[ ص: 491 ] nindex.php?page=treesubj&link=29067سورة العلق مكية وهي تسع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خلق الإنسان من علق nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقرأ وربك الأكرم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الذي علم بالقلم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5علم الإنسان ما لم يعلم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6كلا إن الإنسان ليطغى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=7أن رآه استغنى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=8إن إلى ربك الرجعى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=9أرأيت الذي ينهى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=10عبدا إذا صلى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11أرأيت إن كان على الهدى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12أو أمر بالتقوى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13أرأيت إن كذب وتولى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14ألم يعلم بأن الله يرى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16ناصية كاذبة خاطئة nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فليدع ناديه nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سندع الزبانية nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19كلا لا تطعه واسجد واقترب )
السفع ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : الجذب بشدة ، وسفع بناصية فرسه : جذب ، قال
عمرو بن معدي كرب :
قوم إذا كثر الصياح رأيتهم من بين ملجم مهره أو سافع
وقال مؤرج : معناه الأخذ بلغة
قريش ، النادي والندى : المجلس ، ومنه قول الأعرابية : سيد ناديه وثمال عافيه ، وقال زهير :
وفيهم مقامات حسان وجوههم وأندية ينتابها القول والفعل
الزبانية : ملائكة العذاب ، فقيل : جمع لا واحد له من لفظه ، كعباديد . وقيل : واحدهم زبنية على وزن حدرية وعفرية ، قاله
أبو عبيدة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : زبني ، وكأنه نسب إلى الزبن ثم غير للنسب ، كقولهم : إنسي ، وأصله زباني ، قال
عيسى بن عمر ،
والأخفش : واحدهم زابن ، والعرب تطلق هذا الاسم على من اشتد بطشه ، ومنه قول الشاعر :
ومستعجب مما يرى من أناتنا ولو زبنته الحرب لم يترمرم
وقال عتبة بن أبي سفيان : وقد زبنتنا الحرب وزبناها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29067اقرأ باسم ربك الذي خلق nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خلق الإنسان من علق nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقرأ وربك الأكرم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الذي علم بالقلم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5علم الإنسان ما لم يعلم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6كلا إن الإنسان ليطغى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=7أن رآه استغنى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=8إن إلى ربك الرجعى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=9أرأيت الذي ينهى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=10عبدا إذا صلى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11أرأيت إن كان على الهدى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12أو أمر بالتقوى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13أرأيت إن كذب وتولى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14ألم يعلم بأن الله يرى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16ناصية كاذبة خاطئة nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فليدع ناديه nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سندع الزبانية nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19كلا لا تطعه واسجد واقترب )
[ ص: 492 ] هذه السورة مكية ، وصدرها
nindex.php?page=treesubj&link=29067_28858أول ما نزل من القرآن ، وذلك في
غار حراء على ما ثبت في صحيح البخاري وغيره ، وقول
جابر : أول ما نزل المدثر ، وقول
nindex.php?page=showalam&ids=12171أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل : أول ما نزل الفاتحة ، لا يصح ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومجاهد : هي
nindex.php?page=treesubj&link=28858أول سورة نزلت ، وأكثر المفسرين على أن الفاتحة أول ما نزل ثم سورة القلم . انتهى . ولما ذكر فيما قبلها خلق الإنسان في أحسن تقويم ، ثم ذكر ما عرض له بعد ذلك ، ذكره هنا منبها على شيء من أطواره ، وذكر نعمته عليه ، ثم ذكر طغيانه بعد ذلك وما يئول إليه حاله في الآخرة .
وقرأ الجمهور : ( اقرأ ) بهمزة ساكنة ، والأعشى ، عن
أبي بكر ، عن
عاصم : بحذفها كأنه على قول من يبدل الهمزة بمناسب حركتها فيقول : قرأ يقرا ، كسعى يسعى ، فلما أمر منه قيل : اقر بحذف الألف ، كما تقول : اسع ، والظاهر تعلق الباء باقرأ وتكون للاستعانة ، ومفعول اقرأ محذوف ، أي اقرأ ما يوحى إليك ، وقيل : ( باسم ربك ) هو المفعول وهو المأمور بقراءته ، كما تقول : اقرأ : الحمد لله . وقيل : المعنى اقرأ في أول كل سورة ، وقراءة بسم الله الرحمن الرحيم . وقال
الأخفش : الباء بمعنى على ، أي اقرأ على اسم الله ، كما قالوا في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وقال اركبوا فيها بسم الله ) أي على اسم الله . وقيل : المعنى اقرأ القرآن مبتدئا باسم ربك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : محل " باسم ربك " النصب على الحال ، أي اقرأ مفتتحا باسم ربك ، قل : بسم الله ثم اقرأ . انتهى . وهذا قاله قتادة ، المعنى : اقرأ ما أنزل عليك من القرآن مفتتحا باسم ربك ، وقال
أبو عبيدة : الباء صلة ، والمعنى اذكر ربك . وقال أيضا : الاسم صلة ، والمعنى اقرأ بعون ربك وتوفيقه ، وجاء باسم ربك ، ولم يأت بلفظ الجلالة لما في لفظ الرب من معنى الذي رباك ونظر في مصلحتك ، وجاء الخطاب ليدل على الاختصاص والتأنيس ، أي ليس لك رب غيره ، ثم جاء بصفة الخالق ، وهو المنشئ للعالم لما كانت العرب تسمي الأصنام أربابا ، أتى بالصفة التي لا يمكن شركة الأصنام فيها ، ولم يذكر متعلق الخلق أولا ، فالمعنى أنه قصد إلى استبداده بالخلق ، فاقتصر أو حذف ، إذ معناه خلق كل شيء .
