nindex.php?page=treesubj&link=29066سورة التين مكية وهي ثماني آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=1والتين والزيتون nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وطور سينين nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وهذا البلد الأمين nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5ثم رددناه أسفل سافلين nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فما يكذبك بعد بالدين nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أليس الله بأحكم الحاكمين )
التين : هو الفاكهة المعروفة ، واسم جبل ، وتأتي أقوال المفسرين فيه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29066والتين والزيتون nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وطور سينين nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وهذا البلد الأمين nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5ثم رددناه أسفل سافلين nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فما يكذبك بعد بالدين nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أليس الله بأحكم الحاكمين ) .
هذه السورة مكية في قول الجمهور ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقتادة : مدنية ، ولما ذكر فيما قبلها من كمله الله خلقا وخلقا وفضله على سائر العالم ذكر هنا حالة من يعاديه ، وأنه يرده أسفل سافلين في الدنيا والآخرة ، وأقسم تعالى بما أقسم به أنه خلقه مهيأ لقبول الحق ، ثم نقله كما أراد إلى الحالة السافلة ، والظاهر أن التين والزيتون هما المشهوران بهذا الاسم ، وفي الحديث مدح التين وأنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20وشجرة تخرج من طور سيناء ) قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح nindex.php?page=showalam&ids=11867وجابر بن زيد ومقاتل والكلبي . وقال
كعب وعكرمة : أقسم تعالى بمنابتهما ، فإن التين ينبت كثيرا
بدمشق ، والزيتون
بإيليا ، فأقسم بالأرضين . وقال
قتادة : هما جبلان
بالشام ، على أحدهما
دمشق وعلى الآخر
بيت المقدس . انتهى . وفي شعر
النابغة ذكر التين وشرح بأنه جبل مستطيل ، قال
النابغة :
صهب الظلال أتين التين عن عرض يزجين غيما قليلا ماؤه شبما
وقيل : هما مسجدان ، واضطربوا في مواضعهما اضطرابا كثيرا ضربنا عن ذلك صفحا ولم يختلف في
طور سيناء أنه جبل
بالشام ، وهو الذي كلم الله تعالى
موسى عليه السلام عليه . ومعنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2سينين ) ذو الشجر ، وقال
عكرمة : حسن مبارك ، وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2سينين ) ، وابن أبي إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16723وعمرو بن ميمون [ ص: 490 ] وأبو رجاء : بفتح السين ، وهي لغة
بكر وتميم ، قال الزمخشري : ونحو سينون بيرون في جواز الإعراب بالواو والياء ، والإقرار على الياء تحريكا للنون بحركات الإعراب . انتهى . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وعبد الله وطلحة والحسن :
سيناء بكسر السين والمد ،
وعمر أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي : بفتحها والمد ، وهو لفظ سرياني اختلفت بها لغات العرب . وقال
الأخفش : سينين شجر واحده سينينة .
