سورة التكوير مكية وهي تسع وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29052إذا الشمس كورت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=2وإذا النجوم انكدرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=3وإذا الجبال سيرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=4وإذا العشار عطلت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=5وإذا الوحوش حشرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=6وإذا البحار سجرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=7وإذا النفوس زوجت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=8وإذا الموءودة سئلت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=9بأي ذنب قتلت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=10وإذا الصحف نشرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=11وإذا السماء كشطت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=12وإذا الجحيم سعرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=13وإذا الجنة أزلفت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=14علمت نفس ما أحضرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=15فلا أقسم بالخنس nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=16الجواري الكنس nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=17والليل إذا عسعس nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=18والصبح إذا تنفس nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=19إنه لقول رسول كريم nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=20ذي قوة عند ذي العرش مكين nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=21مطاع ثم أمين nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=22وما صاحبكم بمجنون nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=23ولقد رآه بالأفق المبين nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=24وما هو على الغيب بضنين nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=25وما هو بقول شيطان رجيم nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=26فأين تذهبون nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=27إن هو إلا ذكر للعالمين nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=28لمن شاء منكم أن يستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=29وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )
انكدرت النجوم : انتثرت . وقال
أبو عبيدة : انصبت كما تنصب القعاب إذا كسرت . قال العجاج يصف صقرا :
أبصر حرمات فلاة فانكدر تقصي البازي إذا البازي كسر
العشار جمع عشراء ، وهي الناقة التي مر لحملها عشرة أشهر ، ثم هو اسمها إلى أن تضع في تمام السنة . التعطيل : التفريغ والإهمال . الوحش : حيوان البر الذي ليس في طبعه التآنس ببني آدم . الموءودة : البنت التي تدفن حية : وأصله من النقل ، كأنها تنقل من التراب حتى تموت ، ومنه اتئد : أي توقر وأثقل ولا تخف . الكشط : التقشير ، كشطت جلد الشاة : سلخته عنها . الخنس جمع خانس ، والخنوس : الانقباض والاستخفاء . تقول خنس بين القوم وانخنس . الكنس جمع كانس وكانسة ، يقال : كنس إذا دخل الكناس ، وهو المكان الذي تأوي إليه الظباء . والخنس : تأخر الأنف عن الشفة مع ارتفاع قليل من الأرنبة . ( عسعس ) قال
الفراء : عسعس الليل وعسس ، إذا لم يبق منه القليل . وقال
الخليل : عسعس الليل : أقبل وأدبر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : هو من الأضداد . وقال
علقمة بن قرط :
حتى إذا الصبح لها تنفسا وانجاب عنها ليلها وعسعسا
وقال
رؤبة :
يا هند ما أسرع ما تعسعسا من بعدما كان فتى قرعرعا
التنفس : خروج النسيم من الجوف ، واستعير للصبح ، ومعناه : امتداده حتى يصير نهارا واضحا . الظنين : المتهم ، فعيل بمعنى مفعول ، ظننت الرجل : اتهمته ، والظنين : البخيل ، قال الشاعر :
أجود بمكنون الحديث وإنني بسرك عن ما سألتني لضنين
[ ص: 431 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=1إذا الشمس كورت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=2وإذا النجوم انكدرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=3وإذا الجبال سيرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=4وإذا العشار عطلت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=5وإذا الوحوش حشرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=6وإذا البحار سجرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=7وإذا النفوس زوجت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=8وإذا الموءودة سئلت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=9بأي ذنب قتلت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=10وإذا الصحف نشرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=11وإذا السماء كشطت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=12وإذا الجحيم سعرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=13وإذا الجنة أزلفت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=14علمت نفس ما أحضرت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=15فلا أقسم بالخنس nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=16الجواري الكنس nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=17والليل إذا عسعس nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=18والصبح إذا تنفس nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=19إنه لقول رسول كريم nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=20ذي قوة عند ذي العرش مكين nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=21مطاع ثم أمين nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=22وما صاحبكم بمجنون nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=23ولقد رآه بالأفق المبين nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=24وما هو على الغيب بضنين nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=25وما هو بقول شيطان رجيم nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=26فأين تذهبون nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=27إن هو إلا ذكر للعالمين nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=28لمن شاء منكم أن يستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=29وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) .