ثم ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=29067خلق الإنسان ، وخصه من بين المخلوقات لكونه هو المنزل إليه ، وهو أشرف . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أشرف ما على الأرض ، وفيه دسيسة أن الملك أشرف ، وقال : ويجوز أن يراد الذي خلق الإنسان ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرحمن علم القرآن nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خلق الإنسان ) فقيل : الذي خلق مبهما ، ثم فسره بقوله : خلق تفخيما لخلق الإنسان ودلالة على عجيب فطرته . انتهى . والإنسان هنا اسم جنس ، والعلق جمع علقة ، فلذلك جاء من علق ، وإنما ذكر من خلق من علق ؛ لأنهم مقرون به ، ولم يذكر أصلهم
آدم ؛ لأنه ليس متقررا عند الكفار فيسبق الفرع ، وترك أصل الخلقة تقريبا لأفهامهم .
ثم جاء الأمر ثانيا تأنيسا له ، كأنه قيل : امض لما أمرت به ، وربك ليس مثل هذه الأرباب ، بل هو الأكرم الذي لا يلحقه نقص . والأكرم صفة تدل على المبالغة في الكرم ، إذ كرمه يزيد على كل كرم ، ينعم بالنعم التي لا تحصى ، ويحلم على الجاني ، ويقبل التوبة ، ويتجاوز عن السيئة ، وليس وراء التكرم بإفادة الفوائد العلمية تكرم حيث قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3الأكرم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الذي علم بالقلم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5علم الإنسان ما لم يعلم ) فدل على كمال كرمه بأنه علم عباده ما لم يعلموا ، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم ، ونبه على أفضل علم الكتابة ؛ لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلا هو ، وما دونت العلوم ، ولا قيدت الحكم ، ولا ضبطت أخبار الأولين ولا مقالاتهم ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة ، ولولا هي لما استقامت أمور الدين والدنيا ، ولو لم يكن على دقيق حكمة الله تعالى ولطيف تدبيره دليل إلا أمر الخط والقلم لكفى به ، ولبعضهم في الأقلام :
[ ص: 493 ] ورواقم رقش كمثل أراقم قطف الخطا نيالة أقصى المدى
سود القوائم ما يجد مسيرها إلا إذا لعبت بها بيض المدى
انتهى . من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، ومن غريب ما رأينا تسمية النصارى بهذه الصفة التي هي صفة لله تعالى : الأكرم ، والرشيد ، وفخر السعداء ، وسعيد السعداء ، والشيخ الرشيد ، فيا لها من خزية على من يدعوهم بها ، يجدون عقباها يوم عرض الأقوال والأفعال ، ومفعولا علم محذوفان ، إذ المقصود إسناد التعليم إلى الله تعالى ، وقدر بعضهم ( الذي علم ) الخط ( بالقلم ) وهي قراءة تعزى لابن الزبير ، وهي عندي على سبيل التفسير ، لا على أنها قرآن لمخالفتها سواد المصحف ، والظاهر أن المعلم كل من كتب بالقلم ، وقال
الضحاك :
إدريس ، وقيل :
آدم لأنه أول من كتب ، والإنسان في قوله : ( علم الإنسان ) الظاهر أنه اسم الجنس ، عدد عليه اكتساب العلوم بعد الجهل بها ، وقيل : الرسول عليه الصلاة والسلام .