(
nindex.php?page=treesubj&link=29066وهذا البلد الأمين ) هو
مكة ، وأمين للمبالغة ، أي آمن من فيه ومن دخله وما فيه من طير وحيوان ، أو من أمن الرجل بضم الميم أمانة فهو أمين ، وأمانته حفظه من دخله ولا ما فيه من طير وحيوان ، أو من أمن الرجل بضم الميم أمانة فهو أمين ، كما يحفظ الأمين ما يؤتمن عليه ، ويجوز أن يكون بمعنى مفعول من أمنه لأنه مأمون الغوائل ، كما وصف بالآمن في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57حرما آمنا ) بمعنى ذي أمن . ومعنى القسم بهذه الأشياء إبانة شرفها وما ظهر فيها من الخير بسكنى الأنبياء والصالحين ، فمنبت التين والزيتون مهاجر
إبراهيم عليه السلام ، ومولد
عيسى ومنشؤه ،
والطور هو المكان الذي نودي عليه
موسى عليه السلام ،
ومكة مكان مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومكان البيت الذي هو هدى للعالمين . (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4في أحسن تقويم ) قال
النخعي ومجاهد وقتادة : حسن صورته وحواسه ، وقيل : انتصاب قامته ، وقال
أبو بكر بن طاهر : عقله وإدراكه زيناه بالتمييز ، وقال
عكرمة : شبابه وقوته ، والأولى العموم في كل ما هو أحسن ، والإنسان هنا اسم جنس ، وأحسن صفة لمحذوف ، أي في تقويم أحسن .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29066ثم رددناه أسفل سافلين ) قال
عكرمة والضحاك والنخعي : بالهرم وذهول العقل وتغلب الكبر حتى يصير لا يعلم شيئا ، أما المؤمن فمرفوع عنه القلم والاستثناء على هذا منقطع ، وليس المعنى أن كل إنسان يعتريه هذا ، بل في الجنس من يعتريه ذلك ، وقال
الحسن ومجاهد وأبو العالية وابن زيد وقتادة أيضا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5أسفل سافلين ) في النار على كفره ، ثم استثنى استثناء متصلا . وقرأ الجمهور : سافلين منكرا ،
وعبد الله : السافلين معرفا بالألف واللام ، وأخذ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أقوال السلف وحسنها ببلاغته وانتفاء ألفاظه ، فقال : في أحسن تعديل لشكله وصورته وتسوية أعضائه ، ثم كان عاقبة أمره حين لم يشكر نعمة تلك الخلقة الحسنة القويمة السوية ، إذ رددناه أسفل من سفل خلقا وتركيبا ، يعني أقبح من قبح صورة وأشوهه خلقة ، وهم أصحاب النار ، وأسفل من سفل من أهل الدركات ، أو ثم رددناه بعد ذلك التقويم والتحسين أسفل من سفل في حسن الصورة والشكل ، حيث نكسناه في خلقه ، فقوس ظهره بعد اعتداله ، وابيض شعره بعد سواده ، وتشنن جلده وكان بضا ، وكل سمعه وبصره وكانا حديدين ، وتغير كل شيء فيه ، فمشيه دلف ، وصوته خفات ، وقوته ضعف ، وشهامته خرف . انتهى . وفيه تكثير . وعلى أن ذلك الرد هو إلى الهرم ، فالمعنى : ولكن الصالحين من الهرمى لهم ثواب دائم غير منقطع على طاعتهم وصبرهم على ابتلاء الله بالشيخوخة والهرم . وفي الحديث : (
إذا بلغ مائة ولم يعمل كتب له مثل ما كان يعمل في صحته ولم تكتب عليه سيئة ) وفيه أيضا :
إن المؤمن إذا رد لأرذل العمر كتب له ما كان يعمل في قوته ، وذلك أجر غير ممنون وممنوع مقطوع ، أي محسوب يمن به عليهم ، والخطاب في (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فما يكذبك ) للإنسان الكافر ، قاله الجمهور ، أي ما الذي يكذبك ، أي يجعلك مكذبا بالدين تجعل لله أندادا وتزعم أن لا بعث بعد هذه الدلائل ؟ وقال
قتادة والأخفش nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : قال الله لرسوله ، صلى الله عليه وسلم : فإذا الذي يكذبك فيما تخبر به من الجزاء والبعث وهو الدين بعد هذه العبر التي يوجب النظر فيها صحة ما قلت .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29066أليس الله بأحكم الحاكمين ) وعيد للكفار وإخبار بعدله تعالى .
nindex.php?page=treesubj&link=29066سُورَةُ التِّينِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ ثَمَانِي آيَاتٍ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=1وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وَطُورِ سِينِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ )
التِّينُ : هُوَ الْفَاكِهَةُ الْمَعْرُوفَةُ ، وَاسْمُ جَبَلٍ ، وَتَأْتِي أَقْوَالُ الْمُفَسِّرِينَ فِيهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29066وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وَطُورِ سِينِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ) .
هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ : مَدَنِيَّةٌ ، وَلَمَّا ذَكَرَ فِيمَا قَبْلَهَا مَنْ كَمَّلَهُ اللَّهُ خَلْقًا وَخُلُقًا وَفَضَّلَهُ عَلَى سَائِرِ الْعَالَمِ ذَكَرَ هُنَا حَالَةَ مَنْ يُعَادِيهِ ، وَأَنَّهُ يَرُدُّهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَأَقْسَمَ تَعَالَى بِمَا أَقْسَمَ بِهِ أَنَّهُ خَلَقَهُ مُهَيَّأً لِقَبُولِ الْحَقِّ ، ثُمَّ نَقَلَهُ كَمَا أَرَادَ إِلَى الْحَالَةِ السَّافِلَةِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ التِّينَ وَالزَّيْتُونَ هُمَا الْمَشْهُورَانِ بِهَذَا الِاسْمِ ، وَفِي الْحَدِيثِ مَدْحُ التِّينِ وَأَنَّهَا تَقْطَعُ الْبَوَاسِيرَ وَتَنْفَعُ مِنَ النِّقْرِسِ وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ ) قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ وَالنَّخَعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ nindex.php?page=showalam&ids=11867وَجَابِرُ بْنُ زَيْدٍ وَمُقَاتِلٌ وَالْكَلْبِيُّ . وَقَالَ
كَعْبٌ وَعِكْرِمَةُ : أَقْسَمَ تَعَالَى بِمَنَابِتِهِمَا ، فَإِنَّ التِّينَ يَنْبُتُ كَثِيرًا
بِدِمَشْقَ ، وَالزَّيْتُونَ
بِإِيلِيَّا ، فَأَقْسَمَ بِالْأَرَضِينَ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : هُمَا جَبَلَانِ
بِالشَّامِ ، عَلَى أَحَدِهِمَا
دِمَشْقُ وَعَلَى الْآخَرِ
بَيْتُ الْمَقْدِسِ . انْتَهَى . وَفِي شِعْرِ
النَّابِغَةِ ذُكْرَ التِّينُ وَشُرِحَ بِأَنَّهُ جَبَلٌ مُسْتَطِيلٌ ، قَالَ
النَّابِغَةُ :
صُهْبَ الظِّلَالِ أَتَيْنَ التِّينَ عَنْ عُرُضٍ يُزْجِينَ غَيْمًا قَلِيلًا مَاؤُهُ شَبِمَا
وَقِيلَ : هُمَا مَسْجِدَانِ ، وَاضْطَرَبُوا فِي مَوَاضِعِهِمَا اضْطِرَابًا كَثِيرًا ضَرَبْنَا عَنْ ذَلِكَ صَفْحًا وَلَمْ يُخْتَلَفْ فِي
طُورِ سَيْنَاءَ أَنَّهُ جَبَلٌ
بِالشَّامِ ، وَهُوَ الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ تَعَالَى
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَيْهِ . وَمَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2سِينِينَ ) ذُو الشَّجَرِ ، وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : حَسَنٌ مُبَارَكٌ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2سِينِينَ ) ، وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16723وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ [ ص: 490 ] وَأَبُو رَجَاءٍ : بِفَتْحِ السِّينِ ، وَهِيَ لُغَةُ
بَكْرٍ وَتَمِيمٍ ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : وَنَحْوُ سِينُونَ بِيرُونَ فِي جَوَازِ الْإِعْرَابِ بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ ، وَالْإِقْرَارُ عَلَى الْيَاءِ تَحْرِيكًا للنُّونِ بِحَرَكَاتِ الْإِعْرَابِ . انْتَهَى . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَبْدُ اللَّهِ وَطَلْحَةُ وَالْحَسَنُ :
سِينَاءُ بِكَسْرِ السِّينِ وَالْمَدِّ ،
وَعُمَرُ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : بِفَتْحِهَا وَالْمَدِّ ، وَهُوَ لَفْظٌ سُرْيَانِيٌّ اخْتَلَفَتْ بِهَا لُغَاتُ الْعَرَبِ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : سِينِينُ شَجَرٌ وَاحِدُهُ سِينِينَةٌ .
(
nindex.php?page=treesubj&link=29066وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) هُوَ
مَكَّةُ ، وَأَمِينٌ لِلْمُبَالَغَةِ ، أَيْ آمِنٌ مَنْ فِيهِ وَمَنْ دَخَلَهُ وَمَا فِيهِ مِنْ طَيْرٍ وَحَيَوَانٍ ، أَوْ مِنْ أَمُنَ الرَّجُلُ بِضَمِّ الْمِيمِ أَمَانَةً فَهُوَ أَمِينٌ ، وَأَمَانَتُهُ حِفْظُهُ مَنْ دَخَلَهُ وَلَا مَا فِيهِ مِنْ طَيْرٍ وَحَيَوَانٍ ، أَوْ مِنْ أَمُنَ الرَّجُلُ بِضَمِّ الْمِيمِ أَمَانَةً فَهُوَ أَمِينٌ ، كَمَا يَحْفَظُ الْأَمِينُ مَا يُؤْتَمَنُ عَلَيْهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنْ أَمَّنَهُ لِأَنَّهُ مَأْمُونُ الْغَوَائِلِ ، كَمَا وُصِفَ بِالْآمِنِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57حَرَمًا آمِنًا ) بِمَعْنَى ذِي أَمْنٍ . وَمَعْنَى الْقَسَمِ بِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ إِبَانَةُ شَرَفِهَا وَمَا ظَهَرَ فِيهَا مِنَ الْخَيْرِ بِسُكْنَى الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، فَمَنْبَتِ التِّينِ وَالزَّيْتُونِ مُهَاجَرُ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَمَوْلِدُ
عِيسَى وَمَنْشَؤُهُ ،
وَالطُّورُ هُوَ الْمَكَانُ الَّذِي نُودِيَ عَلَيْهِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ،
وَمَكَّةُ مَكَانُ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَبْعَثِهِ وَمَكَانُ الْبَيْتِ الَّذِي هُوَ هُدًى لِلْعَالَمِينَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) قَالَ
النَّخَعِيُّ وَمُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ : حُسْنُ صُورَتِهِ وَحَوَاسِّهِ ، وَقِيلَ : انْتِصَابُ قَامَتِهِ ، وَقَالَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ طَاهِرٍ : عَقْلُهُ وَإِدْرَاكُهُ زَيَّنَاهُ بِالتَّمْيِيزِ ، وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : شَبَابُهُ وَقُوَّتُهُ ، وَالْأَوْلَى الْعُمُومُ فِي كُلِّ مَا هُوَ أَحْسَنُ ، وَالْإِنْسَانُ هُنَا اسْمُ جِنْسٍ ، وَأَحْسَنُ صِفَةٌ لِمَحْذُوفٍ ، أَيْ فِي تَقْوِيمٍ أَحْسَنَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29066ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ) قَالَ
عِكْرِمَةُ وَالضَّحَّاكُ وَالنَّخَعِيُّ : بِالْهِرَمِ وَذُهُولِ الْعَقْلِ وَتَغَلُّبِ الْكِبَرِ حَتَّى يَصِيرَ لَا يَعْلَمُ شَيْئًا ، أَمَّا الْمُؤْمِنُ فَمَرْفُوعٌ عَنْهُ الْقَلَمُ وَالِاسْتِثْنَاءُ عَلَى هَذَا مُنْقَطِعٌ ، وَلَيْسَ الْمَعْنَى أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يَعْتَرِيهِ هَذَا ، بَلْ فِي الْجِنْسِ مَنْ يَعْتَرِيهِ ذَلِكَ ، وَقَالَ
الْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَابْنُ زَيْدٍ وَقَتَادَةُ أَيْضًا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5أَسْفَلَ سَافِلِينَ ) فِي النَّارِ عَلَى كُفْرِهِ ، ثُمَّ اسْتَثْنَى اسْتِثْنَاءً مُتَّصِلًا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : سَافِلِينَ مُنَكَّرًا ،
