(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ) الظاهر أن " لا " زائدة تفيد التوكيد والتحقيق كهي في قوله لئلا يعلم ، أي : لأن يعلم وكأنه قيل ليتحقق علم أهل الكتاب وما منعك أن تحقق السجود وتلزمه نفسك إذ أمرتك ويدل على زيادتها قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75ما منعك أن تسجد ) وسقوطها في هذا دليل على زيادتها في
[ ص: 273 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12ألا تسجد ) ، والمعنى : أنه وبخه وقرعه على امتناعه من السجود وإن كان تعالى عالما بما منعه من السجود ، وما استفهامية تدل على التوبيخ كما قلنا ، وأنشدوا على زيادة لا قول الشاعر :
أفعنك لا برق كأن وميضه غاب يقسمه ضرام مثقب
وقول الآخر :
أبى جوده لا البخل واستعجلت به نعم من فتى لا يمنع الجوع قاتله
وأقول : لا حجة في البيت الأول إذ يحتمل أن لا تكون فيه " لا " زائدة لاحتمال أن تكون عاطفة وحذف المعطوف ، والتقدير : أفعنك لا عن غيرك ، وأما البيت الثاني فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : لا مفعولة والبخل بدل منها ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء : الرواية فيه لا البخل بخفض اللام جعلها مضافة إلى البخل ؛ لأن " لا " قد ينطق بها ولا تكون للبخل . انتهى . وقد خرجته أنا تخريجا آخر وهو أن ينتصب البخل على أنه مفعول من أجله و " لا " مفعولة ، وقال قوم : لا في أن لا تسجد ليست زائدة واختلفوا ، فقيل يقدر محذوف يصح معه المعنى وهو ما منعك فأحوجك أن لا تسجد ، وقيل يحمل قوله ما منعك معنى يصح معه النفي ، فقيل معنى ما منعك من أمرك ومن قال لك أن لا تسجد .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ) الظَّاهِرُ أَنَّ " لَا " زَائِدَةٌ تُفِيدُ التَّوْكِيدَ وَالتَّحْقِيقَ كَهِيَ فِي قَوْلِهِ لِئَلَّا يَعْلَمَ ، أَيْ : لِأَنْ يَعْلَمَ وَكَأَنَّهُ قِيلَ لِيَتَحَقَّقَ عِلْمُ أَهْلِ الْكِتَابِ وَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُحَقِّقَ السُّجُودَ وَتَلْزَمَهُ نَفْسُكَ إِذْ أَمَرْتُكَ وَيَدُلُّ عَلَى زِيَادَتِهَا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ ) وَسُقُوطُهَا فِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى زِيَادَتِهَا فِي
[ ص: 273 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12أَلَّا تَسْجُدَ ) ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ وَبَّخَهُ وَقَرَّعَهُ عَلَى امْتِنَاعِهِ مِنَ السُّجُودِ وَإِنْ كَانَ تَعَالَى عَالِمًا بِمَا مَنَعَهُ مِنَ السُّجُودِ ، وَمَا اسْتِفْهَامِيَّةٌ تَدُلُّ عَلَى التَّوْبِيخِ كَمَا قُلْنَا ، وَأَنْشَدُوا عَلَى زِيَادَةِ لَا قَوْلَ الشَّاعِرِ :
أَفَعَنْكَ لَا بَرْقٌ كَأَنَّ وَمِيضَهُ غَابٌ يُقَسِّمُهُ ضِرَامٌ مُثْقَبُ
وَقَوْلُ الْآخَرِ :
أَبَى جُودُهُ لَا الْبُخْلَ وَاسْتَعْجَلَتْ بِهِ نَعَمْ مِنْ فَتًى لَا يَمْنَعُ الْجُوعَ قَاتِلُهْ
وَأَقُولُ : لَا حُجَّةَ فِي الْبَيْتِ الْأَوَّلِ إِذْ يُحْتَمَلُ أَنْ لَا تَكُونَ فِيهِ " لَا " زَائِدَةً لِاحْتِمَالِ أَنْ تَكُونَ عَاطِفَةً وَحُذِفَ الْمَعْطُوفُ ، وَالتَّقْدِيرُ : أَفَعَنْكَ لَا عَنْ غَيْرِكَ ، وَأَمَّا الْبَيْتُ الثَّانِي فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : لَا مَفْعُولَةٌ وَالْبُخْلُ بَدَلٌ مِنْهَا ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ : الرِّوَايَةُ فِيهِ لَا الْبُخْلِ بِخَفْضِ اللَّامِ جَعَلَهَا مُضَافَةً إِلَى الْبُخْلِ ؛ لِأَنَّ " لَا " قَدْ يُنْطَقُ بِهَا وَلَا تَكُونُ لِلْبُخْلِ . انْتَهَى . وَقَدْ خَرَّجْتُهُ أَنَا تَخْرِيجًا آخَرَ وَهُوَ أَنْ يَنْتَصِبَ الْبُخْلُ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ وَ " لَا " مَفْعُولَةٌ ، وَقَالَ قَوْمٌ : لَا فِي أَنْ لَا تَسْجُدَ لَيْسَتْ زَائِدَةً وَاخْتَلَفُوا ، فَقِيلَ يُقَدَّرُ مَحْذُوفٌ يَصِحُّ مَعَهُ الْمَعْنَى وَهُوَ مَا مَنَعَكَ فَأَحْوَجَكَ أَنْ لَا تَسْجُدَ ، وَقِيلَ يَحْمِلُ قَوْلُهُ مَا مَنَعَكَ مَعْنًى يَصِحُّ مَعَهُ النَّفْيُ ، فَقِيلَ مَعْنَى مَا مَنَعَكَ مَنْ أَمَرَكَ وَمَنْ قَالَ لَكَ أَنْ لَا تَسْجُدَ .