[ ص: 491 ] nindex.php?page=treesubj&link=29067سُورَةُ الْعَلَقِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ تِسْعَ عَشْرَةَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=7أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=8إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=9أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=10عَبْدًا إِذَا صَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ )
السَّفْعُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : الْجَذْبُ بِشِدَّةٍ ، وَسَفَعَ بِنَاصِيَةِ فَرَسِهِ : جَذَبَ ، قَالَ
عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ :
قَوْمٌ إِذَا كَثُرَ الصِّيَاحُ رَأَيْتَهُمْ مِنْ بَيْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ أَوْ سَافِعِ
وَقَالَ مُؤَرِّجٌ : مَعْنَاهُ الْأَخْذُ بِلُغَةِ
قُرَيْشٍ ، النَّادِي وَالنَّدَى : الْمَجْلِسُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْرَابِيَّةِ : سَيِّدُ نَادِيهِ وَثِمَالُ عَافِيهِ ، وَقَالَ زُهَيْرٌ :
وَفِيهِمْ مَقَامَاتٌ حِسَانٌ وُجُوهُهُمْ وَأَنْدِيَةٌ يَنْتَابُهَا الْقَوْلُ وَالْفِعْلُ
الزَّبَانِيَةُ : مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ، فَقِيلَ : جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ ، كَعَبَادِيدَ . وَقِيلَ : وَاحِدُهُمْ زِبْنِيَةٌ عَلَى وَزْنِ حِدْرِيَةٍ وَعِفْرِيَةٍ ، قَالَهُ
أَبُو عُبَيْدَةَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : زَبْنِيٌّ ، وَكَأَنَّهُ نُسِبَ إِلَى الزَّبْنِ ثُمَّ غُيِّرَ لِلنَّسَبِ ، كَقَوْلِهِمْ : إِنْسِيٌّ ، وَأَصْلُهُ زَبَانِيٌّ ، قَالَ
عِيسَى بْنُ عُمَرَ ،
وَالْأَخْفَشُ : وَاحِدُهُمْ زَابِنٌ ، وَالْعَرَبُ تُطْلِقُ هَذَا الِاسْمَ عَلَى مَنِ اشْتَدَّ بَطْشُهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَمُسْتَعْجِبٌ مِمَّا يَرَى مِنْ أَنَّاتِنَا وَلَوْ زَبَنَتْهُ الْحَرْبُ لَمْ يَتَرَمْرَمِ
وَقَالَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ : وَقَدْ زَبَنَتْنَا الْحَرْبُ وَزَبَنَّاهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29067اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=7أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=8إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=9أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=10عَبْدًا إِذَا صَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ )
[ ص: 492 ] هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، وَصَدْرُهَا
nindex.php?page=treesubj&link=29067_28858أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ ، وَذَلِكَ فِي
غَارِ حِرَاءَ عَلَى مَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ ، وَقَوْلُ
جَابِرٍ : أَوَّلُ مَا نَزَلَ الْمُدَّثِّرُ ، وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12171أَبِي مَيْسَرَةَ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ : أَوَّلُ مَا نَزَلَ الْفَاتِحَةُ ، لَا يَصِحُّ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٍ : هِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=28858أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ ، وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ الْفَاتِحَةَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ ثُمَّ سُورَةُ الْقَلَمِ . انْتَهَى . وَلَمَّا ذَكَرَ فِيمَا قَبْلَهَا خَلْقَ الْإِنْسَانِ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا عَرَضَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، ذَكَرَهُ هُنَا مُنَبِّهًا عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَطْوَارِهِ ، وَذَكَرَ نِعْمَتَهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ طُغْيَانَهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَمَا يَئُولُ إِلَيْهِ حَالُهُ فِي الْآخِرَةِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( اقْرَأْ ) بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ ، وَالْأَعْشَى ، عَنْ
أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ
عَاصِمٍ : بِحَذْفِهَا كَأَنَّهُ عَلَى قَوْلِ مَنْ يُبْدِلُ الْهَمْزَةَ بِمُنَاسِبِ حَرَكَتِهَا فَيَقُولُ : قَرَأَ يَقْرَا ، كَسَعَى يَسْعَى ، فَلَمَّا أَمَرَ مِنْهُ قِيلَ : اقْرَ بِحَذْفِ الْأَلِفِ ، كَمَا تَقُولُ : اسْعَ ، وَالظَّاهِرُ تَعَلُّقُ الْبَاءِ بِاقْرَأْ وَتَكُونُ لِلِاسْتِعَانَةِ ، وَمَفْعُولُ اقْرَأْ مَحْذُوفٌ ، أَيِ اقْرَأْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ، وَقِيلَ : ( بِاسْمِ رَبِّكَ ) هُوَ الْمَفْعُولُ وَهُوَ الْمَأْمُورُ بِقِرَاءَتِهِ ، كَمَا تَقُولُ : اقْرَأِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى اقْرَأْ فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ ، وَقِرَاءَةُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : الْبَاءُ بِمَعْنَى عَلَى ، أَيِ اقْرَأْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ ، كَمَا قَالُوا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ ) أَيْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى اقْرَأِ الْقُرْآنَ مُبْتَدِئًا بِاسْمِ رَبِّكَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : مَحَلُّ " بِاسْمِ رَبِّكَ " النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ ، أَيِ اقْرَأْ مُفْتَتِحًا بِاسْمِ رَبِّكَ ، قُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ثُمَّ اقْرَأْ . انْتَهَى . وَهَذَا قَالَهُ قَتَادَةُ ، الْمَعْنَى : اقْرَأْ مَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ مُفْتَتِحًا بِاسْمِ رَبِّكَ ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْبَاءُ صِلَةٌ ، وَالْمَعْنَى اذْكُرْ رَبَّكَ . وَقَالَ أَيْضًا : الِاسْمُ صِلَةٌ ، وَالْمَعْنَى اقْرَأْ بِعَوْنِ رَبِّكَ وَتَوْفِيقِهِ ، وَجَاءَ بِاسْمِ رَبِّكَ ، وَلَمْ يَأْتِ بِلَفْظِ الْجَلَالَةِ لِمَا فِي لَفْظِ الرَّبِّ مِنْ مَعْنَى الَّذِي رَبَّاكَ وَنَظَرَ فِي مَصْلَحَتِكَ ، وَجَاءَ الْخِطَابُ لِيَدُلَّ عَلَى الِاخْتِصَاصِ وَالتَّأْنِيسِ ، أَيْ لَيْسَ لَكَ رَبٌّ غَيْرُهُ ، ثُمَّ جَاءَ بِصِفَةِ الْخَالِقِ ، وَهُوَ الْمُنْشِئُ لِلْعَالَمِ لَمَّا كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي الْأَصْنَامَ أَرْبَابًا ، أَتَى بِالصِّفَةِ الَّتِي لَا يُمْكِنُ شِرْكَةُ الْأَصْنَامِ فِيهَا ، وَلَمْ يَذْكُرْ مُتَعَلِّقَ الْخَلْقِ أَوَّلًا ، فَالْمَعْنَى أَنَّهُ قَصَدَ إِلَى اسْتِبْدَادِهِ بِالْخَلْقِ ، فَاقْتَصَرَ أَوْ حَذَفَ ، إِذْ مَعْنَاهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ .
ثُمَّ ذَكَرَ
nindex.php?page=treesubj&link=29067خَلْقَ الْإِنْسَانِ ، وَخَصَّهُ مِنْ بَيْنِ الْمَخْلُوقَاتِ لِكَوْنِهِ هُوَ الْمُنَزَّلُ إِلَيْهِ ، وَهُوَ أَشْرَفُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَشْرَفُ مَا عَلَى الْأَرْضِ ، وَفِيهِ دَسِيسَةُ أَنَّ الْمَلَكَ أَشْرَفُ ، وَقَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ الَّذِي خَلَقَ الْإِنْسَانَ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خَلَقَ الْإِنْسَانَ ) فَقِيلَ : الَّذِي خَلَقَ مُبْهَمًا ، ثُمَّ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ : خَلَقَ تَفْخِيمًا لِخَلْقِ الْإِنْسَانِ وَدَلَالَةً عَلَى عَجِيبِ فِطْرَتِهِ . انْتَهَى . وَالْإِنْسَانُ هُنَا اسْمُ جِنْسٍ ، وَالْعَلَقُ جَمْعُ عَلَقَةٍ ، فَلِذَلِكَ جَاءَ مِنْ عَلَقٍ ، وَإِنَّمَا ذَكَرَ مَنْ خَلَقَ مِنْ عَلَقٍ ؛ لِأَنَّهُمْ مُقِرُّونَ بِهِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَصْلَهُمْ
آدَمَ ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ مُتَقَرِّرًا عِنْدَ الْكُفَّارِ فَيَسْبِقُ الْفَرْعَ ، وَتَرَكَ أَصْلَ الْخِلْقَةِ تَقْرِيبًا لِأَفْهَامِهِمْ .