هذه السورة مكية ، ومناسبتها لما قبلها في غاية الظهور ، وتكوير الشمس ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : إدخالها في العرش . وقال
مجاهد وقتادة والحسن : ذهاب ضوئها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14355الربيع بن خيثم : رمى بها ، ومنه : كورته فتكور . وقال
أبو صالح : نكست ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا : أظلمت ، وعن
مجاهد : اضمحلت . وقيل : غورت ، وقيل : يلف بعضها ببعض ويرمي بها في البحر . وقال
أبو عبيدة : كورت مثل تكوير العمامة . وقال
القرطبي : من كار العمامة على رأسه يكورها ، أي لاثها وجمعها ، فهي تكور ، ثم يمحي ضوءها ، ثم يرمي بها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : ارتفاع الشمس على الابتداء أو الفاعلية ؟ قلت : بل على الفاعلية ، رافعها فعل مضمر يفسره ( كورت ) لأن إذا يطلب الفعل لما فيه من معنى الشرط . انتهى . ومن طريقته أنه يسمي المفعول الذي لم يسم فاعله فاعلا ، ولا مشاحة في الاصطلاح ،
[ ص: 432 ] وليس ما ذكر من الإعراب مجمعا على تحتمه عند النحاة ، بل يجوز رفع الشمس على الابتداء عند الأخفش والكوفيين ؛ لأنهم يجيزون أن تجيء الجملة الاسمية بعد إذا ، نحو : إذا زيد يكرمك فأكرمه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=2انكدرت ) عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : تساقطت ، وعنه أيضا : تغيرت فلم يبق لها ضوء لزوالها عن أماكنها ، من قولهم : ماء كدر : أي متغير . وتسيير الجبال : أي عن وجه الأرض ، أو سيرت في الجو تسيير السحاب ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وهي تمر مر السحاب ) وهذا قبل نسفها ، وذلك في أول هول يوم القيامة . والعشار : أنفس ما عند العرب من المال ، وتعطيلها : تركها مسيبة مهملة ، أو عن الحلب لاشتغالهم بأنفسهم ، أو عن أن يحمل عنها الفحول ، وأطلق عليها عشارا باعتبار ما سبق لها ذلك . قال
القرطبي : وهذا على وجه المثل ؛ لأنه في القيامة لا يكون عشراء ، فالمعنى : أنه لو كان عشراء لعطلها أهلها واشتغلوا بأنفسهم . وقيل : إذا قاموا من القبور شاهدوا الوحوش والدواب محشورة وعشارهم فيها التي كانت كرائم أموالهم ، لم يعبئوا بها لشغلهم بأنفسهم . وقيل : العشار : السحاب ، وتعطيلها من الماء فلا تمطر . والعرب تسمي السحاب بالحامل . وقيل : العشار : الديار تعطل فلا تسكن . وقيل : العشار : الأرض التي يعشر زرعها ، تعطل فلا تزرع .
وقرأ الجمهور : ( عطلت ) بتشديد الطاء ،
ومضر عن
اليزيدي : بتخفيفها ، كذا في كتاب
ابن خالويه ، وفي كتاب اللوامح عن
ابن كثير ، قال في اللوامح ، وقيل : هو وهم إنما هو عطلت بفتحتين بمعنى تعطلت ، لأن التشديد فيه التعدي ، يقال : منه عطلت الشيء وأعطلته فعطل بنفسه ، وعطلت المرأة فهي عاطل إذا لم يكن عليها الحلي ، فلعل هذه القراءة عن
ابن كثير لغة استوى فيها فعلت وأفعلت ، والله أعلم . انتهى . وقال
امرؤ القيس :
وجيد كجيد الريم ليس بفاحش إذا هي نصته ولا بمعطل
( حشرت ) : أي جمعت من كل ناحية . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : جمعت بالموت ، فلا تبعث ولا يحضر في القيامة غير الثقلين . وعنه وعن
قتادة وجماعة : يحشر كل شيء حتى الذباب . وعنه : تحشر الوحوش حتى يقتص من بعضها لبعض ، ثم يقتص للجماء من القرناء ، ثم يقال لها موتي فتموت . وقيل : إذا قضي بينها ردت ترابا فلا يبقى منها إلا ما فيه سرور لبني آدم وإعجاب بصورته ، كالطاووس ونحوه . وقال
أبي : في الدنيا في أول الهول تفر في الأرض وتجتمع إلى بني آدم تآنسا بهم . وقرأ الجمهور : ( حشرت ) بخف الشين ،
والحسن nindex.php?page=showalam&ids=16723وعمرو بن ميمون : بشدها (
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=6وإذا البحار سجرت ) : تقدم أقوال العلماء في سجر البحر في ( الطور ، والبحر المسجور ) وفي كتاب لغات القراءات ، ( سجرت ) جمعت بلغة خثعم . وقال هنا
ابن عطية : ويحتمل أن يكون المعنى : ملكت وقيد اضطرابها حتى لا تخرج على الأرض من الهول ، فتكون اللفظة مأخوذة من ساجور الكلب . وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو : بخف الجيم ، وباقي السبعة : بشدها .
قال
ابن عطية : وذهب قوم إلى أن هذه الأشياء المذكورة استعارات في كل ابن آدم وأحواله عند الموت . فالشمس نفسه ، والنجوم عيناه وحواسه ، وهذا قول ذاهب إلى إثبات الرموز في كتاب الله تعالى . انتهى . وهذا مذهب الباطنية ، ومذاهب من ينتمي إلى الإسلام من غلاة الصوفية ، وقد أشرنا إليهم في خطبة هذا الكتاب ، وإنما هؤلاء زنادقة تستروا بالانتماء إلى ملة الإسلام . وكتاب الله جاء بلسان عربي مبين ، لا رمز فيه ولا لغز ولا باطن ، ولا إيماء لشيء مما تنتحله الفلاسفة ولا أهل الطبائع ، ولقد ضمن تفسيره
أبو عبد الله الرازي المعروف
بابن خطيب الري أشياء مما قاله الحكماء عنده وأصحاب النجوم وأصحاب الهيئة ، وذلك كله بمعزل عن تفسير كتاب الله عز وجل . وكذلك ما ذكره صاحب التحرير والتحبير في آخر ما يفسره من الآيات من كلام من ينتمي إلى الصوف ويسميها الحقائق ، وفيها ما لا يحل كتابته ،
[ ص: 433 ] فضلا عن أن يعتقد ، نسأل الله تعالى السلامة في ديننا وعقائدنا وما به قوام ديننا ودنيانا .
سُورَةُ التَّكْوِيرِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29052إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=2وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=3وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=4وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=5وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=6وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=7وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=8وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=9بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=10وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=11وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=12وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=13وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=14عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=15فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=16الْجَوَارِي الْكُنَّسِ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=17وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=18وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=19إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=20ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=21مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=22وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=23وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=24وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=25وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=26فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=27إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=28لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=29وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )
انْكَدَرَتِ النُّجُومُ : انْتَثَرَتْ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : انْصَبَّتْ كَمَا تَنْصَبُّ الْقِعَابُ إِذَا كُسِرَتْ . قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ صَقْرًا :
أَبْصَرَ حُرُمَاتِ فَلَاةٍ فَانْكَدَرْ تَقَصِّيَ الْبَازِي إِذَا الْبَازِي كَسَرْ
الْعِشَارُ جَمْعُ عُشَرَاءَ ، وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي مَرَّ لِحَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشْهُرٍ ، ثُمَّ هُوَ اسْمُهَا إِلَى أَنْ تَضَعَ فِي تَمَامِ السَّنَةِ . التَّعْطِيلُ : التَّفْرِيغُ وَالْإِهْمَالُ . الْوَحْشُ : حَيَوَانُ الْبَرِّ الَّذِي لَيْسَ فِي طَبْعِهِ التَّآنُسُ بِبَنِي آدَمَ . الْمَوْءُودَةُ : الْبِنْتُ الَّتِي تُدْفَنُ حَيَّةً : وَأَصْلُهُ مِنَ النَّقْلِ ، كَأَنَّهَا تُنْقَلُ مِنَ التُّرَابِ حَتَّى تَمُوتَ ، وَمِنْهُ اتَّئِدْ : أَيْ تَوَقَّرْ وَأَثْقِلْ وَلَا تَخَفْ . الْكَشْطُ : التَّقْشِيرُ ، كَشَطْتُ جِلْدَ الشَّاةِ : سَلَخْتُهُ عَنْهَا . الْخُنَّسُ جَمْعُ خَانِسٍ ، وَالْخُنُوسُ : الِانْقِبَاضُ وَالِاسْتِخْفَاءُ . تَقُولُ خَنَسَ بَيْنَ الْقَوْمِ وَانْخَنَسَ . الْكُنَّسُ جَمْعُ كَانِسٍ وَكَانِسَةٍ ، يُقَالُ : كَنَسَ إِذَا دَخَلَ الْكِنَاسَ ، وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي تَأْوِي إِلَيْهِ الظِّبَاءُ . وَالْخَنْسُ : تَأَخُّرُ الْأَنْفِ عَنِ الشَّفَةِ مَعَ ارْتِفَاعٍ قَلِيلٍ مِنَ الْأَرْنَبَةِ . ( عَسْعَسَ ) قَالَ
الْفَرَّاءُ : عَسْعَسَ اللَّيْلُ وَعَسَسَ ، إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنْهُ الْقَلِيلُ . وَقَالَ
الْخَلِيلُ : عَسْعَسَ اللَّيْلُ : أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : هُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ . وَقَالَ
عَلْقَمَةُ بْنُ قُرْطٍ :
حَتَّى إِذَا الصُّبْحُ لَهَا تَنَفَّسَا وَانْجَابَ عَنْهَا لَيْلُهَا وَعَسْعَسَا
وَقَالَ
رُؤْبَةُ :
يَا هِنْدُ مَا أَسْرَعَ مَا تَعَسْعَسَا مِنْ بَعْدَمَا كَانَ فَتًى قَرْعَرْعَا
التَّنَفُّسُ : خُرُوجُ النَّسِيمِ مِنَ الْجَوْفِ ، وَاسْتُعِيرَ لِلصُّبْحِ ، وَمَعْنَاهُ : امْتِدَادُهُ حَتَّى يَصِيرَ نَهَارًا وَاضِحًا . الظَّنِينُ : الْمُتَّهَمُ ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ ، ظَنَنْتُ الرَّجُلَ : اتَّهَمْتُهُ ، وَالظَّنِينُ : الْبَخِيلُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
أَجُودُ بِمَكْنُونِ الْحَدِيثِ وَإِنَّنِي بِسِرِّكَ عَنْ مَا سَأَلْتَنِي لَضَنِينُ
[ ص: 431 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=1إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=2وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=3وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=4وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=5وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=6وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=7وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=8وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=9بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=10وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=11وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=12وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=13وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=14عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=15فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=16الْجَوَارِي الْكُنَّسِ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=17وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=18وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=19إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=20ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=21مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=22وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=23وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=24وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=25وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=26فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=27إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=28لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=29وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) .
هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، وَمُنَاسَبَتُهَا لِمَا قَبْلَهَا فِي غَايَةِ الظُّهُورِ ، وَتَكْوِيرُ الشَّمْسِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : إِدْخَالُهَا فِي الْعَرْشِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَالْحَسَنُ : ذَهَابُ ضَوْئِهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14355الرَّبِيعُ بْنُ خَيْثَمٍ : رَمَى بِهَا ، وَمِنْهُ : كَوَّرْتُهُ فَتَكَوَّرَ . وَقَالَ
أَبُو صَالِحٍ : نَكَسَتْ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا : أَظْلَمَتْ ، وَعَنْ
مُجَاهِدٍ : اضْمَحَلَّتْ . وَقِيلَ : غَوَّرَتْ ، وَقِيلَ : يَلُفُّ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ وَيَرْمِي بِهَا فِي الْبَحْرِ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : كُوِّرَتْ مِثْلَ تَكْوِيرِ الْعِمَامَةِ . وَقَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : مِنْ كَارَ الْعِمَامَةَ عَلَى رَأْسِهِ يُكَوِّرُهَا ، أَيْ لَاثَهَا وَجَمَعَهَا ، فَهِيَ تُكَوَّرُ ، ثُمَّ يَمْحِي ضَوْءَهَا ، ثُمَّ يَرْمِي بِهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : ارْتِفَاعُ الشَّمْسِ عَلَى الِابْتِدَاءِ أَوِ الْفَاعِلِيَّةِ ؟ قُلْتُ : بَلْ عَلَى الْفَاعِلِيَّةِ ، رَافِعُهَا فِعْلٌ مُضْمَرٌ يُفَسِّرُهُ ( كُوِّرَتْ ) لِأَنَّ إِذَا يَطْلُبُ الْفِعْلَ لِمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الشَّرْطِ . انْتَهَى . وَمِنْ طَرِيقَتِهِ أَنَّهُ يُسَمِّي الْمَفْعُولَ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَاعِلًا ، وَلَا مُشَاحَّةَ فِي الِاصْطِلَاحِ ،
[ ص: 432 ] وَلَيْسَ مَا ذُكِرَ مِنِ الْإِعْرَابِ مُجْمَعًا عَلَى تَحَتُّمِهِ عِنْدَ النُّحَاةِ ، بَلْ يَجُوزُ رَفْعُ الشَّمْسِ عَلَى الِابْتِدَاءِ عِنْدَ الْأَخْفَشِ وَالْكُوفِيِّينَ ؛ لِأَنَّهُمْ يُجِيزُونَ أَنْ تَجِيءَ الْجُمْلَةُ الِاسْمِيَّةُ بَعْدَ إِذَا ، نَحْوُ : إِذَا زَيْدٌ يُكْرِمُكَ فَأَكْرِمْهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=2انْكَدَرَتْ ) عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : تَسَاقَطَتْ ، وَعَنْهُ أَيْضًا : تَغَيَّرَتْ فَلَمْ يَبْقَ لَهَا ضَوْءٌ لِزَوَالِهَا عَنْ أَمَاكِنِهَا ، مِنْ قَوْلِهِمْ : مَاءٌ كَدِرٌ : أَيْ مُتَغَيِّرٌ . وَتَسْيِيرُ الْجِبَالِ : أَيْ عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ ، أَوْ سُيِّرَتْ فِي الْجَوِّ تَسْيِيرَ السَّحَابِ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) وَهَذَا قَبْلُ نَسْفِهَا ، وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَالْعِشَارُ : أَنْفَسُ مَا عِنْدَ الْعَرَبِ مِنَ الْمَالِ ، وَتَعْطِيلُهَا : تَرْكُهَا مُسَيَّبَةً مُهْمَلَةً ، أَوْ عَنِ الْحَلْبِ لِاشْتِغَالِهِمْ بِأَنْفُسِهِمْ ، أَوْ عَنْ أَنْ يُحْمَلَ عَنْهَا الْفُحُولُ ، وَأَطْلَقَ عَلَيْهَا عِشَارًا بِاعْتِبَارِ مَا سَبَقَ لَهَا ذَلِكَ . قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَهَذَا عَلَى وَجْهِ الْمَثَلِ ؛ لِأَنَّهُ فِي الْقِيَامَةِ لَا يَكُونُ عُشَرَاءُ ، فَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَوْ كَانَ عُشَرَاءُ لَعَطَّلَهَا أَهْلُهَا وَاشْتَغَلُوا بِأَنْفُسِهِمْ . وَقِيلَ : إِذَا قَامُوا مِنَ الْقُبُورِ شَاهَدُوا الْوُحُوشَ وَالدَّوَابَّ مَحْشُورَةً وَعِشَارُهُمْ فِيهَا الَّتِي كَانَتْ كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ ، لَمْ يَعْبَئُوا بِهَا لِشُغْلِهِمْ بِأَنْفُسِهِمْ . وَقِيلَ : الْعِشَارُ : السَّحَابُ ، وَتَعْطِيلُهَا مِنَ الْمَاءِ فَلَا تُمْطِرُ . وَالْعَرَبُ تُسَمِّي السَّحَابَ بِالْحَامِلِ . وَقِيلَ : الْعِشَارُ : الدِّيَارُ تُعَطَّلُ فَلَا تُسْكَنُ . وَقِيلَ : الْعِشَارُ : الْأَرْضُ الَّتِي يُعَشَّرُ زَرْعُهَا ، تُعَطَّلُ فَلَا تُزْرَعُ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( عُطِّلَتْ ) بِتَشْدِيدِ الطَّاءِ ،
وَمُضَرُ عَنِ
الْيَزِيدِيِّ : بِتَخْفِيفِهَا ، كَذَا فِي كِتَابِ
ابْنِ خَالَوَيْهِ ، وَفِي كِتَابِ اللَّوَامِحِ عَنِ
ابْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ فِي اللَّوَامِحِ ، وَقِيلَ : هُوَ وَهْمٌ إِنَّمَا هُوَ عَطَلَتْ بِفَتْحَتَيْنِ بِمَعْنَى تَعَطَّلَتْ ، لِأَنَّ التَّشْدِيدَ فِيهِ التَّعَدِّي ، يُقَالُ : مِنْهُ عَطَّلْتُ الشَّيْءَ وَأَعْطَلْتُهُ فَعَطِلَ بِنَفْسِهِ ، وَعَطِلَتِ الْمَرْأَةُ فَهِيَ عَاطِلٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا الْحُلِيُّ ، فَلَعَلَّ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ عَنِ
ابْنِ كَثِيرٍ لُغَةٌ اسْتَوَى فِيهَا فَعِلَتْ وَأَفْعَلَتْ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . انْتَهَى . وَقَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
وَجِيدٍ كَجِيدِ الرِّيمِ لَيْسَ بِفَاحِشٍ إِذَا هِيَ نَصَّتْهُ وَلَا بِمُعَطَّلِ
( حُشِرَتْ ) : أَيْ جُمِعَتْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : جُمِعَتْ بِالْمَوْتِ ، فَلَا تُبْعَثُ وَلَا يَحْضُرُ فِي الْقِيَامَةِ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ . وَعَنْهُ وَعَنْ
قَتَادَةَ وَجَمَاعَةٍ : يُحْشَرُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الذُّبَابُ . وَعَنْهُ : تُحْشَرُ الْوُحُوشُ حَتَّى يُقْتَصَّ مِنْ بَعْضِهَا لِبَعْضٍ ، ثُمَّ يُقْتَصَّ لِلْجَمَّاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهَا مُوتِي فَتَمُوتُ . وَقِيلَ : إِذَا قُضِيَ بَيْنَهَا رُدَّتْ تُرَابًا فَلَا يَبْقَى مِنْهَا إِلَّا مَا فِيهِ سُرُورٌ لِبَنِي آدَمَ وَإِعْجَابٌ بِصُورَتِهِ ، كَالطَّاوُوسِ وَنَحْوِهِ . وَقَالَ
أُبَيٌّ : فِي الدُّنْيَا فِي أَوَّلِ الْهَوْلِ تَفِرُّ فِي الْأَرْضِ وَتَجْتَمِعُ إِلَى بَنِي آدَمَ تَآنُسًا بِهِمْ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( حُشِرَتْ ) بِخَفِّ الشِّينِ ،
وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16723وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ : بِشَدِّهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=6وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) : تَقَدَّمَ أَقْوَالُ الْعُلَمَاءِ فِي سَجْرِ الْبَحْرِ فِي ( الطُّورِ ، وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ) وَفِي كِتَابِ لُغَاتِ الْقِرَاءَاتِ ، ( سُجِّرَتْ ) جُمِعَتْ بِلُغَةِ خَثْعَمَ . وَقَالَ هُنَا
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : مُلِكَتْ وَقُيِّدَ اضْطِرَابُهَا حَتَّى لَا تَخْرُجَ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْهَوْلِ ، فَتَكُونَ اللَّفْظَةُ مَأْخُوذَةً مِنْ سَاجُورِ الْكَلْبِ . وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو : بِخَفِّ الْجِيمِ ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ : بِشَدِّهَا .
قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ الْمَذْكُورَةَ اسْتِعَارَاتٌ فِي كُلِّ ابْنِ آدَمَ وَأَحْوَالِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ . فَالشَّمْسُ نَفْسُهُ ، وَالنُّجُومُ عَيْنَاهُ وَحَوَاسُّهُ ، وَهَذَا قَوْلٌ ذَاهِبٌ إِلَى إِثْبَاتِ الرُّمُوزِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى . انْتَهَى . وَهَذَا مَذْهَبُ الْبَاطِنِيَّةِ ، وَمَذَاهِبُ مَنْ يَنْتَمِي إِلَى الْإِسْلَامِ مِنْ غُلَاةِ الصُّوفِيَّةِ ، وَقَدْ أَشَرْنَا إِلَيْهِمْ فِي خُطْبَةِ هَذَا الْكِتَابِ ، وَإِنَّمَا هَؤُلَاءِ زَنَادِقَةٌ تَسَتَّرُوا بِالِانْتِمَاءِ إِلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ . وَكِتَابُ اللَّهِ جَاءَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ، لَا رَمْزَ فِيهِ وَلَا لُغْزَ وَلَا بَاطِنَ ، وَلَا إِيمَاءَ لِشَيْءٍ مِمَّا تَنْتَحِلُهُ الْفَلَاسِفَةُ وَلَا أَهْلُ الطَّبَائِعِ ، وَلَقَدْ ضَمَّنَ تَفْسِيرَهُ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ الْمَعْرُوفُ
بِابْنِ خَطِيبِ الرَّيِّ أَشْيَاءَ مِمَّا قَالَهُ الْحُكَمَاءُ عِنْدَهُ وَأَصْحَابُ النُّجُومِ وَأَصْحَابُ الْهَيْئَةِ ، وَذَلِكَ كُلُّهُ بِمَعْزِلٍ عَنْ تَفْسِيرِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ صَاحِبُ التَّحْرِيرِ وَالتَّحْبِيرِ فِي آخِرِ مَا يُفَسِّرُهُ مِنَ الْآيَاتِ مِنْ كَلَامِ مَنْ يَنْتَمِي إِلَى الصُّوفِ وَيُسَمِّيهَا الْحَقَائِقَ ، وَفِيهَا مَا لَا يَحِلُّ كِتَابَتُهُ ،
[ ص: 433 ] فَضْلًا عَنْ أَنْ يُعْتَقَدَ ، نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى السَّلَامَةَ فِي دِينِنَا وَعَقَائِدِنَا وَمَا بِهِ قِوَامُ دِينِنَا وَدُنْيَانَا .