وَعَبْدُ اللَّهِ : السَّافِلِينَ مُعَرَّفًا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ ، وَأَخَذَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَقْوَالَ السَّلَفِ وَحَسَّنَهَا بِبَلَاغَتِهِ وَانْتِفَاءِ أَلْفَاظِهِ ، فَقَالَ : فِي أَحْسَنِ تَعْدِيلٍ لِشَكْلِهِ وَصُورَتِهِ وَتَسْوِيَةِ أَعْضَائِهِ ، ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ أَمْرِهِ حِينَ لَمْ يَشْكُرْ نِعْمَةَ تِلْكَ الْخِلْقَةِ الْحَسَنَةِ الْقَوِيمَةِ السَّوِيَّةِ ، إِذْ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ مَنْ سَفُلَ خَلْقًا وَتَرْكِيبًا ، يَعْنِي أَقْبَحَ مَنْ قَبُحَ صُورَةً وَأَشْوَهَهُ خِلْقَةً ، وَهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ، وَأَسْفَلَ مَنْ سَفُلَ مِنْ أَهْلِ الدَّرَكَاتِ ، أَوْ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ التَّقْوِيمِ وَالتَّحْسِينِ أَسْفَلَ مَنْ سَفُلَ فِي حُسْنِ الصُّورَةِ وَالشَّكْلِ ، حَيْثُ نَكَّسْنَاهُ فِي خَلْقِهِ ، فَقُوِسَ ظَهْرُهُ بَعْدَ اعْتِدَالِهِ ، وَابْيَضَّ شَعْرُهُ بَعْدَ سَوَادِهِ ، وَتَشَنَّنَ جِلْدُهُ وَكَانَ بَضًّا ، وَكَلَّ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ وَكَانَا حَدِيدَيْنِ ، وَتَغَيَّرَ كُلُّ شَيْءٍ فِيهِ ، فَمَشْيُهُ دَلْفٌ ، وَصَوْتُهُ خُفَاتٌ ، وَقُوَّتُهُ ضَعْفٌ ، وَشَهَامَتُهُ خَرَفٌ . انْتَهَى . وَفِيهِ تَكْثِيرٌ . وَعَلَى أَنَّ ذَلِكَ الرَّدَّ هُوَ إِلَى الْهِرَمِ ، فَالْمَعْنَى : وَلَكِنَّ الصَّالِحِينَ مِنَ الْهَرْمَى لَهُمْ ثَوَابٌ دَائِمٌ غَيْرُ مُنْقَطِعٍ عَلَى طَاعَتِهِمْ وَصَبْرِهِمْ عَلَى ابْتِلَاءِ اللَّهِ بِالشَّيْخُوخَةِ وَالْهِرَمِ . وَفِي الْحَدِيثِ : (
إِذَا بَلَغَ مِائَةً وَلَمْ يَعْمَلْ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ وَلَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ ) وَفِيهِ أَيْضًا :
إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا رُدَّ لِأَرْذَلِ الْعُمُرِ كُتِبَ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي قُوَّتِهِ ، وَذَلِكَ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ وَمَمْنُوعٍ مَقْطُوعٍ ، أَيْ مَحْسُوبٍ يُمَنُّ بِهِ عَلَيْهِمْ ، وَالْخِطَابُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فَمَا يُكَذِّبُكَ ) لِلْإِنْسَانِ الْكَافِرِ ، قَالَهُ الْجُمْهُورُ ، أَيْ مَا الَّذِي يُكَذِّبُكَ ، أَيْ يَجْعَلُكَ مُكَذِّبًا بِالدِّينِ تَجْعَلُ لِلَّهِ أَنْدَادًا وَتَزْعُمُ أَنْ لَا بَعْثَ بَعْدَ هَذِهِ الدَّلَائِلِ ؟ وَقَالَ
قَتَادَةُ وَالْأَخْفَشُ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : قَالَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِذَا الَّذِي يُكَذِّبُكَ فِيمَا تُخْبِرُ بِهِ مِنَ الْجَزَاءِ وَالْبَعْثِ وَهُوَ الدِّينُ بَعْدَ هَذِهِ الْعِبَرِ الَّتِي يُوجِبُ النَّظَرُ فِيهَا صِحَّةَ مَا قَلْتَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29066أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ) وَعِيدٌ لِلْكُفَّارِ وَإِخْبَارٌ بِعَدْلِهِ تَعَالَى .