(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=92nindex.php?page=treesubj&link=28974لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=93كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=94فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=95قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=96إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=100يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ) .
النيل : لحوق الشيء وإدراكه ، الفعل منه : نال ينال . قيل : والنيل العطية .
الوضع : الإلقاء . وضع الشيء ألقاه ، ووضعت ما في بطنها ألقته ، والفعل : وضع يضع وضعا وضعة ، والموضع : محل إلقاء الشيء . وفلان يضع الحديث أي : يلقيه من قبل نفسه من غير نقل ، يختلقه .
بكة : مرادف لمكة قاله
مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج . والعرب تعاقب بين الباء والميم قالوا : لازم وراتم والنميط ، وبالباء فيها . وقيل : اسم
لبطن مكة ، قاله
أبو عبيدة . وقيل : اسم لمكان
البيت ، قاله
النخعي . وقيل : اسم للمسجد خاصة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب . قيل : ويدل عليه أن البك هو دفع الناس بعضهم بعضا ، وازدحامهم ، وهذا إنما يحصل في المسجد عند الطواف لا في سائر المواضع ، وسيأتي الكلام على لفظ
مكة إن شاء الله . البركة : الزيادة ، والفعل منه : بارك ، وهو متعد ، ومنه (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8أن بورك من في النار ) ويضمن معنى ما تعدى بـ " على " ، لقوله :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374090وبارك على محمد ، وتبارك : لازم .
العوج : الميل ، قال أبو عبيدة : في الدين والكلام والعمل ، وبالفتح في الحائط والجذع . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج بمعناه . قال : فيما لا نرى له شخصا ، وبالفتح فيما له شخص . قال
ابن فارس : بالفتح في كل منتصب كالحائط . والعوج : ما كان في بساط ، أو دين ، أو أرض ، أو معاش .
العصم : المنع ، واعتصم واستعصم : امتنع ، واعتصمت فلانا هيأت له ما يعتصم به ، وكل متمسك بشيء معتصم ، وكل مانع شيء عاصم ، ويرجع لهذا المعنى الأعصم ، والمعصم ، والعصام . ويسمى الخبز عاصما لأنه يمنع من الجوع .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=92لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) مناسبة هذه الآية لما قبلها ، هو أنه لما أخبر عمن مات كافرا أنه لا يقبل ما أنفق في الدنيا ، أو ما أحضره لتخليص نفسه في الآخرة على الاختلاف الذي سبق ، حض المؤمن على الصدقة ، وبين أنه لن يدرك البر حتى ينفق مما يحب . والبر هنا ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
ومجاهد ،
والسدي ، و
عمرو بن ميمون : البر الجنة . وقال
الحسن ،
والضحاك : الصدقة المفروضة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15451أبو روق : الخير كله . وقيل : الصدق . وقيل : أشرف الدين ، قاله
عطاء . وقال
ابن عطية : الطاعة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان : التقوى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : كل ما تقرب به إلى الله من عمل خير . وقال معناه
ابن عطية . قال
أبو مسلم : وله مواضع ، فيقال : الصدق البر ، ومنه : صدقت وبررت ، وكرام بررة ، والإحسان : ومنه بررت والدي ، واللطف والتعاهد ومنه : يبر أصحابه إذا كان يزورهم ويتعاهدهم ، والهبة والصدقة : بره بكذا إذا وهبه له .
وقال : ويحتمل لن تنالوا بر الله بكم أي : رحمته ولطفه انتهى . وهو قول
أبي بكر [ ص: 524 ] الوراق ، قال : معنى الآية لن تنالوا بري بكم إلا ببركم بإخوانكم ، والإنفاق عليهم من أموالكم وجاهكم . وروى نحوه
علي بن جرير . ويحتمل أن يريد : لن تنالوا درجة الكمال من فعل البر حتى تكونوا أبرارا إلا بالإنفاق المضاف إلى سائر أعمالكم ، قاله
ابن عطية . وقد تقدم شرح البر في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=44أتأمرون الناس بالبر ) ولكن فعلنا ما قال الناس في خصوصية هذا الموضع .
و " من " في : مما تحبون للتبعيض ، ويدل على ذلك قراءة
عبد الله : حتى تنفقوا بعض ما تحبون . و " ما " موصولة ، والعائد محذوف . والظاهر أن المحبة هنا هو ميل النفس وتعلقها التعلق التام بالمنفق ، فيكون إخراجه على النفس أشق وأصعب من إخراج ما لا تتعلق به النفس ذلك التعلق ، ولذلك فسره الحسن ، والضحاك بأنه محبوب المال ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8ويطعمون الطعام على حبه ) لذلك ما روي عن جماعة أنهم لهذه الآية تصدقوا بأحب شيء إليهم ، فتصدق
أبو طلحة ببيرحاء ، وتصدق
nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة بفرس له كان يحبها ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر بالسكر واللوز ; لأنه كان يحبه ،
وأبو ذر بفحل خير إبله وببرنس على مقرور ، وتلا الآية ،
nindex.php?page=showalam&ids=14355والربيع بن خيثم بالسكر لحبه له ، وأعتق
عمر جارية أعجبته ، وابنه
عبد الله جارية كانت أعجب شيء إليه .
وقيل : معنى مما تحبون ، نفائس المال ، وطيبه لا رديئه وخبيثه . وقيل : ما يكون محتاجا إليه . وقيل : كل شيء ينفقه المسلم من ماله يطلب به وجه الله .
ولفظة " تحبون " تنبو عن هذه الأقوال ، والذي يظهر أن الإنفاق هو في الندب ; لأن المزكي لا يجب عليه أن يخرج أشرف أمواله ولا أحبها إليه ، وأبعد من ذهب إلى أن هذه الآية منسوخة ; لأن الترغيب في الندب لوجه الله لا ينافي الزكاة . قال بعضهم : وتدل هذه الآية على أن الكلام يصير شعرا بأشياء منها : قصد المتكلم إلى أن يكون شعرا ; لأن هذه الآية على وزن بيت الرمل ، يسمى المجز والمسبع ، وهو :
يا خليلي اربعا واستخبرا لـ منزل الدارس عن حي حلال
رسما بعسفان
ولا يجوز أن يقال : إن في القرآن شعرا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=92وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ) تقدم تفسير مثل هذا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=92nindex.php?page=treesubj&link=28974لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=93كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=94فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=95قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=96إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=100يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) .
النَّيْلُ : لُحُوقُ الشَّيْءِ وَإِدْرَاكُهُ ، الْفِعْلُ مِنْهُ : نَالَ يَنَالُ . قِيلَ : وَالنَّيْلُ الْعَطِيَّةُ .
الْوَضْعُ : الْإِلْقَاءُ . وَضَعَ الشَّيْءَ أَلْقَاهُ ، وَوَضَعَتْ مَا فِي بَطْنِهَا أَلْقَتْهُ ، وَالْفِعْلُ : وَضَعَ يَضَعُ وَضْعًا وَضِعَةً ، وَالْمَوْضِعُ : مَحَلُّ إِلْقَاءِ الشَّيْءِ . وَفُلَانٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ أَيْ : يُلْقِيهِ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ نَقْلٍ ، يَخْتَلِقُهُ .
بَكَّةُ : مُرَادِفٌ لِمَكَّةَ قَالَهُ
مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ . وَالْعَرَبُ تُعَاقِبُ بَيْنَ الْبَاءِ وَالْمِيمِ قَالُوا : لَازِمٌ وَرَاتِمٌ وَالنُّمَيْطُ ، وَبِالْبَاءِ فِيهَا . وَقِيلَ : اسْمٌ
لِبَطْنِ مَكَّةَ ، قَالَهُ
أَبُو عُبَيْدَةَ . وَقِيلَ : اسْمٌ لِمَكَانِ
الْبَيْتِ ، قَالَهُ
النَّخَعِيُّ . وَقِيلَ : اسْمٌ لِلْمَسْجِدِ خَاصَّةً ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابْنُ شِهَابٍ . قِيلَ : وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّ الْبَكَّ هُوَ دَفْعُ النَّاسِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا ، وَازْدِحَامُهُمْ ، وَهَذَا إِنَّمَا يَحْصُلُ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ الطَّوَافِ لَا فِي سَائِرِ الْمَوَاضِعِ ، وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى لَفْظِ
مَكَّةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . الْبَرَكَةُ : الزِّيَادَةُ ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ : بَارَكَ ، وَهُوَ مُتَعَدٍّ ، وَمِنْهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ ) وَيُضَمَّنُ مَعْنَى مَا تَعَدَّى بِـ " عَلَى " ، لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374090وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَتَبَارَكَ : لَازِمٌ .
الْعِوَجُ : الْمَيْلُ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : فِي الدِّينِ وَالْكَلَامِ وَالْعَمَلِ ، وَبِالْفَتْحِ فِي الْحَائِطِ وَالْجِذْعِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ بِمَعْنَاهُ . قَالَ : فِيمَا لَا نَرَى لَهُ شَخْصًا ، وَبِالْفَتْحِ فِيمَا لَهُ شَخْصٌ . قَالَ
ابْنُ فَارِسٍ : بِالْفَتْحِ فِي كُلِّ مُنْتَصِبٍ كَالْحَائِطِ . وَالْعِوَجُ : مَا كَانَ فِي بِسَاطٍ ، أَوْ دِينٍ ، أَوْ أَرْضٍ ، أَوْ مَعَاشٍ .
الْعَصْمُ : الْمَنْعُ ، وَاعْتَصَمَ وَاسْتَعْصَمَ : امْتَنَعَ ، وَاعْتَصَمْتُ فُلَانًا هَيَّأْتُ لَهُ مَا يَعْتَصِمُ بِهِ ، وَكُلُّ مُتَمَسِّكٍ بِشَيْءٍ مُعْتَصِمٌ ، وَكُلُّ مَانِعِ شَيْءٍ عَاصِمٌ ، وَيَرْجِعُ لِهَذَا الْمَعْنَى الْأَعْصَمُ ، وَالْمِعْصَمُ ، وَالْعِصَامُ . وَيُسَمَّى الْخُبْزُ عَاصِمًا لِأَنَّهُ يَمْنَعُ مِنَ الْجُوعِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=92لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) مُنَاسَبَةُ هَذِهِ الْآيَةِ لِمَا قَبْلَهَا ، هُوَ أَنَّهُ لَمَّا أَخْبَرَ عَمَّنْ مَاتَ كَافِرًا أَنَّهُ لَا يَقْبَلُ مَا أَنْفَقَ فِي الدُّنْيَا ، أَوْ مَا أَحْضَرَهُ لِتَخْلِيصَ نَفْسِهِ فِي الْآخِرَةِ عَلَى الِاخْتِلَافِ الَّذِي سَبَقَ ، حَضَّ الْمُؤْمِنَ عَلَى الصَّدَقَةِ ، وَبَيَّنَ أَنَّهُ لَنْ يُدْرِكَ الْبِرَّ حَتَّى يُنْفِقَ مِمَّا يُحِبُّ . وَالْبِرُّ هُنَا ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَالسُّدِّيُّ ، وَ
عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ : الْبِرُّ الْجَنَّةُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ ،
وَالضَّحَّاكُ : الصَّدَقَةُ الْمَفْرُوضَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15451أَبُو رَوْقٍ : الْخَيْرُ كُلُّهُ . وَقِيلَ : الصِّدْقُ . وَقِيلَ : أَشْرَفُ الدِّينِ ، قَالَهُ
عَطَاءٌ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : الطَّاعَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ : التَّقْوَى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : كُلُّ مَا تُقُرِّبَ بِهِ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَمَلٍ خَيْرٍ . وَقَالَ مَعْنَاهُ
ابْنُ عَطِيَّةَ . قَالَ
أَبُو مُسْلِمٍ : وَلَهُ مَوَاضِعُ ، فَيُقَالُ : الصِّدْقُ الْبِرُّ ، وَمِنْهُ : صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ ، وَكِرَامٌ بَرَرَةٌ ، وَالْإِحْسَانُ : وَمِنْهُ بَرَرْتُ وَالِدَيَّ ، وَاللُّطْفُ وَالتَّعَاهُدُ وَمِنْهُ : يَبِرُّ أَصْحَابَهُ إِذَا كَانَ يَزُورُهُمْ وَيَتَعَاهَدُهُمْ ، وَالْهِبَةُ وَالصَّدَقَةُ : بَرَّهُ بِكَذَا إِذَا وَهَبَهُ لَهُ .
وَقَالَ : وَيُحْتَمَلُ لَنْ تَنَالُوا بِرَّ اللَّهِ بِكُمْ أَيْ : رَحْمَتَهُ وَلُطْفَهُ انْتَهَى . وَهُوَ قَوْلُ
أَبِي بَكْرٍ [ ص: 524 ] الْوَرَّاقِ ، قَالَ : مَعْنَى الْآيَةِ لَنْ تَنَالُوا بِرِّي بِكُمْ إِلَّا بِبِرِّكُمْ بِإِخْوَانِكُمْ ، وَالْإِنْفَاقِ عَلَيْهِمْ مِنْ أَمْوَالِكُمْ وَجَاهِكُمْ . وَرَوَى نَحْوَهُ
عَلِيُّ بْنُ جَرِيرٍ . وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ : لَنْ تَنَالُوا دَرَجَةَ الْكَمَالِ مِنْ فِعْلِ الْبِرِّ حَتَّى تَكُونُوا أَبْرَارًا إِلَّا بِالْإِنْفَاقِ الْمُضَافِ إِلَى سَائِرِ أَعْمَالِكُمْ ، قَالَهُ
ابْنُ عَطِيَّةَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُ الْبِرِّ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=44أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ) وَلَكِنْ فَعَلْنَا مَا قَالَ النَّاسُ فِي خُصُوصِيَّةِ هَذَا الْمَوْضِعِ .
وَ " مَنْ " فِي : مِمَّا تُحِبُّونَ لِلتَّبْعِيضِ ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قِرَاءَةُ
عَبْدِ اللَّهِ : حَتَّى تُنْفِقُوا بَعْضَ مَا تُحِبُّونَ . وَ " مَا " مَوْصُولَةٌ ، وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمَحَبَّةَ هُنَا هُوَ مَيْلُ النَّفْسِ وَتَعَلُّقُهَا التَّعَلُّقَ التَّامَّ بِالْمُنْفِقِ ، فَيَكُونُ إِخْرَاجُهُ عَلَى النَّفْسِ أَشَقَّ وَأَصْعَبَ مِنْ إِخْرَاجِ مَا لَا تَتَعَلَّقُ بِهِ النَّفْسُ ذَلِكَ التَّعَلُّقَ ، وَلِذَلِكَ فَسَّرَهُ الْحَسَنُ ، وَالضَّحَّاكُ بِأَنَّهُ مَحْبُوبُ الْمَالِ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ ) لِذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ أَنَّهُمْ لِهَذِهِ الْآيَةِ تَصَدَّقُوا بِأَحَبِّ شَيْءٍ إِلَيْهِمْ ، فَتَصَدَّقَ
أَبُو طَلْحَةَ بِبَيْرَحَاءَ ، وَتَصَدَّقَ
nindex.php?page=showalam&ids=138زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِفَرَسٍ لَهُ كَانَ يُحِبُّهَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنُ عُمَرَ بِالسُّكَّرِ وَاللَّوْزِ ; لِأَنَّهُ كَانَ يُحِبُّهُ ،
وَأَبُو ذَرٍّ بِفَحْلِ خَيْرِ إِبِلِهِ وَبِبُرْنُسٍ عَلَى مَقْرُورٍ ، وَتَلَا الْآيَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14355وَالرَّبِيعُ بْنُ خَيْثَمٍ بِالسُّكَّرِ لِحُبِّهِ لَهُ ، وَأَعْتَقَ
عُمَرُ جَارِيَةً أَعْجَبَتْهُ ، وَابْنُهُ
عَبْدُ اللَّهِ جَارِيَةً كَانَتْ أَعْجَبَ شَيْءٍ إِلَيْهِ .
وَقِيلَ : مَعْنَى مِمَّا تُحِبُّونَ ، نَفَائِسُ الْمَالِ ، وَطِيِّبُهُ لَا رَدِيئُهُ وَخَبِيثُهُ . وَقِيلَ : مَا يَكُونُ مُحْتَاجًا إِلَيْهِ . وَقِيلَ : كُلُّ شَيْءٍ يُنْفِقُهُ الْمُسْلِمُ مِنْ مَالِهِ يَطْلُبُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ .
وَلَفْظَةُ " تُحِبُّونَ " تَنْبُوُ عَنْ هَذِهِ الْأَقْوَالِ ، وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الْإِنْفَاقَ هُوَ فِي النَّدْبِ ; لِأَنَّ الْمُزَكِّيَ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُخْرِجَ أَشْرَفَ أَمْوَالِهِ وَلَا أَحَبَّهَا إِلَيْهِ ، وَأَبْعَدَ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَنْسُوخَةٌ ; لِأَنَّ التَّرْغِيبَ فِي النَّدْبِ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا يُنَافِي الزَّكَاةَ . قَالَ بَعْضُهُمْ : وَتَدُلُّ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى أَنَّ الْكَلَامَ يَصِيرُ شِعْرًا بِأَشْيَاءَ مِنْهَا : قَصْدُ الْمُتَكَلِّمِ إِلَى أَنْ يَكُونَ شِعْرًا ; لِأَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ عَلَى وَزْنِ بَيْتِ الرَّمَلِ ، يُسَمَّى الْمُجَزَّ وَالْمُسَبَّعَ ، وَهُوَ :
يَا خَلِيلِيَّ ارْبَعَا وَاسْتَخْبِرَا لِـ مَنْزِلِ الدَّارِسِ عَنْ حَيِّ حَلَالْ
رَسْمًا بِعُسْفَانْ
وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ فِي الْقُرْآنِ شِعْرًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=92وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ مِثْلِ هَذَا .