ثُمَّ جَاءَ الْأَمْرُ ثَانِيًا تَأْنِيسًا لَهُ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ ، وَرَبُّكَ لَيْسَ مِثْلَ هَذِهِ الْأَرْبَابِ ، بَلْ هُوَ الْأَكْرَمُ الَّذِي لَا يَلْحَقُهُ نَقْصٌ . وَالْأَكْرَمُ صِفَةٌ تَدُلُّ عَلَى الْمُبَالَغَةِ فِي الْكَرَمِ ، إِذْ كَرَمُهُ يَزِيدُ عَلَى كُلِّ كَرَمٍ ، يُنْعِمُ بِالنِّعَمِ الَّتِي لَا تُحْصَى ، وَيَحْلُمُ عَلَى الْجَانِي ، وَيَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ السَّيِّئَةِ ، وَلَيْسَ وَرَاءَ التَّكَرُّمِ بِإِفَادَةِ الْفَوَائِدِ الْعِلْمِيَّةِ تَكَرُّمٌ حَيْثُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3الْأَكْرَمُ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) فَدَلَّ عَلَى كَمَالِ كَرَمِهِ بِأَنَّهُ عَلَّمَ عِبَادَهُ مَا لَمْ يَعْلَمُوا ، وَنَقَلَهُمْ مِنْ ظُلْمَةِ الْجَهْلِ إِلَى نُورِ الْعِلْمِ ، وَنَبَّهَ عَلَى أَفْضَلِ عِلْمِ الْكِتَابَةِ ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمَنَافِعِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي لَا يُحِيطُ بِهَا إِلَّا هُوَ ، وَمَا دُوِّنَتِ الْعُلُومُ ، وَلَا قُيِّدَتِ الْحِكَمُ ، وَلَا ضُبِطَتْ أَخْبَارُ الْأَوَّلِينَ وَلَا مَقَالَاتُهُمْ وَلَا كُتُبُ اللَّهِ الْمُنَزَّلَةُ إِلَّا بِالْكِتَابَةِ ، وَلَوْلَا هِيَ لَمَا اسْتَقَامَتْ أُمُورُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ عَلَى دَقِيقِ حِكْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَطِيفِ تَدْبِيرِهِ دَلِيلٌ إِلَّا أَمْرَ الْخَطِّ وَالْقَلَمِ لَكَفَى بِهِ ، وَلِبَعْضِهِمْ فِي الْأَقْلَامِ :
[ ص: 493 ] وَرَوَاقِمِ رَقْشٍ كَمِثْلِ أَرَاقِمَ قُطْفُ الْخُطَا نَيَّالَةٌ أَقْصَى الْمَدَى
سُودُ الْقَوَائِمِ مَا يَجِدُّ مَسِيرُهَا إِلَّا إِذَا لَعِبَتْ بِهَا بِيضُ الْمُدَى
انْتَهَى . مِنْ كَلَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ ، وَمِنْ غَرِيبِ مَا رَأَيْنَا تَسْمِيَةُ النَّصَارَى بِهَذِهِ الصِّفَةِ الَّتِي هِيَ صِفَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى : الْأَكْرَمُ ، وَالرَّشِيدُ ، وَفَخْرُ السُّعَدَاءِ ، وَسَعِيدُ السُّعَدَاءِ ، وَالشَّيْخُ الرَّشِيدُ ، فَيَا لَهَا مِنْ خِزْيَةٍ عَلَى مَنْ يَدْعُوهُمْ بِهَا ، يَجِدُونَ عُقْبَاهَا يَوْمَ عَرْضِ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ ، وَمَفْعُولَا عَلَّمَ مَحْذُوفَانِ ، إِذِ الْمَقْصُودُ إِسْنَادُ التَّعْلِيمِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَقَدَّرَ بَعْضُهُمْ ( الَّذِي عَلَّمَ ) الْخَطَّ ( بِالْقَلَمِ ) وَهِيَ قِرَاءَةٌ تُعْزَى لِابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَهِيَ عِنْدِي عَلَى سَبِيلِ التَّفْسِيرِ ، لَا عَلَى أَنَّهَا قُرْآنٌ لِمُخَالَفَتِهَا سَوَادَ الْمُصْحَفِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُعَلَّمَ كُلُّ مَنْ كَتَبَ بِالْقَلَمِ ، وَقَالَ
الضَّحَّاكُ :
إِدْرِيسُ ، وَقِيلَ :
آدَمُ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ ، وَالْإِنْسَانُ فِي قَوْلِهِ : ( عَلَّمَ الْإِنْسَانَ ) الظَّاهِرُ أَنَّهُ اسْمُ الْجِنْسِ ، عَدَّدَ عَلَيْهِ اكْتِسَابَ الْعُلُومِ بَعْدَ الْجَهْلِ بِهَا ، وَقِيلَ : الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .