح لك لكي يجعل ذلك علامة لغفرانه لك ، فكأنها صيرورة ، ولهذا قال عليه السلام : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374877لقد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي من الدنيا " . انتهى . ورد بأن لام القسم لا تكسر ولا ينصب بها ، ولو جاز بحال لجاز : ليقوم زيد ، في معنى : ليقومن زيد . انتهى . أما الكسر ، فقد علل بأنه شبهت تشبيها بلام كي ، وأما النصب فله أن يقول : ليس هذا نصبا ، لكنها الحركة التي تكون مع وجود النون ، بقيت بعد حذفها دلالة على الحذف ، وبعد هذا ، فهذا القول ليس بشيء ، إذ لا يحفظ من لسانهم : والله ليقوم ، ولا بالله ليخرج زيد ، بكسر اللام وحذف النون ، وبقاء الفعل مفتوحا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2ويتم نعمته عليك ) ، بإظهارك على عدوك ورضاه عنك ، وبفتح
مكة والطائف وخيبر (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=3نصرا عزيزا ) ، أي بالظفر والتمكن من الأعداء بالغنيمة والأسر والقتل نصرا فيه عز ومنعة . وأسندت العزة إليه مجازا ، والعزيز حقيقة هو المنصور - صلى الله عليه وسلم - . وأعيد لفظ الله في : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=3وينصرك الله نصرا ) ، لما بعد عن ما عطف عليه ، إذ في الجملتين قبله ضمير يعود على الله ، وليكون المبدأ مسندا إلى الاسم الظاهر والمنتهى كذلك . ولما كان الغفران وإتمام النعمة والهداية والنصر يشترك في إطلاقها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وغيره بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=172إنهم لهم المنصورون ) ، وكان الفتح لم يبق لأحد إلا للرسول - صلى الله عليه وسلم - ، أسنده تعالى إلى نون العظمة تفخيما لشأنه ، وأسند تلك الأشياء الأربعة إلى الاسم الظاهر ، واشتركت الخمسة في الخطاب له - صلى الله عليه وسلم - ، تأنيسا له وتعظيما لشأنه . ولم يأت بالاسم الظاهر ، لأن في الإقبال على المخاطب ما لا يكون في الاسم الظاهر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هو الذي أنزل السكينة ) : وهي الطمأنينة والسكون ، قيل : بسبب الصلح والأمن ، فيعرفون فضل الله عليهم بتيسير الأمن بعد الخوف والهدنة بعد القتال ، فيزدادوا يقينا إلى يقينهم . وقيل : السكينة إشارة إلى ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الشرائع ، ليزدادوا إيمانا بها إلى إيمانهم ، وهو التوحيد ، روي معناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقيل : الوقار والعظمة لله ولرسوله . وقيل : الرحمة ليتراحموا ، وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4ولله جنود السماوات والأرض ) : إشارة إلى تسليم الأشياء إليه تعالى ، ينصر من شاء ، وعلى أي وجه شاء ، ومن جنده السكينة ثبتت قلوب المؤمنين . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=5ليدخل ) : هذه اللام تتعلق ، قيل : بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إنا فتحنا لك . وقيل : بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4ليزدادوا ) . فإن قيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6ويعذب ) عطف عليه ، والازدياد لا يكون سببا لتعذيب الكفار ، أجيب عن هذا بأنه ذكر لكونه مقصودا للمؤمن ، كأنه قيل : بسبب ازديادكم في الإيمان يدخلكم الجنة ويعذب الكفار بأيديكم في الدنيا . وقيل : بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=3وينصرك الله ) : أي بالمؤمنين . وهذه الأقوال فيها بعد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4ولله جنود السماوات والأرض ) ، يسلط بعضها على بعض ، كما يقتضيه علمه وحكمته . ومن قضيته أن صلح قلوب المؤمنين بصلح
الحديبية ، وإن وعدهم أن يفتح لهم ، وإنما قضى ذلك ليعرف المؤمنون نعمة الله فيه ويشكرون ، فيستحقوا الثواب فيثيبهم ويعذب الكافرين والمنافقين ، لما غاظهم من ذلك وكرهوه . انتهى . ولا يظهر من كلامه هذا ما تتعلق به اللام ، والذي يظهر أنها تتعلق بمحذوف يدل عليه الكلام ،
[ ص: 91 ] وذلك أنه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4ولله جنود السماوات والأرض ) . كان في ذلك دليل على أنه تعالى يبتلي بتلك الجنود من شاء ، فيقبل الخير من قضى له بالخير ، والشر من قضى له بالشر . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=5ليدخل المؤمنين ) جنات ، ويعذب الكفار . فاللام تتعلق بيبتلي هذه ، وما تعلق بالابتلاء من قبول الإيمان والكفر . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=5ويكفر ) : معطوف على ليدخل ، وهو ترتيب في الذكر لا ترتيب في الوقوع . وكان التبشير بدخول الجنة أهم ، فبدئ به . ولما كان المنافقون أكثر ضررا على المسلمين من المشركين ، بدئ بذكرهم في التعذيب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6الظانين بالله ظن السوء ) : الظاهر أنه مصدر أضيف إلى ما يسوء المؤمنين ، وهو أن المشركين يستأصلونهم ولا ينصرون ، ويدل عليه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6عليهم دائرة السوء ) ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا ) . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6ظن السوء ) : ما يسوء المشركين من إيصال الهموم إليهم ، بسبب علو كلمة الله ، وتسليط رسوله قتلا وأسرا ونهبا . ثم أخبر أنهم يستعلي عليهم السوء ويحيط بهم ، فاحتمل أن يكون خبرا حقيقة ، واحتمل أن يكون هو وما بعده دعاء عليهم . وتقدم الكلام على هذه الجملة في سورة براءة . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6ظن السوء ) يشمل ظنونهم الفاسدة من الشرك ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=116إن يتبعون إلا الظن ) ، ومن انتفاء رؤية الله تعالى الأشياء وعلمه بها كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=22ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا ) بطلان خلق العالم ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27ذلك ظن الذين كفروا ) . وقيل : " السوء " هنا كما تقول : هذا فعل سوء . وقرأ
الحسن : السوء فيهما بضم السين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=7وكان الله عزيزا حكيما ) : لما تقدم تعذيب الكفار والانتقام منهم ، ناسب ذكر العزة . ولما وعد تعالى بمغيبات ، ناسب ذكر العلم ، وقرن باللفظتين ذكر جنود السماوات والأرض ، فمنها السكينة التي للمؤمنين والنقمة للمنافقين والمشركين ، ومن جنود الله الملائكة في السماء ، والغزاة في سبيل الله في الأرض . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9لتؤمنوا ) ، وما عطف عليه بتاء الخطاب ،
وأبو جعفر ،
وأبو حيوة ،
وابن كثير ،
وأبو عمرو : بياء الغيبة ،
والجحدري : بفتح التاء وضم الزاي خفيف ، وهو أيضا ،
وجعفر بن محمد كذلك ، إلا أنهم كسروا الزاي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
واليماني : بزاءين من العزة ، وتقدم الكلام في وعزروه في الأعراف . والظاهر أن الضمائر عائدة على الله تعالى ، وتفريق الضمائر يجعلها للرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وبعضها لله تعالى ، حيث يليق قول
الضحاك . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9بكرة وأصيلا ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : صلاة الفجر وصلاة الظهر والعصر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إن الذين يبايعونك ) : هي بيعة الرضوان وبيعة الشجرة ، حين أخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأهبة لقتال
قريش ، حين أرجف بقتل
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، فقد بعثه إلى
قريش يعلمهم أنه جاء معتمرا لا محاربا ، وذلك قبل أن ينصرف من
الحديبية ، بايعهم على الصبر المتناهي في قتال العدو إلى أقصى الجهد ، ولذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع وغيره : بايعنا على الموت . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ،
وجابر : على أن لا نفر . والمبايعة : مفاعلة من البيع ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) ، وبقي اسم البيعة بعد على معاهدة الخلفاء والملوك . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إنما يبايعون الله ) أي صفقتهم ، إنما يمضيها ويمنح الثمن الله عز وجل . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=1254تمام بن العباس بن عبد المطلب : إنما يبايعون لله ، أي لأجل الله ولوجهه ، والمفعول محذوف ، أي إنما يبايعونك لله .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10يد الله فوق أيديهم ) . قال الجمهور : اليد هما النعمة ، أي نعمة الله في هذه المبايعة ، لما يستقبل من محاسنها ، فوق أيديهم التي مدوها لبيعتك . وقيل : قوة الله فوق قواهم في نصرك ونصرهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : لما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إنما يبايعون الله ) ، أكد تأكيدا على طريقة التخييل فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10يد الله فوق أيديهم ) ، يريد أن يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي تعلو يدي المبايعين ، هي يد الله ، والله تعالى منزه عن الجوارح وعن صفات الأجسام . وإنما المعنى : تقرير أن عقد الميثاق مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - كعقده مع الله تعالى من غير تفاوت بينهما ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80من يطع الرسول فقد أطاع الله ) ،
[ ص: 92 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) ، فلا يعود ضرر نكثه إلا على نفسه . انتهى . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : ينكث ، بكسر الكاف . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله : ما نكث أحد منا البيعة إلا
جد بن قيس ، وكان منافقا ، اختبأ تحت إبط بعيره ، ولم يسر مع القوم فحرم . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10عليه الله ) : بنصب الهاء . وقرئ : بما عهد ثلاثيا . وقرأ
الحميدي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10فسيؤتيه ) ، بالياء ، والحرميان ،
وابن عامر ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي : بالنون . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10أجرا عظيما ) : وهي الجنة ، وأو في لغة
تهامة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29019إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=5لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=7وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=8إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) .
هَذِهِ السُّورَةُ مَدَنِيَّةٌ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ ، وَلَعَلَّ بَعْضًا مِنْهَا نَزَلَ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا نَزَلَتْ بِطَرِيقِ مُنْصَرَفِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ
الْحُدَيْبِيَةِ ، سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ ، فَهِيَ تُعَدُّ فِي الْمَدَنِيِّ . وَمُنَاسَبَتُهَا لِمَا قَبْلَهَا أَنَّهُ تَقَدَّمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16وَإِنْ تَتَوَلَّوْا ) الْآيَةَ ، وَهُوَ خِطَابٌ لِكُفَّارِ
قُرَيْشٍ ، أَخْبَرَ رَسُولَهُ بِالْفَتْحِ الْعَظِيمِ ، وَأَنَّهُ بِهَذَا الْفَتْحِ حَصَلَ الِاسْتِبْدَالُ ، وَآمَنَ كُلُّ مَنْ كَانَ بِهَا ، وَصَارَتْ
مَكَّةُ دَارَ إِيمَانٍ . وَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ صُلْحِ
الْحُدَيْبِيَةِ ،
[ ص: 89 ] تَكَلَّمَ الْمُنَافِقُونَ وَقَالُوا : لَوْ كَانَ
مُحَمَّدٌ نَبِيًّا وَدِينُهُ حَقًّا مَا صُدَّ عَنِ الْبَيْتِ ، وَلَكَانَ فَتْحُ
مَكَّةَ . فَأَكْذَبَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَأَضَافَ عَزَّ وَجَلَّ الْفَتْحَ إِلَى نَفْسِهِ ، إِشْعَارًا بِأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، لَا بِكَثْرَةِ عَدَدٍ وَلَا عُدَدٍ ، وَأَكَّدَهُ بِالْمَصْدَرِ ، وَوَصَفَهُ بِأَنَّهُ مُبِينٌ ، مُظْهِرٌ لِمَا تَضَمَّنَهُ مِنَ النَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا الْفَتْحَ هُوَ فَتْحُ
مَكَّةَ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ : وَهُوَ الْمُنَاسِبُ لِآخِرِ السُّورَةِ الَّتِي قَبْلَ هَذِهِ لَمَّا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38هَاأَنتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ ) الْآيَةَ ، بَيَّنَ أَنَّهُ فَتَحَ لَهُمْ
مَكَّةَ ، وَغَنِمُوا وَحَصَلَ لَهُمْ أَضْعَافُ مَا أَنْفَقُوا ، وَلَوْ بَخِلُوا ، لَضَاعَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ ، فَلَا يَكُونُ بُخْلُهُمْ إِلَّا عَلَى أَنْفُسِهِمْ . وَأَيْضًا لَمَّا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ ) ، بَيَّنَ بُرْهَانَهُ بِفَتْحِ
مَكَّةَ ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا هُمُ الْأَعْلَيْنِ . وَأَيْضًا لَمَّا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ ) ، كَانَ فَتْحُ
مَكَّةَ حَيْثُ لَمْ يَلْحَقْهُمْ وَهَنٌ ، وَلَا دَعُوا إِلَى صُلْحٍ ، بَلْ أَتَى صَنَادِيدُ
قُرَيْشٍ مُسْتَأْمِنِينَ مُسْتَسْلِمِينَ مُسَلِّمِينَ . وَكَانَتْ هَذِهِ الْبُشْرَى بِلَفْظِ الْمَاضِي ، وَإِنْ كَانَ لَمْ يَقَعْ ، لِأَنَّ إِخْبَارَهُ تَعَالَى بِذَلِكَ لَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِهِ ، وَكَوْنُ هَذَا الْفَتْحِ هُوَ فَتْحَ
مَكَّةَ بَدَأَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ . وَقَالَ الْجُمْهُورُ : هُوَ فَتْحُ
الْحُدَيْبِيَةِ ، وَقَالَهُ :
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَهُوَ الصَّحِيحُ . انْتَهَى . وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ قِتَالٌ شَدِيدٌ ، وَلَكِنْ تَرَامٍ مِنَ الْقَوْمِ بِحِجَارَةٍ وَسِهَامٍ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : رَمَوُا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى أَدْخَلُوهُمْ دِيَارَهُمْ . وَعَنِ
الْكَلْبِيِّ : ظَهَرُوا عَلَيْهِمْ حَتَّى سَأَلُوهُ الصُّلْحَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ : بَلَغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ، وَظَهَرَتِ
الرُّومُ عَلَى
فَارِسَ ، فَفَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِظُهُورِ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى
الْمَجُوسِ ، وَأَطْعَمُوا كُلَّ
خَيْبَرَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ : لَمْ يَكُنْ فَتْحٌ أَعْظَمَ مِنْ فَتْحِ
الْحُدَيْبِيَةِ ، اخْتَلَطَ الْمُشْرِكُونَ بِالْمُسْلِمِينَ وَسَمِعُوا كَلَامَهُمْ ، وَتَمَكَّنَ الْإِسْلَامُ مِنْ قُلُوبِهِمْ ، وَأَسْلَمَ فِي ثَلَاثِ سِنِينَ خَلْقٌ كَثِيرٌ ، وَكَثُرَ بِهِمْ سَوَادُ الْإِسْلَامِ . قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : فَمَا مَضَتْ تِلْكَ السُّنُونَ إِلَّا وَالْمُسْلِمُونَ قَدْ جَاءُوا إِلَى
مَكَّةَ فِي عَشَرَةِ آلَافٍ .
وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=17177مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ : قَالَ رَجُلٌ مُنْصَرَفَهُمْ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ : مَا هَذَا الْفَتْحُ ؟ لَقَدْ صَدُّونَا عَنِ الْبَيْتِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " بَلْ هُوَ أَعْظَمُ الْفُتُوحِ ، قَدْ رَضِيَ الْمُشْرِكُونَ أَنْ يَدْفَعُوكُمْ عَنْ بِلَادِكُمْ بِالرَّاحِ ، وَيَسْأَلُونَكُمُ الْقَضِيَّةَ ، وَيَرْغَبُوا إِلَيْكُمْ فِي الْأَمَانِ ، وَرَأَوْا مِنْكُمْ مَا كَرِهُوا " . وَكَانَ فِي فَتْحِهَا آيَةٌ عَظِيمَةٌ وَذَلِكَ أَنَّهُ نُزِحَ مَاؤُهَا حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِيهَا قَطْرَةٌ ، فَتَمَضْمَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، ثُمَّ مَجَّهُ فِيهَا ، فَدَرَّتْ بِالْمَاءِ حَتَّى شَرِبَ جَمِيعُ مَنْ كَانَ مَعَهُ . وَقِيلَ : فَجَاشَ الْمَاءُ حَتَّى امْتَلَأَتْ ، وَلَمْ يَنْفَدْ مَاؤُهَا بَعْدُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ يَكُونُ فَتْحًا ، وَقَدْ أُحْصِرُوا فَنَحَرُوا وَحَلَقُوا
بِالْحُدَيْبِيَةِ ؟ قُلْتُ : كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ الْهُدْنَةِ ، فَلَمَّا طَلَبُوهَا وَتَمَّتْ كَانَ فَتْحًا مُبِينًا . انْتَهَى . وَفِي هَذَا الْوَقْتِ اتَّفَقَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ ، وَهُوَ الْفَتْحُ الْأَعْظَمُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=48وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ ، وَفِيهِ اسْتُقْبِلَ فَتْحُ
خَيْبَرَ وَامْتَلَأَتْ أَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ خَيْرًا ، وَلَمْ يَفْتَحْهَا إِلَّا أَهْلُ
الْحُدَيْبِيَةِ ، وَلَمْ يُشْرِكْهُمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ عَنِ
الْحُدَيْبِيَةِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : هُوَ فَتْحُ
خَيْبَرَ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374876وَفِي حَدِيثِ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ : شَهِدْنَا الْحُدَيْبِيَةَ ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا ، إِذِ النَّاسُ يَهُزُّونَ الْأَبَاعِرَ ، فَقِيلَ : مَا بَالُ النَّاسِ ؟ قَالُوا : أَوْحَى اللَّهُ لِلنَّبِيِّ ، قَالَ : فَخَرَجْنَا نَرْجُفُ ، فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ كُرَاعِ الْغَمِيمِ ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ ، قَرَأَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ) . قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَوَفَتْحٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَفَتْحٌ " . فَقُسِّمَتْ خَيْبَرُ عَلَى أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ ، وَلَمْ يَدْخُلْ فِيهَا أَحَدٌ إِلَّا مَنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : الْفَتْحُ : حُصُولُ الْمَقْصُودِ بِغَيْرِ قِتَالٍ ، وَكَانَ الصُّلْحُ مِنَ الْفَتْحِ ، وَفَتْحُ
مَكَّةَ بِغَيْرِ قِتَالٍ ، فَتَنَاوَلَ الْفَتْحَيْنِ
الْحُدَيْبِيَةَ وَمَكَّةَ . وَقِيلَ : فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ بِالْإِسْلَامِ وَالنُّبُوَّةِ وَالدَّعْوَةِ بِالْحُجَّةِ وَالسَّيْفِ ، وَلَا فَتْحَ أَبْيَنُ مِنْهُ وَأَعْظَمُ ، وَهُوَ رَأْسُ الْفُتُوحِ كُلِّهَا ، إِذْ لَا فَتْحَ مِنْ فُتُوحِ الْإِسْلَامِ إِلَّا وَهُوَ تَحْتَهُ وَمُتَشَعِّبٌ مِنْهُ . وَقِيلَ : قَضَيْنَا لَكَ قَضَاءً بَيِّنًا عَلَى أَهْلِ
مَكَّةَ أَنْ تَدْخُلَهَا أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ مِنْ قَابِلَ ، لِيَطُوفُوا بِالْبَيْتِ مِنَ الْفُتَاحَةِ ، وَهِيَ الْحُكُومَةُ ، وَكَذَا عَنْ
قَتَادَةَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ جُعِلَ
[ ص: 90 ] فَتْحُ
مَكَّةَ عِلَّةً لِلْمَغْفِرَةِ ؟ قُلْتُ : لَمْ يُجْعَلْ عِلَّةً لِلْمَغْفِرَةِ ، وَلَكِنْ لِاجْتِمَاعِ مَا عَدَّدَ مِنَ الْأُمُورِ الْأَرْبَعَةِ وَهِيَ : الْمَغْفِرَةُ ، وَإِتْمَامُ النِّعْمَةِ ، وَهِدَايَةُ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ ، وَالنَّصْرُ الْعَزِيزُ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : يَسَّرْنَا لَكَ فَتْحَ
مَكَّةَ ، وَنَصَرْنَاكَ عَلَى عَدُوِّكَ ، لِنَجْمَعَ لَكَ بَيْنَ عِزِّ الدَّارَيْنِ وَأَغْرَاضِ الْعَاجِلِ وَالْآجِلِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَتْحُ
مَكَّةَ مِنْ حَيْثُ أَنَّهُ جِهَادٌ لِلْعَدُوِّ ، وَسَبَبٌ لِلْغُفْرَانِ وَالثَّوَابِ وَالْفَتْحِ وَالظَّفَرِ بِالْبَلَدِ عَنْوَةً أَوْ صُلْحًا ، بِحَرْبٍ أَوْ بِغَيْرِ حَرْبٍ ، لِأَنَّهُ مُنْغَلِقٌ مَا لَمْ يَظْفَرْ ، فَإِذَا ظَفِرَ بِهِ وَحَصَلَ فِي الْيَدِ فَقَدْ فَتَحَ . انْتَهَى . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : الْمُرَادُ هُنَا : أَنَّ اللَّهَ فَتَحَ لَكَ لِكَيْ يَجْعَلَ ذَلِكَ عَلَامَةً لِغُفْرَانِهِ لَكَ ، فَكَأَنَّهَا صَيْرُورَةً ، وَلِهَذَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374877لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةً هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا " . انْتَهَى . وَرُدَّ بِأَنَّ لَامَ الْقَسَمِ لَا تُكْسَرُ وَلَا يُنْصَبُ بِهَا ، وَلَوْ جَازَ بِحَالٍ لَجَازَ : لِيَقُومَ زَيْدٌ ، فِي مَعْنَى : لَيَقُومَنَّ زَيْدٌ . انْتَهَى . أَمَّا الْكَسْرُ ، فَقَدْ عُلِّلَ بِأَنَّهُ شُبِّهَتْ تَشْبِيهًا بِلَامِ كَيْ ، وَأَمَّا النَّصْبُ فَلَهُ أَنْ يَقُولَ : لَيْسَ هَذَا نَصْبًا ، لَكِنَّهَا الْحَرَكَةُ الَّتِي تَكُونُ مَعَ وُجُودِ النُّونِ ، بَقِيَتْ بَعْدَ حَذْفِهَا دَلَالَةً عَلَى الْحَذْفِ ، وَبَعْدَ هَذَا ، فَهَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ بِشَيْءٍ ، إِذْ لَا يُحْفَظُ مِنْ لِسَانِهِمْ : وَاللَّهِ لِيَقُومَ ، وَلَا بِاللَّهِ لِيَخْرُجَ زَيْدٌ ، بِكَسْرِ اللَّامِ وَحَذْفِ النُّونِ ، وَبَقَاءِ الْفِعْلِ مَفْتُوحًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ) ، بِإِظْهَارِكَ عَلَى عَدُوِّكَ وَرِضَاهُ عَنْكَ ، وَبِفَتْحِ
مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَخَيْبَرَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=3نَصْرًا عَزِيزًا ) ، أَيْ بِالظَّفَرِ وَالتَّمَكُّنِ مِنَ الْأَعْدَاءِ بِالْغَنِيمَةِ وَالْأَسْرِ وَالْقَتْلِ نَصْرًا فِيهِ عِزٌّ وَمَنَعَةٌ . وَأُسْنِدَتِ الْعِزَّةُ إِلَيْهِ مَجَازًا ، وَالْعَزِيزُ حَقِيقَةً هُوَ الْمَنْصُورُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَأُعِيدَ لَفْظُ اللَّهِ فِي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=3وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا ) ، لَمَّا بَعُدَ عَنْ مَا عُطِفَ عَلَيْهِ ، إِذْ فِي الْجُمْلَتَيْنِ قَبْلَهُ ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى اللَّهِ ، وَلِيَكُونَ الْمَبْدَأُ مُسْنَدًا إِلَى الِاسْمِ الظَّاهِرِ وَالْمُنْتَهَى كَذَلِكَ . وَلَمَّا كَانَ الْغُفْرَانُ وَإِتْمَامُ النِّعْمَةِ وَالْهِدَايَةِ وَالنَّصْرِ يَشْتَرِكُ فِي إِطْلَاقِهَا الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَغَيْرُهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) ، وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=172إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ) ، وَكَانَ الْفَتْحُ لَمْ يَبْقَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، أَسْنَدَهُ تَعَالَى إِلَى نُونِ الْعَظَمَةِ تَفْخِيمًا لِشَأْنِهِ ، وَأَسْنَدَ تِلْكَ الْأَشْيَاءَ الْأَرْبَعَةَ إِلَى الِاسْمِ الظَّاهِرِ ، وَاشْتَرَكَتِ الْخَمْسَةُ فِي الْخِطَابِ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، تَأْنِيسًا لَهُ وَتَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ . وَلَمْ يَأْتِ بِالِاسْمِ الظَّاهِرِ ، لِأَنَّ فِي الْإِقْبَالِ عَلَى الْمُخَاطَبِ مَا لَا يَكُونُ فِي الِاسْمِ الظَّاهِرِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ ) : وَهِيَ الطُّمَأْنِينَةُ وَالسُّكُونُ ، قِيلَ : بِسَبَبِ الصُّلْحِ وَالْأَمْنِ ، فَيَعْرِفُونَ فَضْلَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِتَيْسِيرِ الْأَمْنِ بَعْدَ الْخَوْفِ وَالْهُدْنَةِ بَعْدَ الْقِتَالِ ، فَيَزْدَادُوا يَقِينًا إِلَى يَقِينِهِمْ . وَقِيلَ : السَّكِينَةُ إِشَارَةٌ إِلَى مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الشَّرَائِعِ ، لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا بِهَا إِلَى إِيمَانِهِمْ ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ ، رُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . وَقِيلَ : الْوَقَارُ وَالْعَظَمَةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ . وَقِيلَ : الرَّحْمَةُ لِيَتَرَاحَمُوا ، وَقَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) : إِشَارَةٌ إِلَى تَسْلِيمِ الْأَشْيَاءِ إِلَيْهِ تَعَالَى ، يَنْصُرُ مَنْ شَاءَ ، وَعَلَى أَيِّ وَجْهٍ شَاءَ ، وَمِنْ جُنْدِهِ السَّكِينَةُ ثَبَّتَتْ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=5لِيُدْخِلَ ) : هَذِهِ اللَّامُ تَتَعَلَّقُ ، قِيلَ : بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ . وَقِيلَ : بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4لِيَزْدَادُوا ) . فَإِنْ قِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6وَيُعَذِّبَ ) عَطْفٌ عَلَيْهِ ، وَالِازْدِيَادُ لَا يَكُونُ سَبَبًا لِتَعْذِيبِ الْكُفَّارِ ، أُجِيبَ عَنْ هَذَا بِأَنَّهُ ذُكِرَ لِكَوْنِهِ مَقْصُودًا لِلْمُؤْمِنِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : بِسَبَبِ ازْدِيَادِكُمْ فِي الْإِيمَانِ يُدْخِلُكُمُ الْجَنَّةَ وَيُعَذِّبُ الْكُفَّارَ بِأَيْدِيكُمْ فِي الدُّنْيَا . وَقِيلَ : بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=3وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ ) : أَيْ بِالْمُؤْمِنِينَ . وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ فِيهَا بُعْدٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ، يُسَلِّطُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ ، كَمَا يَقْتَضِيهِ عِلْمُهُ وَحِكْمَتُهُ . وَمِنْ قَضَيَّتِهِ أَنْ صَلَحَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ بِصُلْحِ
الْحُدَيْبِيَةِ ، وَإِنْ وَعَدَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ ، وَإِنَّمَا قَضَى ذَلِكَ لِيَعْرِفَ الْمُؤْمِنُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ فِيهِ وَيَشْكُرُونَ ، فَيَسْتَحِقُّوا الثَّوَابَ فَيُثِيبَهُمْ وَيُعَذِّبَ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ، لِمَا غَاظَهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَكَرِهُوهُ . انْتَهَى . وَلَا يَظْهَرُ مِنْ كَلَامِهِ هَذَا مَا تَتَعَلَّقُ بِهِ اللَّامُ ، وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهَا تَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ ،
[ ص: 91 ] وَذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) . كَانَ فِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى يَبْتَلِي بِتِلْكَ الْجُنُودِ مَنْ شَاءَ ، فَيَقْبَلُ الْخَيْرَ مَنْ قَضَى لَهُ بِالْخَيْرِ ، وَالشَّرَّ مَنْ قَضَى لَهُ بِالشَّرِّ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=5لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ ) جَنَّاتٍ ، وَيُعَذِّبَ الْكُفَّارَ . فَاللَّامُ تَتَعَلَّقُ بِيَبْتَلِي هَذِهِ ، وَمَا تَعَلَّقَ بِالِابْتِلَاءِ مِنْ قَبُولِ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=5وَيُكَفِّرَ ) : مَعْطُوفٌ عَلَى لِيُدْخِلَ ، وَهُوَ تَرْتِيبٌ فِي الذِّكْرِ لَا تَرْتِيبٌ فِي الْوُقُوعِ . وَكَانَ التَّبْشِيرُ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ أَهَمَّ ، فَبُدِئَ بِهِ . وَلَمَّا كَانَ الْمُنَافِقُونَ أَكْثَرَ ضَرَرًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، بُدِئَ بِذِكْرِهِمْ فِي التَّعْذِيبِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ) : الظَّاهِرُ أَنَّهُ مَصْدَرٌ أُضِيفَ إِلَى مَا يَسُوءُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَهُوَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ يَسْتَأْصِلُونَهُمْ وَلَا يُنْصَرُونَ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ) ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا ) . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6ظَنَّ السَّوْءِ ) : مَا يَسُوءُ الْمُشْرِكِينَ مِنْ إِيصَالِ الْهُمُومِ إِلَيْهِمْ ، بِسَبَبِ عُلُوِّ كَلِمَةِ اللَّهِ ، وَتَسْلِيطِ رَسُولِهِ قَتْلًا وَأَسْرًا وَنَهْبًا . ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ يَسْتَعْلِي عَلَيْهِمُ السَّوْءُ وَيُحِيطُ بِهِمْ ، فَاحْتُمِلَ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا حَقِيقَةً ، وَاحْتُمِلَ أَنْ يَكُونَ هُوَ وَمَا بَعْدَهُ دُعَاءً عَلَيْهِمْ . وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى هَذِهِ الْجُمْلَةِ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٌ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6ظَنَّ السَّوْءِ ) يَشْمَلُ ظُنُونَهُمُ الْفَاسِدَةَ مِنَ الشِّرْكِ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=116إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ) ، وَمِنِ انْتِفَاءِ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى الْأَشْيَاءَ وَعِلْمِهِ بِهَا كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=22وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا ) بُطْلَانُ خَلْقِ الْعَالَمِ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) . وَقِيلَ : " السَّوْءِ " هُنَا كَمَا تَقُولُ : هَذَا فِعْلُ سَوْءٍ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ : السُّوءُ فِيهِمَا بِضَمِّ السِّينِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=7وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) : لَمَّا تَقَدَّمَ تَعْذِيبُ الْكُفَّارِ وَالِانْتِقَامُ مِنْهُمْ ، نَاسَبَ ذِكْرَ الْعِزَّةِ . وَلَمَّا وَعَدَ تَعَالَى بِمُغَيَّبَاتٍ ، نَاسَبَ ذِكْرَ الْعِلْمِ ، وَقَرَنَ بِاللَّفْظَتَيْنِ ذِكْرَ جُنُودِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، فَمِنْهَا السَّكِينَةُ الَّتِي لِلْمُؤْمِنِينَ وَالنِّقْمَةُ لِلْمُنَافِقِينَ وَالْمُشْرِكِينَ ، وَمِنْ جُنُودِ اللَّهِ الْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ ، وَالْغُزَاةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9لِتُؤْمِنُوا ) ، وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ بِتَاءِ الْخِطَابِ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ ،
وَابْنُ كَثِيرٍ ،
وَأَبُو عَمْرٍو : بِيَاءِ الْغَيْبَةِ ،
وَالْجَحْدَرِيُّ : بِفَتْحِ التَّاءِ وَضَمِّ الزَّايِ خَفِيفٌ ، وَهُوَ أَيْضًا ،
وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ كَذَلِكَ ، إِلَّا أَنَّهُمْ كَسَرُوا الزَّايَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَالْيَمَانِيُّ : بِزَاءَيْنِ مِنَ الْعِزَّةِ ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي وَعَزَّرُوهُ فِي الْأَعْرَافِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ الضَّمَائِرَ عَائِدَةٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَتَفْرِيقُ الضَّمَائِرِ يَجْعَلُهَا لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَبَعْضُهَا لِلَّهِ تَعَالَى ، حَيْثُ يَلِيقُ قَوْلُ
الضَّحَّاكِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : صَلَاةُ الْفَجْرِ وَصَلَاةُ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ ) : هِيَ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ وَبَيْعَةُ الشَّجَرَةِ ، حِينَ أَخَذَ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْأُهْبَةَ لِقِتَالِ
قُرَيْشٍ ، حِينَ أُرْجِفَ بِقَتْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَقَدْ بَعَثَهُ إِلَى
قُرَيْشٍ يُعْلِمُهُمْ أَنَّهُ جَاءَ مُعْتَمِرًا لَا مُحَارِبًا ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنَ
الْحُدَيْبِيَةِ ، بَايَعَهُمْ عَلَى الصَّبْرِ الْمُتَنَاهِي فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ إِلَى أَقْصَى الْجَهْدِ ، وَلِذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=119سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَغَيْرُهُ : بَايَعْنَا عَلَى الْمَوْتِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ ،
وَجَابِرٌ : عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ . وَالْمُبَايَعَةُ : مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْبَيْعِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ) ، وَبَقِيَ اسْمُ الْبَيْعَةِ بَعْدُ عَلَى مُعَاهَدَةِ الْخُلَفَاءِ وَالْمُلُوكِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ) أَيْ صَفْقَتُهُمْ ، إِنَّمَا يُمْضِيهَا وَيَمْنَحُ الثَّمَنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=1254تَمَّامُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : إِنَّمَا يُبَايِعُونَ لِلَّهِ ، أَيْ لِأَجْلِ اللَّهِ وَلِوَجْهِهِ ، وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ ، أَيْ إِنَّمَا يُبَايِعُونَكَ لِلَّهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) . قَالَ الْجُمْهُورُ : الْيَدُ هُمَا النِّعْمَةُ ، أَيْ نِعْمَةُ اللَّهِ فِي هَذِهِ الْمُبَايَعَةِ ، لِمَا يُسْتَقْبَلُ مِنْ مَحَاسِنِهَا ، فَوْقَ أَيْدِيهِمُ الَّتِي مَدُّوهَا لِبَيْعَتِكَ . وَقِيلَ : قُوَّةُ اللَّهِ فَوْقَ قُوَاهُمْ فِي نَصْرِكَ وَنَصْرِهِمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : لَمَّا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ) ، أَكَّدَ تَأْكِيدًا عَلَى طَرِيقَةِ التَّخْيِيلِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) ، يُرِيدُ أَنَّ يَدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّتِي تَعْلُو يَدَيِ الْمُبَايِعِينَ ، هِيَ يَدُ اللَّهِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنِ الْجَوَارِحِ وَعَنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ . وَإِنَّمَا الْمَعْنَى : تَقْرِيرُ أَنَّ عَقْدَ الْمِيثَاقِ مَعَ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَعَقْدِهِ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ غَيْرِ تَفَاوُتٍ بَيْنَهُمَا ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) ،
[ ص: 92 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ) ، فَلَا يَعُودُ ضَرَرُ نَكْثِهِ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ . انْتَهَى . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : يَنْكُثُ ، بِكَسْرِ الْكَافِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : مَا نَكَثَ أَحَدٌ مِنَّا الْبَيْعَةَ إِلَّا
جَدُّ بْنُ قَيْسٍ ، وَكَانَ مُنَافِقًا ، اخْتَبَأَ تَحْتَ إِبِطِ بَعِيرِهِ ، وَلَمْ يَسِرْ مَعَ الْقَوْمِ فَحُرِمَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10عَلَيْهُ اللَّهَ ) : بِنَصْبِ الْهَاءِ . وَقُرِئَ : بِمَا عَهِدَ ثُلَاثِيًّا . وَقَرَأَ
الْحُمَيْدِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10فَسَيُؤْتِيهِ ) ، بِالْيَاءِ ، وَالْحَرَمِيَّانِ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : بِالنُّونِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10أَجْرًا عَظِيمًا ) : وَهِيَ الْجَنَّةُ ، وَأَوْ فِي لُغَةِ
تِهَامَةَ .